ارفعوا عن بطن عرنة وارفعوا عن بطن محسر

علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحكامَ وسُننَ وآدابَ الحَجِّ، ونقَلَ الصَّحابةُ الكِرامُ كلَّ ذلك عنه.
وهذا المَتنُ جُزءٌ مِن حديثٍ لأحمدَ، وفيه يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كلُّ عَرَفاتٍ مَوقِفٌ"، أي: أيُّ مَوضِعٍ على جَبلِ عَرَفاتٍ هو مَوقِفٌ للحُجَّاجِ، فلا يَختَصُّ مكانٌا بالوُقوفِ عن غيرِه، وذلك في يومِ التَّاسعِ مِن ذي الحِجَّةِ، ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ارفَعوا عن بَطنِ عُرَنةَ"، أي: ابعُدوا عنه، وهو وادٍ بجِوارِ عَرَفةَ وليس منها، وعليه الحَدُّ القِبليُّ لمسجدِ نَمِرةَ، ويقَعُ فيه مُصلَّى الإمامِ، "وكلُّ مُزدَلِفةَ مَوقِفٌ"، أي: لا يَختَصُّ في الوُقوفِ فيها مكانٌ بعَينِه، "وارفَعوا عن بَطنِ مُحسِّرٍ"، أي: ابعُدوا عنه، وذلك عندَ الوُقوفِ والمَبيتِ بالمُزدَلِفةِ، ووادي مُحسِّرٍ هو مَوضِعٌ بينَ مِنًى ومُزدَلِفةَ، وقيلَ: سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّ فِيلَ أبرَهةَ تعِبَ فيه وأعْيا، فحسَّرَ أصحابَه بفِعلِه، وأَوقَعَهم في الحَسراتِ، وقيلَ: يُسمَّى أيضًا واديَ النَّارِ؛ لأنَّ رَجُلًا صاد فيه، فنزَلَتْ عليه نارٌ فأحرَقَتْه .