أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم من أكلة أكلها من

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتداوى، ويأمُرُ بالتَّداوي مِن الأمراض، وكان يأمُرُ بتعلُّمِ الطِّبِّ، ويقولُ: "مَن استطاعَ منكم أنْ يَنفَعَ أخاهُ فلْيفعَلْ".
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ احتجَمَ وهو مُحرِمٌ"، وكان ذلك في حَجَّةِ الوداعِ، والحِجامةُ: شَقُّ عِرقٍ مِن عُروقِ الجسمِ؛ لإخراجِ الدَّمِ الفاسدِ منه بعدَ تَجميعِه فيه، "مِن أكْلةٍ أكَلَها مِن شاةٍ مَسمومةٍ سمَّتْها امرأةٌ مِن أهْلِ خَيبرَ"، أي: مِن أجْلِ وجَعٍ كان به مِن أثَرِ الشَّاةِ المسمومةِ الَّتي كان قد أكَلَ منها أيَّامَ غزوةِ خيبرَ في السَّنةِ السَّابعةِ للهِجْرَةِ؛ وذلك أنَّ امْرَأةً يَهودِيَّةً أهْدَتْ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شاةً مَسمومةً، فأكَلَ منها النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فأَخبَرَتِ الشَّاةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حينما أكَلَ منها أنَّها مَسمومةٌ، فكَفَّ عنها، ولكنْ بقِيَ أثَرُها بعدَ ذلك.
وفي رِوايةٍ عند البُخاريِّ: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "احْتَجَمَ فِي رَأْسِهِ وهو مُحْرِمٌ مِن وَجَعٍ كان بهِ" وكان الوجَعُ صُداعًا في مُقدَّمِ الرَّأسِ وأَحدِ جانبَيهِ، أو كان وجَعًا في قدَمِه، وكان احتجامُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَوضِعٍ يُسمَّى لَحْيَ جَمَلٍ، وهو مَكانٌ بيْن مكَّةَ والمدينةِ.