حديث يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر فسكت

أحاديث نبوية | صحيح ابن ماجه | حديث عائشة أم المؤمنين

«قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في مرضِهِ: وَدِدْتُ أنَّ عِندي بعضَ أصحابي قُلنا: يا رسولَ اللَّهِ ، ألا نَدعو لَكَ أبا بَكْرٍ ؟ فسَكَتَ ، قُلنا: ألا نَدعو لَكَ عمرَ ؟ فسَكَتَ قُلنا: ألا نَدعو لَكَ عُثمانَ ؟ قالَ: نعَم ، فجاءَ ، فَخلا بِهِ ، فجَعلَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُكَلِّمُهُ ، ووجهُ عثمانَ يتغيَّرُ قالَ: قيسٌ ، فحدَّثَني أبو سَهْلةَ مولى عُثمانَ ، أنَّ عُثمانَ بنَ عفَّانَ ، قالَ يومَ الدَّارِ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عَهِدَ إليَّ عَهْدًا ، فأَنا صائرٌ إليهِ وقالَ عليٌّ في حديثِهِ: وأَنا صابرٌ عليهِ ، قالَ قيسٌ: فَكانوا يُرَوْنَهُ ذلِكَ اليومَ»

صحيح ابن ماجه
عائشة أم المؤمنين
الألباني
صحيح

صحيح ابن ماجه - رقم الحديث أو الصفحة: 91 - أخرجه ابن ماجه (113) واللفظ له، وأحمد (25797)

شرح حديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وددت أن عندي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان عُثمانُ بنُ عفَّانَ مِن أفاضِلِ الصَّحابةِ رِضوانُ اللهِ عليهم، وله مِن الفضْلِ في الإسلامِ ما يشهَدُ له به، ومع ذلك فقدِ أُصيبَ ببعضِ الابتِلاءاتِ، وفي هذا الحديثِ بيانٌ لبعضِ فَضائلِه وابتلائِه، وفيه تقولُ أُمُّ المُؤمنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مرَضِه"، وفي روايةٍ: "في مرَضِه الَّذي ماتَ فيه"، قال: "وَدِدْتُ"، أي: تمنَّيْتُ ورَغِبْت، "أنَّ عندي بعضَ أصحابي"، ولم يُحدِّدِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيَّ أصحابِه الَّذين يُرِيدُهم، "قلنا" القائلةُ هي عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها، "يا رسولَ اللهِ، أَلَا نَدْعو لك أبا بكْرٍ؟ فسكَتَ"، "قلنا" والقائلةُ هنا هي حفصةُ بنتُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهنا كما في روايةٍ أُخرى: "أَلَا نَدْعو لك عمَرَ؟ فسكَتَ"، وفي روايةٍ: فقال: "لا" بدَلَ سَكَت، ويُجْمَعُ بينهما بأنَّه سكَتَ أوَّلًا، ثمَّ قال: "لا"، ويُوضِّح ذلك ما جاءَ في روايةٍ أُخرى: "فقالتْ حفصةُ: أَلَا أُرْسِلُ لك إلى عمَرَ، فسكَتَ، ثمَّ قال: لا".
قالت: "قُلْنا: أَلَا نَدْعو لك عُثمانَ؟ قال: نعم"، وفي هذِه الرِّوايةِ أنَّهما هما مَن عرَضَا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدْعُوَا له عُثمانَ، وفي روايةٍ أُخرى: "ثمَّ دعا رجُلًا، فسارَّه بشيءٍ، فما كان إلَّا أنْ أقبَلَ عُثمانُ"، وفي روايةٍ: "ثمَّ دعا وصيفًا بين يدَيْه، فسارَّه فذهَبَ"، ويُجمَعُ بين هذه الرواياتِ بأنَّهما طَلَبا أنْ يَدْعُوَا له، لكنَّه لَمَّا رأى الوصيفَ أمامَه بادَرَ بإرسالِه إليه، "فجاء"، أي: عُثمانُ رضِيَ اللهُ عنه، "فخَلَا به"، أي: انفَرَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعُثمانَ رضِيَ اللهُ عنه؛ لكونِ الكلامِ الَّذي أرادَ أنْ يُكَلِّمَه به سِرًّا لا ينْبَغي إفشاؤُه، "فجعَلَ"، أي: فشَرَعَ وبدَأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكَلِّمُ عُثمانَ رضِيَ اللهُ عنه، "ووجْهُ عُثمانَ يتغيَّرُ"، أي: يتغيَّرُ لونُ وجْهِ عُثمانَ؛ لِسُوءِ ما سمِعَه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا سينالُه مِن عداوةِ المُنافقينَ له، ومُحاولَتِهم خلْعِ خِلْعَةِ الخلافةِ النَّبويَّةِ عنه.
قال قيسُ بنُ أبي حازِمٍ- الرَّاوي عن عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها- : "فحدَّثَني أبو سهْلَةٍ، وهو مولى عُثمانَ: أنَّ عُثمانَ بنَ عفَّانَ قال يومَ الدَّارِ"، أي: يومَ حُوصِرَ عُثمانُ رضِيَ اللهُ عنه في دارِه بالمدينةِ، قال عُثمانُ: "إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عهِدَ إليَّ عهدًا"، أي: أوصاني وَصيَّةً، والعهْدُ: الوصيَّةُ، والأَوْلى أنْ يُقالَ: إنَّه أراد بالعهْدِ إليه أمْرَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم له رضِيَ اللهُ عنه بعدمِ خلْعِ قميصِه المُكنَّى به عن الخِلافةِ، بقولِه: "فإنْ أَرَادوك على خلْعِه، فلا تخْلَعْه لهم"، وكذلك أمْرُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ له بالصَّبرِ، وعدَمِ المُقاتلَةِ، كما بيَّنَتْه روايةٌ أُخرى عندَ الإمامِ أحمدَ، وفيها: "فلمَّا كان يومُ الدَّارِ، وحُوصِرَ فيها، قُلْنا: يا أميرَ المُؤمنينَ، أَلَا تقاتِلُ؟ قال: لا، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عهِدَ إليَّ عهدًا، وإنِّي صابِرٌ نفْسِي عليه؛ فأنا صائِرٌ إليه"، أي: راجِعٌ إليه، والمعنى: أنَّه راجِعٌ إلى ذلك العهْدِ، ومُتَمسِّكٌ به.
"وقال عليٌّ" وهو ابنُ مُحمَّدٍ، وهو أحَدُ رُواةِ الحديثِ مِن طريقٍ آخرَ "في حديثِه: وأنا صابِرٌ عليه" فرواه بلفظِ: "فأنا صابِرٌ عليه" بالباء بدلَ "فأنا صائِرٌ إليه" بالهمزةِ، والمعنى: أنَّه حابِسٌ نفْسَه على ذلك العهْدِ، ومُتَمسِّكٌ به.
"قال قيسٌ" وهو ابنُ أبي حازمٍ، "فكانوا"، أي: الصَّحابةُ الموجودونَ، ومَن معهم مِن التَّابعينَ في ذلك الوقتِ، "يَرَوْنَه": أي يظنُّونَ ذلك العهْدَ، والمعنى: أنَّ النَّاسَ لمَّا رَأَوْا صبْرَ عُثمانَ رضِيَ اللهُ عنه على اعتداءِ الخارجينَ عليه، وثباتَه، وعدَمَ التَّعرُّضِ لهم بالمُقاتلَةِ والدِّفاعِ حينما طُلِبَ منه ذلك، عرَفُوا أنَّ ذلك اليومَ هو يومُ العهْدِ الَّذي عهِدَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: بيانُ مَنقبةِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ رضِيَ اللهُ عنه وفضْلِه، وتمسُّكِه بعهْدِ النَّبيِّ وعدِمِ إراقةِ الدِّماءِ.
وفيه: بيانُ فضْلِ الصَّبرِ على بلاءِ الفِتَنِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن ماجهمن علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل
صحيح ابن ماجهإن أعظم الناس فرية لرجل هاجى رجلا فهجا القبيلة بأسرها ورجل انتفى من
صحيح ابن ماجهرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك توضأ واحدة واحدة
صحيح ابن ماجهأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فغضب حتى
صحيح ابن ماجهأن أبا بكر وعمر بشراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
صحيح ابن ماجهأقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته التي حج فنزل
صحيح ابن ماجهكنت أسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل وأنا على عريشي
صحيح ابن ماجهرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من
صحيح ابن ماجهألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال خياركم الذين إذا رءوا
صحيح ابن ماجهإن الأرض لتقبل من هو شر منه ولكن الله أحب أن يريكم تعظيم
صحيح ابن ماجهإن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول أنى هذا فيقال
صحيح ابن ماجهيغفر الله لرافع بن خديج أنا والله أعلم بالحديث منه إنما أتى رجلان


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, July 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب