حديث وما حاجتك إليه يا ابن أخي قال أخبرت أنه يسب رسول

أحاديث نبوية | نخب الافكار | حديث عبدالرحمن بن عوف

«إنِّي لَقائمٌ يومَ بدرٍ بينَ غُلامينِ حديثةٌ أسنانُهُما، تَمنَّين لو أنِّي بينَ أضلُعٍ منهما فغمزَني أحدُهُما فقالَ: يا عمُّ، أتعرِفُ أبا جَهْلٍ ؟ فقُلتُ: وما حاجتُكَ إليهِ يا ابنَ أخي ؟ قالَ: أُخْبِرَت أنَّهُ يسبُّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، والَّذي نَفسي بيدِهِ لئِن رأيتَهُ، لا يُفارقُ سَوادي سَوادُهُ، حتَّى يموتَ الأعجلُ منَّا، فعَجِبْتُ لذلِكَ، وغمزَني الآخرُ فقالَ: مثلَها فلَم أنشَب أن نَظرتُ إلى أبي جَهْلٍ يجولُ في النَّاسِ، فقلتُ: ألا تَريانِ هذا صاحبُكُما الَّذي تَسأَلانِ عنهُ، فابتَدراهُ، فضَرباهُ بسيفِهِما حتَّى قتلاهُ ثمَّ أتَيا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأخبَراهُ، فقالَ أيُّكما قتلَهُ ؟ قالَ كلُّ واحدٍ منهما، أَنا قتلتَهُ، قالَ أمسَحتُما بِسيفَيكُما ؟ قالا: لا، قالَ: في النَّظَر في السَّيفينِ، فقالَ كلاكُما قتلَهُ وقضى بسَلبِهِ لمعاذِ بنِ عَمرو بنِ الجموحِ»

نخب الافكار
عبدالرحمن بن عوف
العيني
إسناده صحيح

نخب الافكار - رقم الحديث أو الصفحة: 12/260 -

شرح حديث إني لقائم يوم بدر بين غلامين حديثة أسنانهما تمنين لو أني بين


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بيْنَا أَنَا واقِفٌ في الصَّفِّ يَومَ بَدْرٍ، فَنَظَرْتُ عن يَمِينِي وعَنْ شِمَالِي، فَإِذَا أَنَا بغُلَامَيْنِ مِنَ الأنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بيْنَ أَضْلَعَ منهما، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُما فَقالَ: يا عَمِّ، هلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ؟ قُلتُ: نَعَمْ، ما حَاجَتُكَ إلَيْهِ يا ابْنَ أَخِي؟ قالَ: أُخْبِرْتُ أنَّهُ يَسُبُّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَئِنْ رَأَيْتُهُ لا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ حتَّى يَمُوتَ الأعْجَلُ مِنَّا، فَتَعَجَّبْتُ لذلكَ، فَغَمَزَنِي الآخَرُ، فَقالَ لي مِثْلَهَا، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إلى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ في النَّاسِ، قُلتُ: أَلَا إنَّ هذا صَاحِبُكُما الذي سَأَلْتُمَانِي، فَابْتَدَرَاهُ بسَيْفَيْهِمَا، فَضَرَبَاهُ حتَّى قَتَلَاهُ، ثُمَّ انْصَرَفَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرَاهُ، فَقالَ: أَيُّكُما قَتَلَهُ؟ قالَ كُلُّ واحِدٍ منهمَا: أَنَا قَتَلْتُهُ، فَقالَ: هلْ مَسَحْتُما سَيْفَيْكُمَا؟ قالَا: لَا، فَنَظَرَ في السَّيْفَيْنِ، فَقالَ: كِلَاكُما قَتَلَهُ، سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بنِ عَمْرِو بنِ الجَمُوحِ، وكَانَا مُعَاذَ ابْنَ عَفْرَاءَ، ومُعَاذَ بنَ عَمْرِو بنِ الجَمُوحِ.
الراوي : عبدالرحمن بن عوف | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3141 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 3141 )، ومسلم ( 1752 )



شَبَّ أطفالُ المهاجِرينَ والأنصارِ على الإسلامِ النَّقيِّ؛ فقدْ رَبَّاهم الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم، وهم أفْضلُ النَّاسِ بعْدَ الأنبياءِ، وشَهِدوا نَبيَّ اللهِ تعالَى يَمْشي بيْنهم، فنَشَؤُوا على حُبِّه وتَعلَّموا فِداءَه بأنفُسِهم مِن صِغَرِهم.
وفي هذا الحديثِ صُورةٌ مِن هذه الصُّوَرِ، يُخبِرُ بها عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ رَضيَ اللهُ عنه، حيثُ كان واقفًا في الصَّفِّ يَومَ غَزوةِ بَدرٍ التي وَقَعَت بيْن المسلمينَ ومُشْركي قُريشٍ في السَّنةِ الثَّانيةِ مِن الهِجرةِ، فَنَظَرَ عن يَمينِه وشِمالِه، فوجَدَ غُلامَيْنِ منَ الأنصارِ صِغارَ السِّنِّ، فتَمنَّى أنْ لو كان واقفًا بيْنَ رَجُلَين أشدَّ وأقْوى منهما؛ لأنَّ الكَهْلَ أصبَرُ في الحُروبِ وأصلَحُ لمُجاوِرِه مِن المُحارِبِين، وكان مُعاذُ بنُ عَمرِو بنِ الجَموحِ أَحَدَ الغُلامينِ، والغُلامُ الآخَرُ كان مُعاذَ ابنَ عَفراءَ رَضيَ اللهُ عنهما، فغَمَزَه أحدُهُما بأنْ أشارَ إليه بعَينِه أو لَمَسَه بيَدِه، وسَألَه: يا عمِّ، هلْ تَعرِفُ أبا جَهْلٍ؟ فأجابَه له عَبدُ الرَّحمنِ: نَعَمْ، لماذا تَسأَلُ عنه يا ابنَ أخي؟ فقال الغُلامُ: أُخبِرْتُ أنَّه يَسُبُّ رَسولَ اللهِ، ثمَّ أقسَمَ أنَّه إذا رَآه لنْ يُفارِقَه حتَّى يَموتَ الأَقرَبُ أجَلًا مِنْهما، فتَعجَّبَ عبْدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ رَضيَ اللهُ عنه لقولِ الغلامِ هذا؛ لأنَّه يدُلُّ على كَمالِ شَجاعتِه، ثُمَّ غَمَزَه الغُلامُ الآخَرُ وقال له مِثلَ ما قال الأَوَّلُ، فلمْ يَمُرَّ وقْتٌ طَويلٌ حتَّى رأَى عَبدُ الرَّحمنِ أبا جَهلٍ وهو يَجولُ في النَّاسِ ويَتحرَّكُ بيْن قَومِه مِن الكفَّارِ ولا يَستقِرُّ في مَكانٍ، فأَشارَ إليهِما عليه، وأخْبَرَهما أنَّ هذا هو أبو جَهلٍ الذي سَأَلَا عنه، فابْتَدَراه بسَيْفَيْهما، يَعني: أَسْرَعا إلى ضَرْبِه بسَيْفيهما حتَّى قَتلاهُ، ثُمَّ انْصَرَفا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَخْبَرَاه بقَتْلِهما أبا جَهْلٍ، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَيُّكما قَتَلَه؟ قال كُلُّ واحدٍ منهما: أنا قَتَلْتُه»، فقال لهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «هل مَسَحْتُما سَيفَيْكما؟» مِن الدَّمِ الذي عليه، فقالا: لا، فنَظَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في السَّيْفينِ لِيَرى مِقدارَ عُمقِ دُخولِهما في جِسمِ المقتولِ، وأيُّهما أقْوى تَأثيرًا في إزهاقِ رُوحِه، وليَحكُمَ بالسَّلَبِ لمَن كان أبلَغَ في قتْلِه، ولو مَسَحَا سَيفَيهُما لَمَا تَبيَّنَ المرادُ مِن ذلك، ثمَّ أخْبَرَهما النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ كلَّ واحدٍ منهما اشتَرَكَ في قَتْلِه مع أخيهِ، ثمَّ جَعَلَ سَلَبُه وعَتادَه لِمُعاذِ بنِ عَمْرِو بنِ الجَموحِ؛ لأنَّه عَلِمَ أنَّ سَيفَه هو الذي قَضى عليه، وإنَّما قال لهما: «كِلاكما قَتَلَه» تَطييبًا لقلْبِ الآخَرِ مِن حيث إنَّ له مُشارَكةً في القتْلِ، وما يَترتَّبُ عليه مِن الثَّوابِ والأجْرِ الكثيرِ، وإنْ كان بيْنهما تَفاوُتٌ في السَّبْقِ والتَّأثيرِ.
وفي الصَّحيحينِ أنَّ عبْدَ اللهِ بنَ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه وَجَدَ أبا جَهْلٍ وبه رَمَقٌ، فأجْهَزَ عليه، وحَزَّ رَأسَه.
وفي الحديثِ: أنَّ السَّلَبَ لا يُخمَّسُ دائمًا، بلْ يُعطَى للقاتلِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ إثباتِ الحقوقِ الماليَّةِ بالقرائنِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَدلَّ بالدَّمِ الذي على السَّيفِ على مَن قَتَلَ أبا جَهْلٍ، وحَكَمَ له بالسَّلَبِ.
وفيه: المُبادَرةُ إلى الحرْبِ والغَضَبِ للهِ ولرَسولِه.
وفيه: سَتْرُ نِيَّةِ الإنسانِ ما يُريدُ به مِن الخيرِ عن غَيرِه؛ مَخافةَ أنْ يُسبَقَ إليه.
وفيه: أنَّه يَنْبغي ألَّا يُحتقَرَ أحدٌ؛ فقدْ يكونُ بَعضُ مَن يُستصغَرُ عن القيامِ بأمرٍ أكبَرَ ممَّا في النُّفوسِ، وأحقَّ بذلك الأمرِ.
وفيه: أنَّ للحاكمِ والقاضي أنْ يَنظُرَ في شَواهدِ الأحوالِ؛ ليَترجَّحَ عندَه قولُ أحدِ المُتداعِيَينِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
نخب الافكارقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر نصفين نصفا لنوائبه وحاجته ونصفا
نخب الافكاربلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من ثقيف أسلم
فتاوى نور على الدرب لابن بازأنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه
جامع المسانيد والسننإنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده
تفسير القرطبيإن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشا
تفسير القرطبيإن الشيطان قعد لابن آدم ثلاث مقاعد قعد له في طريق الإسلام
تفسير القرطبينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل الصرد والضفدع والنملة والهدهد
تفسير القرطبيسيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية
تفسير القرطبيخير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة
المتجر الرابحما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه
فتح الغفارأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر عمرتين عمرة في ذي القعدة وعمرة
تفسير القرطبيأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة وعن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب