شرح حديث
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صِفةَ الوُضوءِ قولًا وعمَلًا، وبيَّن فَرائضَه، وسُننَه، وآدابَه.
وهذا المتْنُ جُزءٌ مِن حديثٍ عندَ البَيهقيِّ في الكُبرى، يَرْويه حَبْرُ الأُمَّةِ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنه، يُبيِّنُ فيه صِفةً مِن صِفاتِ الوُضوءِ بَيانًا عمَليًّا، ويَذكُرُ فيه "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ توضَّأَ"، أي: بدَأَ في الوُضوءِ، "فغرَفَ غَرْفةً" وهي مِلْءُ الكَفِّ، "فمَضْمَضَ واستنشَقَ منها"، أي: مَضمَضَ فَمَه بتَحريكِ الماءِ فيه، واستنشَقَ وغسَلَ أنْفَه مِن نفْسِ الغَرفةِ، "ثم غرَفَ غَرْفةً فغسَلَ وَجْهَه"، أي: غسَلَه بالماءِ مرَّةً واحدةً، "ثم غرَفَ غَرْفةً فغسَلَ يَدَه اليُمْنى، ثم غرَفَ غَرفةً فغسَلَ يَدَه اليُسرى" على التَّرتيبِ؛ فبدَأَ بالذِّراعِ اليُمنى، ثم اليُسْرى.
قال ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "ثم أخَذَ شيئًا مِن ماءٍ"، وهذا كِنايةٌ عن تَقليلِ الماءِ مُقارَنةً بما كان يَأخُذُه لِباقي أعضاءِ الوُضوءِ، "فمسَحَ به رأْسَه"، أي: جميعَ رأْسِه، "وقال بالوُسْطَيَينِ مِن أصابعِه في باطنِ أُذُنَيه والإبهامينِ مِن وراءِ أُذُنَيه"، أي: أدخَلَ إصبَعَيه في أُذُنَيه؛ لِتَنظيفِهما، ومسَحَ ما خلْفَ أُذُنَيه بإصبَعَيه الإبهامينِ؛ فمسَحَ بإصبَعِ يَدِه اليُمْنى ما وراءَ أُذُنِه اليُمْنى، وبإصبَعِ يَدِه اليُسرَى ما خلْفَ أُذُنِه اليُسرى؛ فيكونُ بذلك نظَّفَ بالمسْحِ داخلَ وخارجَ الأُذنَينِ، مُستعمِلًا نفْسَ الماءِ الذي مسَحَ به رأْسَه، "ثم غرَفَ غَرْفةً فغسَلَ قَدَمَه اليُمْنى"، أي: صَبَّ الماءَ قليلًا قليلًا حتَّى غسَلَها، "ثم غرَفَ غَرْفةً فغسَلَ قَدَمَه اليُسرى" على التَّرتيبِ؛ فبدَأَ بالرِّجلِ اليُمنى، ثم الرِّجلِ اليُسرى، وهذا الوُضوءُ بغَسلِ الأعضاءِ مرَّةً واحدةً هو أقلُّ الوُضوءِ الذي لا يَقبَلُ اللهُ الصلاةَ إلَّا به، والوُضوءُ الأتمُّ المُسبَغُ يكونُ بغَسلِ كلِّ عُضوٍ ثلاثَ مرَّاتٍ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم