شرح حديث ما أخشى عليكم الفقر ولكن أخشى عليكم التكاثر وما أخشى عليكم الخطأ
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
ما أخشى عليكم الفقرَ ؛ ولكن أخشى عليكم التكاثُرَ ، وما أخشى عليكم الخطأَ ؛ ولكن أخشى عليكم التَّعَمُّدَ .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 3256 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أحمد ( 8074 )، والبزار ( 9376 )، والحاكم ( 3970 ) واللفظ له
الفَقرُ والغِنى قدَرٌ مِنَ
اللهِ تعالى، يَبْلو بهما أخيارَ عِبادِه؛ لِيَظهَرَ صبْرُ الصَّابِرينَ وشُكْرُ الشَّاكرينَ، وقد كان صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ يَستعيذُ ب
اللهِ مِنَ الفَقرِ، ويُحذِّرُ مِن فِتنةِ الغِنى والمالِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما أخْشَى عليكم الفَقرَ"،
أي: إذا ما وقَعَ بكم وأصابَكم، "ولكنْ أخْشى عليكم التَّكاثُرَ"، وهو الغِنى وكثرةُ المالِ؛ وذلك أنَّ الإنسانَ ربَّما لا يقَعُ به مِن الفِتَنِ وهو فقيرٌ مِثلُ ما يقَعُ به وهو غَنِيٌّ، وهو أدْعى أنْ يَعصيَ الإنسانُ ربَّه؛ إمَّا بترْكِ طاعةٍ، أو فِعلِ مَعصيةٍ، وفي هذا إخبارٌ أنَّ الدُّنيا ستُفْتَحُ عليهم ويَحصُلُ لهم الغِنى؛ وذلك مِن أعلامِ نُبوَّتِه صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ، كما أنَّ في التكاثُرِ وُقوعَ التَّنافُسِ والرَّغبةِ في الشَّيءِ، ومَحبَّةِ الانفِرادِ بهِ والمُغالَبةِ عليه؛ لأنَّ المالَ مرغوبٌ فيه مِن الجميعِ، فتقَعُ العَداوةُ بين الناسِ، المُقتضيةُ للمُقاتَلةِ المُفضيةِ إلى الهلاكِ.
ثُمَّ قال صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: "وما أخْشى عليكم الخَطأَ"،
أي: فِعلَ الأُمورِ المُحرَّمةِ بطَريقِ الخَطأِ؛ فإنَّ
اللهَ عزَّ وجلَّ قد رفَعَ عن هذه الأُمَّةِ الخَطأَ، "ولكنْ أخْشَى عليكم التَّعمُّدَ"،
أي: ولكنْ أخافُ عليكم أنْ تَفعَلوا المُحرَّمَ والمحظورَ عن عمْدٍ وأنتم تَعلَمون حُرْمتَه؛ فهذا أكبَرُ عندَ
اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي الحديثِ: يَنْبغي لمَن فُتِحَت عليه الدُّنيا أنْ يَحذَرَ مِن سُوءِ عاقِبَتِها وشَرِّ فِتْنتِها.
( ).
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم