شرح حديث خرجت مع أبي حتى أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
انطلقتُ معَ أبي نحوَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ثمَّ إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لأبي ابنُكَ هذا؟ قالَ: إي وربِّ الكعبةِ.
قالَ: حقًّا؟ قالَ: أشهَدُ بِهِ، قالَ: فتبسَّمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ضاحِكًا من ثبتِ شبَهي في أبي ومن حلِفِ أبي عليَّ ثمَّ قالَ: أما إنَّهُ لا يَجني عليكَ ولا تَجني عليهِ، وقرأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }
الراوي : أبو رمثة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4495 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
من عدل
اللهِ سُبحانه وتعالى أنَّه يُحاسِبُ كلَّ شخْصٍ بما يرتكِبُه من ذُنوبٍ
{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [
الأنعام: 164 ]، بل كلُّ نفْسٍ مرهونَةٌ بما جنَتْ يَداها، ولا يحمِلُ إنسانٌ ذنْبَ غيرِه وإن كان أقرَبَ النَّاسِ إليهِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو رِمْثَةَ: "انطلَقْتُ"،
أي: ذهبْتُ مع أبي "نحوَ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ"،
أي: مُتوجِّهين إلى النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم، "ثمَّ إنَّ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم قال لِأبي: "ابنُك هذا""،
أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم لمَّا رَآنا سألَ أبي: "ابنُك هذا؟" "قال: إي، ورَبِّ الكعبَةِ"؛ فحلَفَ الرَّجلُ فقال: نعم ورَبِّ الكعبَةِ، فقال له النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم: "حقًّا"،
أي: إنَّ ما تَقوله صِدقٌ، قال: "أشهَدُ بهِ"،
أي: أشهَدُ على ذلك قال: "فتبَسَّمَ رسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم ضاحكًا"،
أي: تعجَّبَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم، وظهَرَ أثَرُ هذا التَّعجُّبِ في تبسُّمِه صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم، "مِن ثَبْتِ شَبَهي"،
أي: ثُبوتِ قوَّةِ الشَّبهِ "في أبي"،
أي: شَبَهي بأبي، "ومِن حَلِفِ أبي عليَّ"،
أي: إنَّ قوَّةَ هذا الشَّبَهِ تُغني عن الحَلِفِ.
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم: "أمَا إنَّه لا يَجْني عليك"،
أي: لا تُؤخَذُ بجِنايتِه، ولا تُعاقَبُ بذنْبِه، "ولا تَجْني عليهِ"،
أي: لا يُؤخَذُ بجِنايتِك، ولا يُعاقَبُ بذنْبِك؛ فإنَّ المذنِبَ هو الَّذي يُؤخَذُ بما فعَلَ وارتكَبَ من جِنايَةٍ، "وقرَأ رسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ"،
أي: تَلا النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم هذه الآيَةَ:
{ وَلَا تَزِرُ }،
أي: لا تتَحمَّلُ نفْسٌ
{ وَازِرَةٌ }؛ ارتكبَت إثمًا
{ وِزْرَ أُخْرَى } [
الأنعام: 164 ]؛ ذنْبَ نَفْسٍ أُخرى، والمَقصودُ: أنَّه لا يُعاقَبُ شخْصٌ بذنْبِ غيرِه، وإنَّما الَّذي يَستحِقُّ العقوبَةَ مَن فعَلَ الذَّنبَ وارتكَبَ المعصيَةَ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم