شرح حديث العينان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني رواه أحمد وأبو يعلى وزاد
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لِكلِّ ابنِ آدمَ حظُّهُ منَ الزِّنا بِهذِه القصَّةِ قالَ واليدانِ تزنيانِ فزناهما البطشُ والرِّجلانِ تزنيانِ فزناهما المشيُ والفمُ يزني فزناهُ القبلُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2153 | خلاصة حكم المحدث : حسن
خَلَق
اللهُ تعالى النَّاسَ في هذِه الحياةِ؛ لِيَبتلِيَهم ويَختبِرَهم؛ فمَن أطاعَ ربَّه وعَصى هَواه كان جَزاؤُه الجنَّةَ في الآخِرَةِ، ومَن عَصى ربَّه واتَّبَع هَواه كان مِن أهلِ النَّارِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرَةَ رضِيَ
اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم قال: "لِكُلِّ ابنِ آدَمَ"،
أي: كُتِبَ عليه في اللَّوحِ المَحفوظِ، "حظُّه مِن الزِّنا"،
أي: مِن دَواعيه؛ "بِهذه القِصَّةِ"،
أي: برِوايةِ القِصَّةِ المَذكورةِ في هذا الحَديثِ، وهذه القصَّةُ هي أنَّ ابنَ عبَّاسٍ رضِيَ
اللهُ عنهما، قال: "ما رأيتُ شيئًا أشبَهَ باللَّمَمِ" وهو ما يُلِمُّ به الإنسانُ مِن شهَواتِ النَّفسِ، وهي صِغارُ الذُّنوبِ، "ممَّا قال أبو هُريرةَ عنِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ
اللهَ كَتَبَ على ابنِ آدَمَ حَظَّه مِن الزِّنا، أدرَكَ ذلك لا مَحالَةَ"،
أي: إنَّ الإنسانَ مُصيبٌ ذلك، ولا مَفَرَّ منه؛ فقد قُدِّر عليه نصيبٌ مِن الزِّنا، فهو مُدرِكٌ ذلك النَّصيبَ ومُرتكِبٌ له بلا شكٍّ، والأمورُ المقدَّرةُ لا بدَّ مِن وقوعِها، "فزِنا العينَينِ النَّظرُ، وزِنا اللِّسانِ المنطِقُ، والنَّفسُ تمَنَّى وتَشتَهي، والفَرْجُ يُصدِّقُ ذلك ويُكذِّبُه"؛ فمِنهم مَن يكون زِناه حقيقيًّا بإدخالِ الفرجِ في الفرجِ الحرامِ، ومِنهم مَن يكونُ زِناه بارتكابِ مقدِّماتِ الفاحشةِ؛ إمَّا بِالنَّظَرِ أو اللَّمسِ أو المشيِ، أو الكلامِ أو التَّمنِّي.
قال النبيُّ صلَّى
الله عليه وسلَّم: "واليَدانِ تَزْنِيانِ فزِناهُما البَطشُ"،
أي: بَطْشُ الأجنبيَّةِ؛ مِنَ الأَخْذِ واللَّمسِ وغيرِه، "والرِّجْلانِ تَزْنيانِ فزِناهُما المَشيُ" إلى المَرأةِ؛ للفاحشةِ، ومَواضِعِ المعصيةِ والزِّنا، "والفَمُ يَزْني فزِناهُ القُبَلُ"، القُبلُ جمْعُ قُبْلةٍ، وهذا مِن بابِ البَيانِ للنَّاسِ بمَعاصي الجَوارحِ؛ حتَّى يَجتنِبوها ولا يقَعوا فيها، وهذه الأمورُ هي مُقدِّماتُ الوُقوعِ في الزِّنا، ولكن إذا لم يُصِرَّ الإنسانُ عليها، ولم يَجتَهِدْ في الوصولِ إلى الفاحشةِ فإنَّها تُكفَّرُ بالعمَلِ الصَّالحِ؛ مِن الاستِغْفارِ والتَّوبةِ والصَّلاةِ وغيرِ ذلك، وأمَّا إذا كان الإنسانُ مُصِرًّا ويَنتهِزُ الفُرَصَ ويتَحيَّنُها حتَّى يقَعَ في الفاحشةِ، ولم يَترُكْها إلَّا بسببِ العجزِ عنِ الوصولِ إليها- فإنَّ تلك الأفعالَ الَّتي يَفعَلُها مِن كلامٍ أو لمسٍ أو مشيٍ فإنَّه يُؤاخَذُ بها؛ لأنَّ هذه أعمالٌ وحركاتٌ مقصودةٌ ومتعمَّدةٌ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن الوقوعِ في الأفعالِ المؤدِّيةِ إلى الوقوعِ في الزِّنا؛ للتَّحرُّزِ مِن الوصولِ إلى الوقوعِ في الفاحشةِ الكُبْرى.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم