ليس منا من خبب عبدا على سيده وليس منا من أفسد امرأة على

في هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ليس مِنَّا"، أي: ليسَ على هَدْيِنا، أو إنَّه ليسَ مِن ذَوي أُسوتِنا، وليس على طَريقتِنا وسُنَّتِنا وأحكامِ شَرْعِنا، "مَن خبَّبَ عبْدًا على سيِّدِه"، أي: أفسَدَهُ بأيِّ نَوعٍ مِن الإفسَادِ؛ كأنْ يُزيِّنَ له الهَرَبَ مِن سيِّدِه، أو طلَبَ البيْعِ، أو يُهيِّجَه على سُوءِ مُعامَلتِه، وغيْرَ ذلك مِن أنواعِ إيقاعِ العَداوَةِ بيْنهما.
"وليس منَّا مَن أفسَدَ امرأةً على زَوجِها"، أي: أفْسَدَها وخَدَعَها؛ بحيثُ يُزَيِّنُ لها عَداوةَ الزَّوْجِ بذِكْرِ مَساوِئِه، أو يَذْكُرُ مَحاسِنَ رجُلٍ أجنَبِيٍّ عنها، فتُقارِنُه بزَوْجِها، أو يُحسِّنُ إليها الطَّلاقَ؛ لِيتَزَوَّجَها أو يُزَوِّجَها لغَيْرِه.
"وليس منَّا مَن أجلَبَ على الخيلِ يومَ الرِّهانِ"، والرِّهانُ: المُسابَقةُ على الخيلِ، والجَلبُ عليها المُرادُ به: أنْ يأتِيَ برجُلٍ يَجلِبُ على فَرَسِه، أي: يَصِيحُ عليه حتَّى يَسبِقَ.
وفي الحديث: الترهيبُ الشديدُ مِن إفسادِ العَلاقاتِ بين الناسِ.