ما كذب الفؤاد ما رأى قال رأى رسول الله صلى الله

ثَبَّتَ اللهُ نَبِيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالآياتِ في أوَّلِ بَعثَتِه لِيدُلَّه على صدِقِ الرِّسالَةِ والنُّبُوَّةِ، وكان لهذه الآياتِ عَظِيمُ الأثَرِ على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه تَفْسِيرًا لِمَا وَرَدَ في سورَةِ النَّجمِ في قولِه تَعالى: { مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى } [ النجم: 11 ]، قال: «رأى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِبريلَ في حُلَّةٍ من رَفْرَف»، أي: فيما يُشبِه الثِّيابَ من الدِّيباجِ والحَرير، وقيل: يُحتَمَلُ أن يكونَ المُرادُ منه بَسطُ أجْنِحَتِه فَصارَت شبه الرَّفْرَف، «قد مَلأ ما بين السَّماءِ والأرْضِ»؛ لضَخامَتِه على خِلقَتِه الحَقيقِيَّة.
وهذه هي الرُّؤيَة الأولى في أوائِلِ البَعثَة بعد ما جاءه جِبريل عليه السَّلامُ أوَّلَ مَرَّة، فأوحى اللهُ إليه صَدرَ سورَة العَلقِ، ثُمَّ فَترَ الوَحيُ فَترَة حتى تَبَدَّى له جِبريلُ، ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالأبْطَح في صورَتِه التي خلقَه اللهُ عَليها، له سِتُّمائَة جَناح قد سَدَّ بِعِظَمِ خَلقِه الأُفُقَ، كما في روايَةِ الصَّحيحين، فَعرفَ عند ذلك عَظَمَةَ جِبريلَ الذي جاءَه بالرِّسالَة، وجَلالَةَ قَدْرِه، وعُلُوَّ مَكانَتِه عند خالِقِه الذي بعَثَه إليه.