شرح حديث أن المهاجرين قالوا يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم يَحْرِصون كلَّ الحِرْصِ على الفَوْزِ بالأَجْرِ والظَّفَرِ بالثَّوابِ الأُخْرويِّ، وكثيرًا ما كانوا يَأْتونَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيَسْأَلونَ عن مَفاتيحِ الفَوْزِ بالصَّالِحاتِ وأبْوابِ الظَّفَرِ بالحَسَناتِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ المُهاجِرينَ قالوا: يا رسولَ اللهِ، ذَهَبَ الأنْصارُ بالأَجْرِ كُلِّهِ"، وذلك لَمَّا قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينَةَ، فأتاهُ المهاجِرونَ، فقالوا ذلك؛ لأنَّ الأنْصارَ كانوا أفْضَلَ مُواساةً للمُهاجِرينَ، ولِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والمَعْنى أنَّ المُهاجِرينَ أَشْفَقوا على أنْفُسِهِم مِن ذَهابِ الأَجْرِ كُلِّهِ للأنْصارِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لا"، أي: لا تَخافوا مِن فَواتِ الأجرِ ولُحوقِ الخيرِ والثَّوابِ، "ما دعَوْتم اللهَ لهم"، أي: شَريطةَ أن تَظَلُّوا تَدْعونَ لهم بالجَزاءِ الحَسَنِ والخَيْرِ والبَرَكةِ، "وأَثْنَيْتُم عليهم"، أي: وشَكَرْتُم لهم فِعْلَهُم معَكم، وقيل: المَعْنى أنَّ المُهاجِرينَ استَكْثَروا فِعْلَ الأنصارِ معَهم، وأَرادوا أن يُجازوهم ويُكافِئوهم، فقال لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إذا أرَدْتُم أنْ تُكافِئُوهم فادْعُوا لهم بالخَيْرِ والبَرَكةِ، واشكُروا لهم وأَثْنُوا عليهم؛ فإنَّ دُعاءَكُم يَقومُ بِحَسَناتِهم إلَيكُم، وثَوابَ حَسَناتِكم راجِعٌ علَيكم.
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضْلِ الأنْصارِ وعَظيمِ مَنْزِلَتِهم ومَكانتِهِم.
وفيه: بَيانُ حِرْصِ المُهاجِرينَ على مُكافَأَةِ الأنْصارِ ورَدِّ المَعْروفِ إليهم.
وفيه: الحَثُّ على الدُّعاءِ بالخَيْرِ والبَرَكةِ، والثَّناءِ والشُّكرِ لأصحابِ المَعْروفِ والإحسانِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم