شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
حَفِظَ اللهُ عزَّ وجلَّ أهلَ الطَّاعةِ بأنْ وكَّلَ لهم من الملائكةِ مَن يَحفَظوهم، بخلافِ أهلِ المعاصي؛ فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَكِلُهم إلى أنْفُسِهم.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما مِن خارِجٍ يَخرُجُ -يَعني: مِن بَيتِه-" لا يَخرُجُ رَجُلٌ من بَيتِه، "إلَّا ببَابِه رايَتانِ: رايةٌ بيَدِ مَلَكٍ"، أي: الرايةُ الأُولى يَحمِلُها مَلَكٌ، والرايةُ هي العَلَمُ الذي يَدُلُّ على صاحِبِه وحامِلِه، والثانيةُ "بيَدِ شَيطانٍ، فإنْ خرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللهُ عزَّ وجلَّ"، أي: لطاعَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ كحَجٍّ أو جِهادٍ أو تِجارَةٍ جائِزَةٍ يَستعينُ بها على نَفَقةِ أولادِه أو صِلَةِ رَحِمٍ، أو عيادَةِ مَريضٍ، أو نَحوِ ذلك، ولا يَسعى لفِعلِ المعاصي، "اتَّبَعَه المَلَكُ برايَتِه" يَحفَظُه ويَحميهِ ويُعينُه، "فلم يَزَلْ تحتَ رايَةِ المَلَكِ حتى يَرجِعَ إلى بَيتِه"، أي: فيَظَلُّ في حِفظِه بأمْرِ اللهِ إلى أنْ يَعودَ إلى بَيتِه مرَّةً أخرى، "وإنْ خرَجَ لِمَا يُسخِطُ اللهَ،"، أي: لِمَا يُغضِبُ اللهَ عزَّ وجلَّ مِثلَ السَّعيِ في فِعلِ المعاصي كسَرِقَةٍ، أو قَتلِ نَفْسٍ حرَّمَ اللهُ قَتلَها، أو زِنًا، أو تِجارَةٍ فيما يَحرُمُ بَيعُه أو نحوِ ذلك، "اتَّبَعَه الشَّيطانُ برايَتِه؛ فلم يَزَلْ تحتَ رايَةِ الشَّيطانِ، حتى يَرجِعَ إلى بَيتِه"، وهذا يَدُلُّ على تسلُّطِ الشَّيطانِ عليه وارتكابِه ما يُغضِبُ اللهَ تعالى.
وهذا الحَديثُ يَدُلُّ على حِفظِ اللهِ عزَّ وجلَّ لأهلِ طاعَتِه، وسَخَطِه على أهلِ المعاصي( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم