حديث من أين لكم هذا فذكر كلمة ثم أدبر رجل وعليه ثوبان قد

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث جابر بن عبدالله

«خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوةٍ، فبَيْنا أنا نازلٌ معه تحتَ شجَرةٍ؛ إذ رأَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، هلُمَّ إلى الظِّلِّ. فنزَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوجَدتُّ في السُّفْرةِ جِرْوَ قِثَّاءٍ. فقال: مِن أينَ لكم هذا؟ فذكَرَ كلمةً، ثمَّ أدبَرَ رجُلٌ وعليه ثَوبانِ قد خَلِقا، فنظَرَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: أمَا له ثَوبانِ غيرُ هذينِ؟ فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، له ثَوبانِ في العَيْبةِ، كسَوْتُه إيَّاهما. قال: فادْعُه، فمُرْه، فيَلبِسُهما. فدعَوتُه، فلبِسَهما، ثمَّ ولَّى يذهَبُ، فقال: ما له ضرَبَ اللهُ عُنُقَه، أليس هذا  خيرًا له فسمِعَه الرجُلُ، فرجَعَ فقال: يا رسولَ اللهِ، في سبيلِ اللهِ. فقال: في سبيلِ اللهِ.»

مجمع الزوائد
جابر بن عبدالله
الهيثمي
[روي] بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 5/137 -

شرح حديث خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فبينا أنا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

من أين لَكُمْ هذا ؟ .
فقُلْتُ : خَرَجْنا بهِ يا رسولَ اللهِ ! مِنَ المدينةِ ، قال جابرٌ : وعندَنا صاحِبٌ لَنا نُجَهِّزُهُ [ لِيذهبَ ] يَرْعَى ظَهَرْنا ، قال : فَجَهَّزْتُهُ ، ثُمَّ أَدْبَرَ يَذْهَبُ في الظَّهْرِ ، وعليهِ بُرْدَانِ لهُ قد خَلُقَا ، قال : فَنظرَ إليهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال : أَما لهُ ثَوْبانِ غيرُ هَذَيْنِ ؟ ! .
قال : فقُلْتُ : [ بلى ] يا رسولَ اللهِ ! لهُ ثَوْبانِ في العَيْبَةِ كَسَوْتُهُ إِيَّاهُما ، قال : فَادْعُهُ فَمُرْهُ فَلْيَلْبَسْهُما ، [ قال : فَدَعَوْتُهُ ، فَلَبِسَهُما ] .
ثُمَّ ولَّى يَذْهَبُ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ما لهُ ضربَ اللهُ عُنُقَهُ ؟ ! أَليسَ هذا خيرًا ؟ ! .
فَسمعَهُ الرجلُ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ! في سبيلِ اللهِ ؟ [ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : في سبيلِ اللهِ ] ، فَقُتِلَ الرجلُ في سبيلِ اللهِ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الموارد
الصفحة أو الرقم: 1201 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه مالك ( 2/910 )، والبزار كما في ( (كشف الأستار )) للهيثمي ( 2962 )، وابن حبان ( 5418 ) واللفظ له



في هذا الحَديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ رضِيَ اللهُ عنهما -كما في تَمامِ الرِّوايةِ عندَ ابنِ حِبَّانَ-: "خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ بني أنْمارٍ"، وكانت في ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ ثلاثٍ مِن الهـجرةِ، وهي غَزوةُ غَطَفانَ، وتُعرَفُ بذي أَمَرَ، وسبَبُها أنَّ جمعًا مِن بني ثَعلبةَ ومُحاربٍ تَجمَّعوا يُرِيدون أنْ يُصيبوا مِن أطرافِ المدينةِ، فخرَجَ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا سَمِعوا بذلك هَرَبوا في رُؤوسِ الجِبالِ خوفًا؛ فكان النَّصرُ بالرُّعبِ، فرجَعَ ولم يَلْقَ حرْبًا، قال جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فبيْنا أنا نازلٌ تحتَ شَجرةٍ"، أي: جالسٌ تحتَ ظِلِّها، "إذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: وجَدَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمُرُّ بجانبِه، "فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، هَلُمَّ إلى الظِّلِّ"، أي: دعاهُ لِيَجلِسَ في الظِّلِّ، "قال: فنزَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُمْتُ إلى غِرارةٍ لنا"، وهي ما يُحفَظُ فيه المتاعُ، "فالْتمسْتُ فيها شيئًا"، أي: بَحثْتُ فيها عن شَيءٍ يُؤكَلُ أُقَدِّمُه له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فوجَدْتُ فيها جِرْوَ قِثَّاءٍ"، أي: واحدةً صغيرةً مِن القِثَّاءِ، وقيل: المستطيلةُ، والقِثَّاءُ: اسمٌ لِمَا يُسمِّيه الناسُ الخيارَ والعَجُّورَ، والفقُّوسَ، وبعضُهم يُطلِقُه على نوعٍ يُشبِهُ الخيارَ، "فكسَرْتُه"، أي: قطَعْتُه له؛ لِيَسهُلَ تَناوُلُه ويَكثُرَ عَددُه، "ثمَّ قرَّبْتُه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: مِن أين لكمْ هذا؟" وهذا السُّؤالُ لِمَا علِمَه مِن عدَمِه بذلك الموضعِ وتعذُّرِ وُجودِه، "فقلْتُ: خرَجْنا به -يا رسولَ اللهِ- مِن المدينةِ"، أي: أحضَرْناه مَعنا مِن المدينةِ، قال جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "وعندنا صاحبٌ لنا نُجهِّزُه"، أي: نُهيِّئُ له أمْرَه بما يَحتاجُ إليه في تَوجُّهِه؛ "لِيَذهَبَ يَرعى ظَهرَنا"، وهي الإبلُ والدَّوابُّ التي معهم، "فجهَّزْتُه، ثمَّ أدبَرَ يَذهَبُ في الظَّهرِ"، أي: مَشى لِيَذهَبَ، "وعليه بُردانِ"، أي: ثوبانِ، "له قد خَلُقَا"، أي: قَديمانِ ومُقطَّعانِ، "فنظَرَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: أمَا له ثوبانِ غيرُ هذينِ؟!" أنكَرَ عليه بَذاذتِه؛ لِمَا يُؤدِّي إلى ذِلَّتِه، "قال: فقلْتُ: [ بلى ] يا رسولَ اللهِ، له ثوبانِ في العَيبةِ"، وهي ما يُحفَظُ فيه المتاعُ، "كَسوتُه إيَّاهما"، أي: أعطَيتُهما له لِيَلْبَسَهما، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فادْعُه فمُرْهُ فلْيَلبَسْهما"، أرسَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جابرًا؛ لِيَأمُرَ الرَّجلَ أنْ يَلبَسَ ما عنده مِن الثِّيابِ غيرِ التي عليه، قال جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فدَعَوتُه، فلَبِسَهما"، وقد فُسِّرَ إنكارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الرَّجلِ هَيئتَه الرَّثةَ؛ لأنَّه قد علِمَ سَعةَ أحوالِ الناسِ في ذلك الوقتِ، فيَنبغي أنْ يُظهِرَ نِعمةَ اللهِ عليه، ويَحتمِلُ أنَّه كرِهَ ذلك؛ لِمَا يُخافُ أنْ يُعتقَدَ أنَّ ذلك شَرعٌ أو مُباحٌ مع القُدرةِ على اللِّباسِ المُعتادِ، وقيل: كَرِهَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذا الملبَسَ؛ لأنَّه غيرُ المُعتادِ، فيكونُ لِباسَ شُهرةٍ، وقيل: يَحتمِلُ أنَّه لمَّا كان في غزْوٍ، وكان بقُربِ المشركينَ، ولهم عَيونٌ فيَرَون عليهم مِثلَ هذا الملبَسِ، فيَعتقِدون فيهم مِن ضَعفِ الحالِ ما يُقوِّي نُفوسَهم ويُؤكِّدُ طمَعَهم في المسلمينَ؛ فأراد إظهارَ القُوَّةِ وصلاحَ الحالِ؛ لِتَضعُفَ نُفوسُهم ويَقِلَّ طمَعُهم.
"ثمَّ ولَّى يَذهَبُ"، أي: ذهَبَ لِيَرعى الظَّهرَ، "فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما له! ضرَبَ اللهُ عُنقَه؟!" وهذه كلمةٌ تقولُها العَربُ عندَ إنْكارِ أمْرٍ ولا تُرِيدُ بذلك الدُّعاءَ على مَن تُقال له، ويُرِيدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذلك الدُّعاءَ له بالشَّهادةِ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قلَّما يقولُ مِثلَ هذا إلَّا كان، "أليس هذا خيرًا؟!" بمعنى: أليستْ هذه الهَيئةُ النَّظيفةُ الطَّيِّبةُ خيرًا مِن الهيئةِ القبيحةِ الرَّثةِ؟ "فسمِعَه الرَّجلُ"، أي: سمِعَ قولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ( ضرَبَ اللهُ عُنقَه )، فقال الرَّجلُ: "يا رسولَ اللهِ، في سَبيلِ اللهِ؟" وهذا استفهامٌ أراد به أنْ يُوجِّهَ قولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لِيَكونَ دُعاءً له بالقتْلِ في سَبيلِ اللهِ، وكأنَّه لمَّا سمِعَ ذلكَ تيقَّنَ وُقوعَ ما يَقولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَأَلَ أنْ يكونَ في سَبيلِ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "في سَبيلِ اللهِ"، فأقَرَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على فَهمِه ورَغبتِه، قال جابرٌ رضِيَ اللهُ عنه: "فقُتِلَ الرَّجلُ في سَبيلِ اللهِ"، كما قال عنه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: أنَّ دعوةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُستجابةٌ.
وفيه: الحثُّ على الاهتمامِ بالمَظهرِ الطَّيِّبِ عندَ النِّعمةِ( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مجمع الزوائدسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر أصحاب أحد أما
مجمع الزوائدعليكم بثياب البيض فليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم
مجمع الزوائدعن ابن عباس قال لما حرمت الخمر مشى أصحاب رسول الله صلى الله
مجمع الزوائدفسألناه هل كنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه
مجمع الزوائدقال أبو جهل لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على عنقه فقيل هو ذاك
مجمع الزوائدكل شيء ليس من ذكر الله عز وجل فهو لهو أو سهو إلا
مجمع الزوائدكنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة في مسجد رسول
مجمع الزوائدلقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة حتى غشي عليه فقام
مجمع الزوائدلما لقي النبي صلى الله عليه وسلم النقباء من الأنصار قال لهم تؤوني
مجمع الزوائدلما مر النبي صلى الله عليه وسلم بأولئك الرهط فألقوا في الطوى عتبة
مجمع الزوائدلما نزلت من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قال أبو
مجمع الزوائدلو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاءه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب