شرح حديث جاء أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
جاء أبو سفيانَ بنُ حربٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال : يا محمدُ ! أنشدُكَ اللهَ والرحِمَ ، فقد أكلْنا العِلْهِزَ – يعني : الوبرَ – والدمَ ، فأنزلَ اللهُ : وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الموارد
الصفحة أو الرقم: 1469 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه النسائي في ( (السنن الكبرى )) ( 11352 )، وابن حبان ( 967 ) واللفظ له، والطبراني ( 11/370 ) ( 12038 )
كان ثُمَامَةُ بنُ أُثَالٍ الحنفيُّ رضِيَ
اللهُ عنه زَعيمَ اليَمامةِ، وهي مَدينةٌ باليَمنِ، وكان أهلُ مكَّةَ يَعتمِدون عليها في طَعامِهم، ولَمَّا أسْلَمَ ثُمَامَةُ رضِيَ
اللهُ عنه منَعَ الطعامَ عَن أهلِ مكَّةَ إلَّا بإِذْنٍ مِن رسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ
اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ
اللهُ عنهما: "جاء أبو سُفيانَ بنُ حَرْبٍ" وهو سيِّدُ قُريشٍ، "إلى رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا محمَّدُ، أَنْشُدُكَ
اللهَ والرَّحِمَ"،
أي: أسْتَحْلِفُك ب
اللهِ تعالى وبما لنا عندَك مِن قَرابةٍ وصلةٍ أنْ تَرفَعَ عنَّا العُقوبةَ -وهي منْعُ ثُمامَةَ رضِيَ
اللهُ عنه الطَّعامَ عنهم- وتَسمَحَ لنا بالـمِيرَةِ والطعامِ، "فقد أكَلْنَا العِلْهِزَ"، يعني: الوَبَرَ والدَّمَ، كِنايةً عن شِدَّةِ الجوعِ الذي نزَلَ بهم، قال ابنُ عباسٍ رضِيَ
اللهُ عنهما: "فأنزَلَ
اللهُ:
{ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ } [
المؤمنون: 76 ]" والمعنى: ولقد أخَذْنا هؤلاء المشركين مِن قُريشٍ وغيرِهم بعذابِنا، وأنزَلْنا بهم بَأْسَنا، وسُخْطَنا، وضَيَّقْنا عليهم في مَعايشِهم، وقتَلْنا رُؤساءَهم بالسَّيفِ،
{ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ }،
أي: فما خَضَعُوا لربِّهم بالانقيادِ لأمْرِه ونَهْيِه، والإنابةِ إليه وطاعتِه،
{ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ }،
أي: وما يَتذلَّلون للهِ سُبحانه، وما يَطلُبون منه كَشْفَ الضُّرِّ، وهذا دليلٌ على تَمادِيهم في الباطلِ والغَيِّ رَغْمَ ظُهورِ عَجْزِ شُركائِهم؛ بعَدَمِ قُدرتِهم على كَشْفِ الضُّرِّ عنهم، ومع عِلْمِهم بأنَّ
اللهَ هو القادرُ على ذلك، فهذا مُنتهى العنادِ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم