حديث قدم الأقرع بن حابس على رسول الله عليه السلام فقال أبو بكر يا

أحاديث نبوية | شرح مشكل الآثار | حديث عبدالله بن الزبير

«قدمَ الأقرعُ بن حابسٍ على رسولِ اللهِ عليه السلام فقال أبو بكرٍ يا رسولَ اللهِ استعملهُ على قومهِ وقال عمرُ لا تستعملهُ يا رسولَ اللهِ فتكلّما في ذلكَ حتى ارتفعتْ أصواتهُما فقال أبو بكرٍ لعمرَ ما أردتَ إلا خلافِي قال ما أردتُ خلافكَ قال فنزلت { لا تَرْفَعُوْا أَصْوَاتَكُمْ فَوَقَ صَوْتِ النّبِيّ وَلَا تَجْهَرُوْا لَهً بِالقَوْلِ } قال فكانُ عمرُ بعد ذلكَ إذا تكلّمَ لم يسمعِ النبي عليه السلام حتى يستفهمهُ قال وما ذكرَ أباه ولا جدهَ يعني أبا بكرٍ والزبيرِ رضي الله عنهما»

شرح مشكل الآثار
عبدالله بن الزبير
الطحاوي
[صحيح]

شرح مشكل الآثار - رقم الحديث أو الصفحة: 1/310 -

شرح حديث قدم الأقرع بن حابس على رسول الله عليه السلام فقال أبو بكر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كَادَ الخَيِّرَانِ أنْ يَهْلِكَا: أبو بَكْرٍ وعُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا؛ رَفَعَا أصْوَاتَهُما عِنْدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قَدِمَ عليه رَكْبُ بَنِي تَمِيمٍ، فأشَارَ أحَدُهُما بالأقْرَعِ بنِ حَابِسٍ أخِي بَنِي مُجَاشِعٍ، وأَشَارَ الآخَرُ برَجُلٍ آخَرَ -قالَ نَافِعٌ: لا أحْفَظُ اسْمَهُ- فَقالَ أبو بَكْرٍ لِعُمَرَ: ما أرَدْتَ إلَّا خِلَافِي، قالَ: ما أرَدْتُ خِلَافَكَ، فَارْتَفَعَتْ أصْوَاتُهُما في ذلكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ } [ الحجرات: 2 ] الآيَةَ.
قالَ ابنُ الزُّبَيْرِ: فَما كانَ عُمَرُ يُسْمِعُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَعْدَ هذِه الآيَةِ حتَّى يَسْتَفْهِمَهُ.
ولَمْ يَذْكُرْ ذلكَ عن أبِيهِ.
يَعْنِي أبَا بَكْرٍ.
الراوي : عبدالله بن أبي مليكة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4845 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



أبو بَكرٍ وعُمرُ رضِيَ اللهُ عنه عَنهُما هُما خَيْرُ هَذهِ الأُمَّةِ بعْدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إلَّا أنَّهُما قدْ يَحدُثُ منهما ما يَحدُثُ مِنَ البَشرِ، ويُصوِّبُ اللهُ لَهما؛ لِيَقتديَ بِهِما غَيرُهُما.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي التابعيُّ عبدُ اللهِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنُ أبي مُلَيكةَ أنَّه «كادَ الخَيِّرانِ» أي: اللَّذانِ يَفْعلانِ الخَيرَ الكثيرَ «أنْ يَهلِكا: أبو بَكرٍ وعُمرُ رَضي اللهُ عنهما»؛ وذَلكَ أنَّهُما رَفَعا أصْواتَهُما عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قَدِمَ عليه رَكْبُ بَني تَميمٍ -وهي قَبيلةٌ مِن أكبرِ قَبائلِ العَرَبِ، وقد سكَنَت قديمًا منطقة نَجْدٍ-، والرَّكبُ: هُمْ أصحابُ الإبلِ في السَّفرِ، وكان ذلك سنَةَ تِسعٍ مِن الهجرةِ، وسألوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يؤَمِّرَ عليهم أحدًا، فأشارَ أحدُهُما -وهو عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه- على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يجعَلَ الأقرَعَ بنَ حابِسٍ رَضِيَ اللهُ عنه أخي بَني مُجاشعٍ أميرًا عليهم.
وأشارَ الآخَرُ -وهو أبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه- على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم برَجلٍ آخَرَ يؤمِّره عليهم.
وأخبر نافعُ بنُ عمَرُ -أحدُ رواةِ الحَديثِ- أنه لا يَحفظُ اسمَ الرَّجلِ الآخَرِ الذي أشارَ به أحدُهما.
وهو القَعقاعَ بنَ مَعبدِ بنِ زُرارَةَ رَضِيَ اللهُ عنه، كما في روايةٍ أُخرى للبُخاريِّ.
فحدث بسَبَبِ ذلك الخلافِ رَفعُ الصَّوتِ عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَقالَ أبو بَكرٍ لعُمرَ: ما قَصدْتَ إلَّا مُخالفَتي فيما قُلْتَ! فَردَّ عُمرُ وَقال: ما أردتُ خِلافَك.
فتجادلا حتى ارتفعت أصواتُهما في ذَلكَ الخِلافِ، فأنزلَ اللهُ تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } [ الحجرات: 2 ].
قال ابنُ أبي مُليكةَ: قالَ ابنُ الزُّبيرِ: «فَما كانَ عُمرُ يُسمِعُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعْدَ هذه الآيَةِ حتَّى يَستفْهِمَه» يَعني: كانَ بعْدَ هذه الحادثةِ يخفِضُ صَوتَه عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حتَّى إنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يكادُ يَسمَعُه ويَطلُبُ منه أنْ يَرفعَ صَوتَه لِيَسمَعَ.
«وَلم يَذكُرْ» عبدُ اللهِ بنُ الزُّبَيرِ «ذلكَ عَن أبيهِ»، يَعني أبا بَكرٍ، فهوَ جَدُّه لأُمِّه أسماءَ، والأبُ يُطلَقُ على الجَدِّ.
وسياقُ هذا الحَديثِ صُورتُه صُورةُ الإرسالِ مِن ابنِ أبي مُلَيكةَ؛ لأنَّه لم يحضُرْ زَمَنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لكِنْ ظهر في آخِرِه أنَّه يرويه عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عنهما.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن السَّبْقِ والتَّقدُّمِ بالقولِ والرَّأيِ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وضَرورةُ انتظارِ أمْرِه وحُكمِه في كلِّ الأُمورِ، ويَنطبِقُ هذا على سُنَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعْدَ مَماتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
شرح مشكل الآثارالقضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة فأما الذي في الجنة فرجل
شرح مشكل الآثارأن النبي صلى الله عليه وسلم علمه في أول الصبح الصلاة خير من
شرح مشكل الآثاركنت أؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم فكنت أقول في أذان الفجر الأول
مسند أحمد تحقيق شاكررأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلا يصيد في حرم المدينة الذي حرم
عارضة الأحوذيكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر فإن كانت له
عارضة الأحوذيأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء
عارضة الأحوذيخمس صلوات كتبهن الله عز وجل على العباد بين اليوم والليلة فمن جاء
عارضة الأحوذيقلت لبلال كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين
مسند أحمد تحقيق شاكركان عثمان رضي الله عنه قاعدا في المقاعد فدعا بوضوء فتوضأ ثم قال
البدر المنيرجاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مالت الشمس فقال
عارضة الأحوذيأن الأقرع بن حابس قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو
السلسلة الصحيحةجاء رجل فوقع في علي وفي عمار رضي الله تعالى عنهما عند عائشة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب