حديث أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره

أحاديث نبوية | الزواجر عن اقتراف الكبائر | حديث -

«أنَّ أبا سفيانَ أتى على سلمانَ وصُهيبٍ وبلالٍ رضيَ اللَّهُ عنهُم في نفرٍ فقالوا: ما أَخذَت سيوفُ اللَّهِ من عدوِّ اللَّهِ مأخذَها؛ فقالَ أبو بَكرٍ رضي اللَّه عنه: أتقولونَ هذا لشَيخِ قُريشٍ وسيِّدِهم؟ فأتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فأخبرَهُ فقالَ: يا أبا بَكرٍ لعلَّكَ أغضبتَهم لئن كنتَ أغضبتَهم لقد أغضبتَ ربَّك، فأتاهم أبو بَكرٍ رضي اللَّهُ عنهُ وقالَ: يا إخوتاهُ أغضبتُكُم قالوا لا يغفرُ اللَّهُ لَكَ يا أخي»

الزواجر عن اقتراف الكبائر
-
الهيتمي المكي
صحيح

الزواجر عن اقتراف الكبائر - رقم الحديث أو الصفحة: 1/112 -

شرح حديث أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال رضي الله عنهم في


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى علَى سَلْمَانَ، وَصُهَيْبٍ، وَبِلَالٍ في نَفَرٍ، فَقالوا: وَاللَّهِ ما أَخَذَتْ سُيُوفُ اللهِ مِن عُنُقِ عَدُوِّ اللهِ مَأْخَذَهَا، قالَ: فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولونَ هذا لِشَيخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ؟! فأتَى النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرَهُ، فَقالَ: يا أَبَا بَكْرٍ، لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ، لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ، لقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ.
فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقالَ: يا إخْوَتَاهْ، أَغْضَبْتُكُمْ؟ قالوا: لا، يَغْفِرُ اللَّهُ لكَ يا أَخِي.
الراوي : عائذ بن عمرو | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2504 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



تَفاضَلَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم فيما بيْنهم بالسَّبْقِ في الإسلامِ، والصَّبرِ على أذى المشْرِكين، وحُسنِ البلاءِ في الجهادِ لنَشرِ الدِّينِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي الصَّحابيُّ عائذُ بنُ عَمرٍو المُزَنيُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ أبا سُفْيانَ بنَ حَرْبٍ -كان مِن زُعَماءِ قُرَيشٍ- مَرَّ ذاتَ يومٍ على سَلْمانَ الفارسيِّ وصُهَيْبٍ الرُّوميِّ وبلالٍ الحَبَشيِّ رَضيَ اللهُ عنهم، وكانوا في «نَفَرٍ»، والنَّفرُ مِن ثلاثةٍ إلى عَشرةٍ مِنَ الرِّجالِ، ولم يكنْ أبو سُفْيانَ أسلَمَ بعْدُ، وكانَ في زَمَنِ الهدنةِ بعْدَ صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ الَّذي وقَعَ في السَّنةِ السَّادسةِ مِن الهجرةِ، فقال سَلمانُ وأصحابُه: «ما أخذَتْ سيوفُ اللهِ مِن عُنقِ عدوِّ اللهِ مَأْخَذَهَا»، أي: حقَّهَا، والمعنى: ما استَوْفَتْ سُيوفُ اللهِ حقَّها مِن عُنقِ هذا الكافرِ، وهو قَطعُها، ويُحمَلُ التَّمنِّي أنْ تَنالَ هذه السُّيوفُ مِن هذا العدوِّ في المستقبَلِ، فسَمِعَهم أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، وقال لهم: أَتَقولونَ هذا لِشيخِ قَريشٍ؟! أي: لِكبيرِهم وسيِّدِهم ورَئيسهم، وهذا الاستفهامُ الإنكاريُّ بمعنى النَّهيِ، أي: لا تَقولوا ذلك له.
ثُمَّ ذَهَبَ أبو بكرٍ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَأخبرَه الخبرَ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يا أبا بكرٍ، لَعلَّكَ أَغضبْتَهم» بما قُلتَ وإنكارِكَ عليهم قَوْلَهم، وأقسَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ: «لَئِنْ كنتَ أَغضبْتَهم» حيثُ إنَّهم مُؤمِنون مُحِبونَ مَحْبوبون للهِ تَعالَى، فلقدْ أغضَبْتَ ربَّكَ، حيثُ راعيْتَ جانِبَ الكافِرِ بِربِّه؛ لأنَّهم لم يَقولوا نُكرًا ولا هُجرًا، بلْ هي منْهم كَلمةُ حقٍّ وصِدقٍ، وفيها تَحمُّسٌ للإسلامِ وعِزُّ أهلِه، وكَبتُ أعدائهِ.
فذَهَبَ إليهم أبو بَكرٍ ليَتأكَّدَ منهم أنَّه لم يُغضِبْهم، وقال مُتسائلًا: «يا إِخوتَاهُ، أَغضَبْتُكم؟» فإنْ كان ذلك فَاعْفوا عنِّي، «فقالوا: لا» ما أغضَبْتَنا، ولا حَرَجَ عليكَ، أو لا غَضَبَ لنا بِالنِّسبةِ إليكَ، ويَغفِرُ اللهُ لكَ يا أَخِي، ضُبِطت بفَتحِ الهمزةِ وكسرِ الخاءِ، وبضَمِّ الهمزةِ وفَتحِ الخاءِ بالتَّصغيرِ؛ تَصغيرُ مُلاطَفةٍ لا تَصغيرُ تَحقيرٍ.
وفي الحديثِ: فضلُ سلمانَ وصُهيبٍ وبِلالٍ رَضيَ اللهُ عنهم.
وفيه: وَرعُ أبي بكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، وحِرصُه على إبراءِ ذِمَّتِه.
وفيه: احترامُ الصَّالحينَ واتِّقاءُ ما يُؤذيهم أو يُغْضِبُهم.
وفيه: مُراعاةُ قُلوبِ الضُّعفاءِ وأهلِ الدِّين وإكرامُهم ومُلاطفَتُهم.
وفيه: الصَّفحُ والتَّسامحُ، والرَّدُّ بالدُّعاءِ بالخيرِ.
وفيه: التَّلطُّفُ في النِّداءِ، واستخدامُ لَفظِ «يا أخي» و«يا إخْوتي» تَمهيدًا للطَّلبِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الزواجر عن اقتراف الكبائرأقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم
الزواجر عن اقتراف الكبائرأتاني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله لعن الخمر وعاصرها
الزواجر عن اقتراف الكبائرمن شرب الخمر لم يرض الله عنه أربعين ليلة فإن مات مات كافرا
الزواجر عن اقتراف الكبائرلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة عاصرها ومعتصرها
الزواجر عن اقتراف الكبائرلا يحل لمسلم أو مؤمن أن يروع مسلما
الزواجر عن اقتراف الكبائرمن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن
صحيح الجامعسبق درهم مائة ألف درهم رجل له درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به
جامع الرسائل لابن تيميةعن ابن عباس في قوله ادخلوا الباب سجدا قال ركعا
المطالب العالية أن ابن عباس رضي الله عنهما يقول الماء من الماء
مختصر الشمائلكان خاتم النبي من فضة فصه منه
الإيمان لابن أبي شيبةلا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن
صحيح المواردلا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا تماروا به السفهاء ولا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب