حديث خير صفوف الرجال المتقدم وشرها المؤخر وشر صفوف النساء المتقدم

أحاديث نبوية | المحلى | حديث جابر بن عبدالله

«خيرُ صفوفِ الرِّجالِ المتقدِّمُ ، وشرُّها المؤخَّرُ ، وشرُّ صفوفِ النِّساءِ المتقدِّمُ ، وخيرُها المؤخَّرُ ؛ يا مَعشرَ النِّساءِ إذا سجدَ الرِّجالُ فاغضُضنَ أبصارَكُنَّ لا تَرينَ عوراتِ الرِّجالِ ، مِن ضيقِ الأزُرِ»

المحلى
جابر بن عبدالله
ابن حزم
احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)

المحلى - رقم الحديث أو الصفحة: 3/131 - أخرجه الترمذي (224)، وابن ماجه (1001) مختصراً، وأحمد (14155) باختلاف يسير، وابن حزم في ((المحلى)) (3/131) واللفظ له

شرح حديث خير صفوف الرجال المتقدم وشرها المؤخر وشر صفوف النساء المتقدم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ألا أدلُّكم على شيءٍ يُكفِّرُ الخطايا ، ويزيدُ في الحسناتِ ؟ ! .
قالوا : بلَى يا رسولَ اللهِ ! قال : إسباغُ الوضوءِ والطَّهورِ في المكارهِ ، وكثرةُ الخُطَى إلى هذا المسجدِ ، والصَّلاةُ بعد الصَّلاةِ ، وما من أحدٍ يخرُجُ من بيتِه مُتطهِّرًا ؛ يأتي المسجدَ ، فيُصلِّي مع المسلمين أو مع الإمامِ ، ثمَّ ينتظِرُ الصَّلاةَ الَّتي بعدُ ؛ إلَّا قالت الملائكةُ : اللَّهمَّ ! اغفِرْ له ، اللَّهمَّ ! ارحَمْه .
فإذا قمتم إلى الصَّلاةِ ؛ فاعدِلوا صفوفَكم ، وسُدُّوا الفُرُجَ .
فإذا كبَّر الإمامُ فكبِّروا ؛ فإنِّي أراكم من ورائي ، وإذا قال : سمِع اللهُ لمن حمِده ؛ فقولوا : ربَّنا ! ولك الحمدُ .
وخيرُ صفوفِ الرِّجالِ المُقدَّمُ ، وشرُّ صفوفِ الرِّجالِ المُؤخَّرُ، وخيرُ صفوفِ النِّساءِ المُؤخَّرُ ، وشرُّ صفوفِ النِّساءِ المُقدَّمُ ، يا معشرَ النِّساءِ ! إذا سجد الرِّجالُ ؛ فاخفِضْن أبصارَكنَّ عن عوراتِ الرِّجالِ .
فقلتُ لعبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ : ما يعني بذلك ؟ قال : ضيقُ الأُزُرِ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الموارد
الصفحة أو الرقم: 355 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه ابن ماجه ( 427، 776 ) مختصرًا، وأحمد ( 3/ 3 ) باختلاف يسير جدًّا، والدارمي ( 1/ 189 ) مختصرًا.



كان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحرِصُ على أنْ يَدُلَّ أصحابَهُ رضِيَ اللهُ عنهم على الخيرِ في كُلِّ الأمورِ، ويُوضِّحُ لهم مَواطنَ الشرِّ ويُحذِّرُهم مِنْها، وفي هذا المعنى يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُخاطِبًا أصحابَهُ: "أَلَا أَدُلُّكم على شَيءٍ يُكفِّرُ الخَطايا ويَزِيدُ في الحسناتِ؟" أي: أَلَا تُريدونَ أنْ أُخبِرَكم وأُطْلِعَكم على ما يَمْحو اللهُ بهِ الذُّنوبَ ويَرفَعُ به الدَّرجاتِ بزيادَةِ الحَسناتِ، فقال الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم: "بَلَى يا رسولَ اللهِ"، أي: دُلَّنا يا رسولَ اللهِ على ذلك الخيرِ، قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُبيِّنًا لهذه الأُمورِ الفاضِلةِ: "إِسْباغُ الوُضُوءِ والطُّهورِ في المَكارِهِ"، أي: إتْمامُه وإعْطاءُ كلِّ عُضوٍ حقَّهُ مِنَ الماءِ، واستيعابُ المَحلِّ بالغَسلِ، وتَطويلُ الغُرَّةِ، وتَكرارُ الغَسلِ ثلاثًا، والمُرادُ بالمَكارِهِ: مَا يَكْرهُه الشَّخصُ ويشُقُّ عَليه، أي: يتَوضَّأُ مع بَردٍ شَديدٍ وعِللٍ يتأذَّى معها بمَسِّ الماءِ، ومَع إعوازِه والحاجةِ إلى طَلبِه والسَّعيِ في تَحصيلِه، ونحوِ ذَلِك، "وكَثْرةُ الخُطى إلى هذا المسجدِ"، أي: والإكثارُ مِنَ الذَّهابِ إلى مَسجدِ النَّبيِّ، وذلِكَ لمَن كان في المدينةِ، والمُرادُ كَثرةُ الذَّهابِ إلى المساجِدِ عُمومًا لإدراكِ الجماعاتِ، "والصَّلاةُ بَعدَ الصَّلاةِ"، أي: أداءُ الفرائِضِ مِنَ الصَّلواتِ على وَقْتِها.
"ومَا مِن أحدٍ يَخرُجُ مِن بيتِه مُتطهِّرًا، يأْتي المسجِدَ، فيُصلِّي مع المُسلِمينَ أو مع الإمامِ"، أي: الصَّلاَةَ المفروضةَ، "ثمَّ ينتَظِرُ الصَّلاةَ الَّتي بَعْدُ"، أي: يَبْقَى في المسجِدِ مُنتظِرًا الفريضةَ التَّاليةَ، ولا يَشغَلُه عنها شَيءٌ مِن أُمورِ الدُّنِيا، "إلَّا قالتِ الملائكةُ: اللَّهُمَّ اغفِرْ له، اللَّهُمَّ ارحَمْهُ"، أي: طَلبَتْ له الملائكةُ الرَّحمةَ مِن عندِ اللهِ بَعدَ طَلبِ الغُفرانِ؛ لأنَّ صَلاةَ الملائكةِ على العبادِ استغفارٌ لهمْ.
"فإذا قُمتُمْ إلى الصَّلاةِ"، أي: إذا أردْتُمُ الدُّخولَ في صَلاةِ الجَماعةِ، "فاعدِلُوا صُفوفَكم وسُدُّوا الفُرَجَ"، أي: سَاوُوا صُفوفَكم بِالوُقوفِ مُتجاورِينَ، ولا تَتركُوا فَراغاتٍ بيْنَ أرْجُلِ بَعضِكُم البعضِ".
"فإذا كَبَّرَ الإمَامُ فكَبِّروا"، أي: اتَّبِعوا الإمامَ في التَّكبيرِ وكَبِّرُوا بعْدَه، "فإنِّي أراكم مِن ورائي" معناهُ: أنَّ اللهَ تعالى خَلَقَ له صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إدراكًا مِن وَرائِه، وهذا مِن خَصائِصِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ.
وإبصارُه إدراكٌ حَقيقيٌّ انخرَقَتْ له فيه العادَةُ، وقدِ انخرَقَتِ العادةُ له صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأكثَرَ مِن هذا، وليس يَمنَعُ مِن هذا عَقْلٌ ولا شَرْعٌ، بل وَرَدَ الشَّرْعُ بظاهرِه، فوَجَبَ الإيمانُ به.
"وإذا قال"، أي: الإمامُ عندَ الرَّفعِ مِنَ الرُّكوعِ، "سمِعَ اللهُ لِمَن حمِدَهُ، فقولُوا: ربَّنا ولك الحمْدُ"، ثمَّ قالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وخَيرُ صُفوفِ الرِّجالِ المُقدَّمُ، وشَرُّ صُفوفِ الرِّجالِ المُؤخَّرُ"، أي: أفضَلُ مَواقفِ الرِّجالِ أنْ يكونوا في الصُّفوف الأُولى، ويُسارِعوا إلى الصَّدارةِ في الطَّاعاتِ، وفي الصَّلواتِ خاصَّةً، بأنْ يَقِفَ في الصَّفِّ الأوَّلِ خَلْفَ الإمامِ، وهذه الحالُ في كلِّ الأُمورِ، وفي كلِّ الصَّلواتِ، ويكونُ أكثرَ خيريَّةً عندَ حُضورِ النِّساءِ للصَّلواتِ؛ فيكونُ الصَّفُّ الأوَّلُ أكثرَ بُعْدًا عنِ النِّساءِ.
فهذا على العَكسِ مِن الرِّجالِ؛ فقد أمَرَ اللهُ النِّساءَ بالاحتِجابِ والسُّترةِ عن الأعيُنِ؛ ولذلك قال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وخيرُ صُفوفِ النِّساءِ المُؤخَّرُ، وشَرُّ صُفوفِ النِّساءِ المُقدَّمُ"، أي: خيرُ صُفوفِ النِّساءِ وأَوْلاها بالأفضليَّةِ هو آخِرُ الصُّفوفِ؛ لِبُعْدِها عن صُفوفِ الرِّجالِ والفِتنةِ، وشَرُّها أوَّلُها؛ لِقُرْبِها مِن صُفوفِ الرِّجالِ، وتَعرُّضِها أكثرَ للفتنةِ، وهذا إذا كانتِ الصَّلاةُ في مَسجدٍ يَحضُرُ فيه الرِّجالُ والنِّساءُ، أمَّا إذا انفَرَدَتِ النِّساءُ في الجماعةِ، فهُنَّ كالرِّجالِ في أفضليَّةِ الصُّفوفِ الأُولى.
ثُم نَصَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النِّساءَ وأرشدَهُنَّ، فقال: "يا مَعشرَ النِّساءِ، إذا سجَدَ الرِّجالُ، فاخفِضْنْ أبصارَكنَّ عن عَوراتِ الرِّجالِ"، أي: لا تَنْظُرْنَ إلى عَوْراتِ الرِّجالِ الَّذين أمامَكنَّ في الصُّفوفِ إذا سجَدُوا، "فقُلْتُ لعبدِ اللهِ بنِ أبي بكرٍ" القائلُ هو سُفْيانُ الثَّورِيُّ أحدُ رُواةِ هذا الحديثِ، "ما يعني بذلك؟ قال: ضِيقُ الأُزُرِ"، أي: أمَرَ النِّساءَ بِغَضِّ البصرِ؛ لئَلَّا يقَعَ بصَرُ امرأةٍ على عَورةِ رجلٍ انكشفَت لِضيقِ إزَارِه؛ لقلَّةِ الثِّيابِ عندَهم في ذاك الوقتِ.
وفي الحديثِ: أنَّ كَمالَ الطَّاعةِ مُرتَبِطٌ بأدائِها بالضَّوابطِ الشَّرعيَّةِ.
وفيه: بَيانُ نُصْحِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه، وإرشادِها لِمَا فيه الخيرُ، وتَحذيرِها مِن كلِّ شَرِّ.
وفيه: حَثُّ الرِّجالِ على المُسارَعةِ إلى الطَّاعاتِ والصُّفوفِ الأُوْلى في الصَّلواتِ، وهو مَحلُّ الأفضليَّةِ لهم.
وفيه: حثُّ النِّساءِ على الوُقوفِ في الصُّفوفِ الخلفيَّةِ، أو بالاحتِجابِ عن الأعيُنِ، وهو مَحلُّ الأفضليَّةِ لهنَّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
المحلىأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر لليهود على أن لهم الشطر
الشفاعة للوادعيليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين أو مثل أحد الحيين ربيعة
المحلىعن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة لا يضركم ذكرانا كن أو إناثا
المحلىعن ابن عباس أن امرأة نذرت أن تحج فماتت فأتى أخوها النبي صلى
الفروسية قيل لأنس أكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه
المحلىعن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة
المحلىفي العقيقة عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة
المحلىنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الجلالة وألبانها
المحلىإذا استيقظ أحدكم من نوم فلا يغمس يعني يده حتى يغسلها
المحلىمثل المهجر إلى الجمعة كمثل من يهدي بدنة ثم كمن يهدي بقرة
المحلىعن ابن عباس قال أقيمت الصلاة ولم أكن صليت الركعتين يعني صلاة
صحيح ابن ماجهمدمن الخمر كعابد وثن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب