حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال

أحاديث نبوية | عارضة الأحوذي | حديث عبدالله بن عمر

«أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خطب الناسَ يومَ فتحِ مكةَ فقال يا أيها الناسُ إنَّ اللهَ قد أذهبَ عنكم عبيةَ الجاهليةِ وتعاظُمَها بآبائها فالناسُ رجلانِ رجلٌ بَرٌّ تقيٌّ كريمٌ على اللهِ وفاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ على اللهِ والناسُ بنو آدمَ وخلقَ اللهُ آدمَ من الترابِ قال اللهُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوْا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»

عارضة الأحوذي
عبدالله بن عمر
ابن العربي
صحيح

عارضة الأحوذي - رقم الحديث أو الصفحة: 6/337 - أخرجه الترمذي (3270)، وعبد بن حميد (793)، وابن حبان (3828) باختلاف يسير

شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ خطبَ النَّاسَ يومَ فتحِ مَكَّةَ، فقالَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ قد أذهبَ عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ وتعاظمَها بآبائِها فالنَّاسُ رجلانِ: برٌّ تقيٌّ كريمٌ على اللَّهِ، وفاجرٌ شقيٌّ هيِّنٌ على اللَّهِ، والنَّاسُ بنو آدمَ، وخلقَ اللَّهُ آدمَ من الترابِ، قالَ اللَّهُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 3270 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي ( 3270 ) واللفظ له، وعبد بن حميد ( 793 )، وابن حبان ( 3828 )



خلَق اللهُ سبحانه وتعالى آدَمَ بيَدِه مِن ترابٍ، وأسجَد له مَلائكتَه، وجعَل ذُرِّيَّتَه خُلَفاءَ في الأرضِ؛ فكلُّ إنسانٍ يُوجَدُ على هذه الأرضِ فهو مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ عليه السَّلامُ، والبشَرُ كلُّهم مُتَساوُون في أصلِ الخِلْقةِ، ولكنَّ أعمالَهم هي الَّتي تُميِّزُ بينَهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خطَب النَّاسَ يومَ فتحِ مكَّةَ"، في السَّنَةِ الثَّامنةِ مِن الهِجرةِ، "فقال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "يا أيُّها النَّاسُ"، أي: الَّذين آمَنوا، "إنَّ اللهَ قد أذهَب"، أي: رفَع وأزال، "عَنكم"، أي: عن المسلِمين، "عُبِّيَّةَ الجاهِليَّةِ"، أي: الَّتي كانت في الجاهليَّةِ، كِبْرَها ونَخْوتَها، والفَخْرَ بغيرِ حقٍّ، وأصلُه مِن العِبْءِ، وهو الحِملُ الثَّقيلُ، وقيل: مأخوذٌ مِن العَبْءِ وهو النُّورُ والضِّياءُ، "وتَعاظُمَها"، أي: التَّكبُّرَ الَّذي كان في الجاهليَّةِ، "بآبائِها" مِن النَّسَبِ الَّذين ماتوا في الجاهليَّةِ، ولم يُدرِكوا الإسلامَ، "فالنَّاسُ" كلُّهم "رَجُلان"، أي: على نوعَين وصِنْفَين، وأحَدُ رَجُلَين؛ إمَّا: "بَرٌّ تقيٌّ"، مؤمِنٌ باللهِ تعالى؛ فهذا النَّوعُ "كريمٌ على اللهِ"، وإنْ لم يَكُنْ حَسيبًا ونَسيبًا في الدُّنيا، والنَّوعُ الثَّاني: "وفاجرٌ شقيٌّ"، لا يُؤمِنُ باللهِ تعالى، وهذا النَّوعُ "هَيِّنٌ على اللهِ"، لا يُساوي شيئًا وإن كان حَسيبًا وله جاهٌ وسلطانٌ في الدُّنيا.
"والنَّاسُ بَنو آدمَ"، أي: كلُّهم أبناءُ آدمَ عليه السَّلامُ وأولادُه وذُرِّيَّتُه، "وخَلَق اللهُ آدَمَ" بيَدَيه، "مِن التُّرابِ"؛ فالنَّاسُ كلُّهم مِن هذا الأصلِ، وهو التُّرابُ؛ فلا يَليقُ بأحَدٍ أصلُه ترابٌ أن يتَكبَّرَ ويَعجَبَ بنَفسِه، ومِصداقُ ذلك قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ الحجرات: 13 { يَا أَيُّهَا النَّاسُ }، يَقولُ تَعالى مُخاطِبًا النَّاسَ: { إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى }، أي: إنَّ اللهَ خَلَقهم مِن نَفْسٍ واحِدةٍ، وجعَل مِنها زَوجَها، وهما آدَمُ وحوَّاءُ عليهما السَّلامُ، { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ }، والشُّعوبُ أعَمُّ مِن القَبائلِ، وبعدَ القبائلِ مَراتِبُ أُخَرُ؛ كالفَصائلِ والعَشائرِ والعَمائرِ والأفخاذِ، وغيرِ ذلك، وقيل: المرادُ بالشُّعوبِ بُطونُ العجَمِ، وبالقبائلِ بطونُ العرَبِ؛ "لِتَعارَفوا"، أي: لِيَعرِفَ النَّاسُ بَعضُهم بعضًا، ولِيَحصُلَ التَّعارُفُ بينَهم، كلٌّ يَرجِعُ إلى قَبيلتِه، { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }، أي: إنَّما تتَفاضَلون عِندَ اللهِ بالتَّقْوى لا بالأحسابِ والأنسابِ؛ { إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }، أي: عليمٌ بكُم، خبيرٌ بأمورِكم، فيَهْدي مَن يَشاءُ، ويُضِلُّ مَن يَشاءُ، ويَرحَمُ مَن يَشاءُ، ويُعذِّبُ مَن يَشاءُ، ويُفضِّلُ مَن يَشاءُ على مَن يَشاءُ، وهو الحَكيمُ العليمُ الخبيرُ في ذلك كلِّه؛ فجَميعُ النَّاسِ في الشَّرَفِ بالنِّسبةِ الطِّينيَّةِ إلى آدَمَ وحوَّاءَ سَواءٌ، وإنَّما يتَفاضَلون بالأمورِ الدِّينيَّةِ، وهي طاعةُ اللهِ ومُتابَعةُ رسولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفي الحديثِ: ذمُّ الكِبْرِ والفَخرِ وأمورِ الجاهليَّةِ.
وفيه: أنَّ ميزانَ النَّاسِ عِندَ اللهِ تعالى بالتَّقوى.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
عارضة الأحوذيمراء في القرآن كفر
عارضة الأحوذيخير الشهداء من أدى شهادته قبل أن يسألها
عارضة الأحوذيمن تحلم كاذبا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين ولن يعقد بينهما
عارضة الأحوذيإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا قريبا إنه بينكم وبين
عارضة الأحوذيأن رجلا أضنى فدخلت عليه جارية فهش إليها فأمر النبي صلى الله عليه
تفسير الطبريإن الشمس لتدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا
تفسير الطبريصحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى
تفسير الطبريأنه قال يوم فتح مكة ألا ومن قتل له قتيل فهو بخير
تفسير الطبريالركعة التي لا يقرأ فيها كالخداج قلت لأبي هريرة فإن لم
الناسخ والمنسوخأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن في صلاة الفجر بعد الركوع فقال
الناسخ والمنسوخعن صفوان بن عسال حديثه في المسح على الخفين والهوى قال زر
تاريخ الطبريبعثت أنا والساعة كهاتين وجمع بين السبابة والوسطى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب