حديث إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم

أحاديث نبوية | تفسير القرآن العظيم | حديث [عائشة أم المؤمنين]

«إذا رأيتُم الَّذين يتَّبعونَ ما تشابهَ منه فأولئكَ الَّذين سمَّى اللهُ فاحذَروهُم»

تفسير القرآن العظيم
[عائشة أم المؤمنين]
ابن كثير
صحيح

تفسير القرآن العظيم - رقم الحديث أو الصفحة: 1/47 - أخرجه البخارى (4547)، ومسلم (2665)

شرح حديث إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تَلَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذِه الآيَةَ: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [ آل عمران: 7 ]، قَالَتْ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ، فَاحْذَرُوهُمْ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4547 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



المحكَمُ مِن آياتِ القرآنِ: ما اتَّضَحَتْ دِلالتُه وظَهَرَ معْناه، والمتشابهُ: ما احتمَلَ أكثرَ مِن معْنًى واحتاجَ إلى نظَرٍ وتَخريجٍ، وقيل: المتشابِهُ ما استأثرَ اللهُ بعِلمِه.

وفي هذا الحديثِ تُخبرُ أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قرأَ قولَه تعالَى: { هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } [ آل عمران: 7 ]، ومعنى الآيةِ: هو الَّذي أنزَل عليك -يا محمَّدُ- القُرْآنَ، منه آياتٌ بيِّناتٌ واضحاتُ الدَّلالةِ، لا الْتباسَ فيها، وهي أصلُ هذا الكتابِ ومُعظَمُه، ومِن القُرْآن آياتٌ أُخَرُ يَلتبِسُ معناها، أو تَشتبِهُ دلالتُها على كَثيرٍ من النَّاسِ أو بعضِهم؛ فأمَّا الَّذين في قُلوبِهم مَيلٌ عن الحقِّ وضَلالٌ، فيَتعلَّقون بالمُتشابِهِ مِن الآياتِ، ويتركون المُحكَمَ؛ وذلك طلَبًا للَّبْسِ على المؤمِنين وإضلالِهم، وطلبًا لتَفسيرِه على ما يُريدون؛ تَحريفًا له وَفْقَ أهوائِهم، وما يَعلَمُ تَفسيرَ المتشابِهِ إلَّا اللهُ تعالَى، والثَّابتون في العِلمِ المتمكِّنون منه يَعلَمونه أيضًا، وإنْ لم يَعلَموا حَقائقَ الأمورِ وما تَؤولُ إليه؛ لأنَّ اللهَ وحْدَه هو الَّذي يَعلَمُها، ويُعلِنُ الرَّاسخون في العلمِ إيمانَهم بالمُتشابِهِ؛ فكلٌّ مِن المُحكَمِ والمتشابهِ مِن عندِ اللهِ تعالَى، وما يَتذكَّرُ ويتَّعظُ إلَّا أصحابُ العقولِ السَّليمةِ.
وفي هذه الآيةِ تَحذيرٌ مِنَ اللهِ سُبحانَه وتعالَى للأمَّةِ مِن أهلِ الزَّيغِ والضَّلالِ الَّذين يَتحرَّونَ الآياتِ المتشابهةَ ويَتْرُكونَ المحكَمَ منها؛ يُريدون بذلك فِتنةَ النَّاسِ في دِينِهم، أمَّا الرَّاسخونَ في العِلمِ فإنَّهم يَعلَمون المرادَ مِن هذا المتشابهِ على وجْهِه الصَّحيحِ، ويُؤمنون به؛ لأنَّه مِن عندِ اللهِ تعالَى.

وقدْ حذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه مِن الإصغاءِ إلى هؤلاءِ الَّذين يَتَّبعونَ المتشابِهَ ويَتحرَّوْنَه، فأخبرَ أمَّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها إذا رأت الذين يتَّبِعون المتشابِهَ، فأولئك الذين ذكَرَهم في كتابِه بأنَّهم في قلوبِهم زَيغٌ في قَولِه سُبحانه: { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ }، أي: الَّذين في قُلوبِهم ضَلالٌ وعِوجٌ ومَيْلٌ عَنِ الصِّراطِ المستقيمِ، هم الَّذين يَتَّبعونَ هذا المتشابهَ؛ بغَرضِ الصَّدِّ عَن سبيلِه، ونشْرِ الفتنةِ بَيْنَ المؤمنينَ.
وفي الحَديثِ: أنَّ مِن علاماتِ الزَّيغِ والانحرافِ عن الصِّراطِ المستقيمِ اتِّباعَ المتشابِهِ مِنَ القُرآنِ.
وفيه: فضيلةُ الرُّسوخِ في العِلمِ وضَرورةُ الثَّباتِ فيه، والتعمُّقِ في أخذِه، والبعدِ عن السَّطحيَّةِ فيه.
والرُّسوخُ قَدْرٌ زائدٌ على مجرَّدِ العِلمِ؛ فالرَّاسخُ في العِلم يقتضي أنْ يكونَ عالِمًا محقِّقًا، وعارفًا مُدَقِّقًا، قد رسخ قدمُه في أسرارِ الشَّريعةِ؛ عِلمًا وحالًا وعمَلًا.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترغيبالمؤذن يغفر له مدى صوته و يصدقه كل رطب و يابس وله
صحيح الأدب المفردرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قاعدا القرفصاء فلما رأيت النبي المتخشع
صحيح الترغيبقيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الأخير
صحيح الترغيبجهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة
صحيح الجامعخمس قتلهن حلال في الحرم الحية والعقرب و الحدأة
صحيح الجامعخمس كلهن فاسقة يقتلهن المحرم و يقتلن في الحرم الفأرة
صحيح الجامعخمس من حق المسلم على المسلم رد التحية و إجابة الدعوة
صحيح الجامعكان إذا أراد أن ينام و هو جنب توضأ وضوءه للصلاة و
صحيح الترغيبدع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة والكذب
صحيح الترغيبدع ما يريبك إلى ما لا يريبك
المحلىعن ابن عباس أنهم كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور
صفة الصلاةكانوا يسمعون منه النغمة ب سبح اسم ربك الأعلى و هل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, December 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب