حديث رجل كان في كتيبة فكر يحميهم حتى قتل أو فتح الله عليه

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو ذر الغفاري

«إنَّ اللهَ يُحِبُّ ثلاثةً، ويُبغِضُ ثلاثةً: يُبغِضُ الشيخَ الزانيَ، والفَقيرَ المُختالَ، والمُكثِرَ البَخيلَ، ويُحِبُّ ثلاثةً: رَجُلٌ كان في كَتيبةٍ، فكَرَّ يَحْميهم حتى قُتِلَ، أو فتَحَ اللهُ عليه، ورَجُلٌ كان في قومٍ، فأَدْلَجوا، فنَزَلوا من آخِرِ الليلِ، وكان النومُ أحبَّ إليهم ممَّا يُعدَلُ به، فناموا، وقام يَتْلو آياتي ويَتمَلَّقُني، ورَجُلٌ كان في قومٍ فأَتاهم رَجُلٌ يَسأَلُهم بقَرابةٍ بينَهم وبينَه فبَخِلوا عنه، وخَلَفَ بأعْقابِهم، فأَعْطاهُ حيث لا يَراه إلَّا اللهُ، ومَن أَعْطاه.»

مسند الإمام أحمد
أبو ذر الغفاري
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 21356 - أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (1315)، وأحمد (21356) واللفظ له

شرح حديث إن الله يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة يبغض الشيخ الزاني والفقير المختال والمكثر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرَبِّي أصحابَه على الالتزامِ بالفَضائلِ والبُعدِ عنِ الرَّذائلِ، وكَثيرًا ما كان يُحذِّرُهم من سيِّئِ الصِّفاتِ وقَبيحِ الأعْمالِ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدَ الحِرصِ على كلِّ ما يُقرِّبُهم منَ الآخِرةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ يُحبُّ ثلاثةً، ويُبغِضُ ثلاثةً: يُبغِضُ الشيخَ الزانيَ" وهو الشَّخصُ الَّذي طَعَنَ في السِّنِّ، وهو مُصِرٌّ على الزِّنا؛ فصُدورُ الزِّنا منه أقبَحُ من صُدورِه منَ الشَّبابِ؛ لأنَّه في سِنٍّ قدِ انكَسرَتْ معَها منه قوَّةُ الشَّهوةِ، ودنَتْ منه المَنيَّةُ، وذهَبَ منه الشَّبابُ الَّذي هو شُعبةٌ منَ الجُنونِ، وقوَّةُ الشَّهوةِ الدَّاعيةُ إلى التَّفكيرِ في الأمرِ، على أنَّ الزِّنا مُحرَّمٌ على الجميعِ، "والفَقيرَ المُخْتالَ"، وهو الفَقيرُ المُتكبِّرُ المُعجَبُ بنَفْسِه، والاختيالُ والتَّكبُّرُ مَنْهيٌّ عنهما، وخصَّ الفقيرَ معَ أنَّه مُحرَّمٌ على الغَنيِّ أيضًا إلَّا أنَّه منَ الفَقيرِ أقبَحُ؛ إذِ الفَقرُ يَقتَضي الانكِسارَ والذِّلَّةَ والمَسكَنةَ؛ فالتَّكبُّرُ منه أقبَحُ منَ الغَنيِّ، "والمُكثِرَ البَخيلَ"، وهو الغَنيُّ صاحِبُ المالِ الكثيرِ، ولكنَّه يَبخَلُ به، ولا يُنفِقُ منه ويمنَعُ الفُقراءَ والمحتاجِين حَقَّ اللهِ فيه.

قال: "ويُحِبُ ثلاثةً: رجلٌ كان في كَتيبةٍ" وهي جُزءٌ منَ الجَيشِ يُرسَلُ في مُهمَّةٍ "فكَرَّ يَحْميهم حتى قُتِلَ"، اي: سبَقَ وهجَمَ على الأعداءِ دونَ خَوفٍ ليَقتُلَهم حتى استُشهِدَ، "أو فتحَ اللهُ عليه"؛ فيكونُ قد فاز بإحْدى الحُسنَيَينِ، فيَفوزُ بالشهادةِ، أو يَفتَحُ اللهُ له بالنَّصرِ على الأعداءِ.
"ورجُلٌ كان في قومٍ، فأدْلَجوا"، يعني: ساروا في أوَّلِ اللَّيلِ مُسافِرينَ، "فنَزَلوا من آخِرِ اللَّيلِ، وكان النومُ أحبَّ إليهم ممَّا يُعدَلُ به"، أي: كانتْ حاجَتُهم للنومِ أهمَّ عندَهم من كلِّ شيءٍ يُقابَلُ ويُساوى بالنومِ؛ بسببِ ما نزَلَ بهم منَ التعَبِ، "فناموا، وقام يَتْلو آياتي"، وقام هذا العَبدُ يَقرَأُ ألفاظَها ويَتبَعُها بالتأمُّلِ في مَعانيها "ويَتَمَلَّقُني" بأنْ يَتواضَعَ لدَيَّ ويَتضرَّعَ إليَّ بالدُّعاءِ والمسألةِ والصلاةِ.
"ورَجلٌ كان في قومٍ فأَتاهم رجُلٌ يَسألُهم بقَرابةٍ بينَهم وبينَه فبَخِلوا عنه"، أي: طلَبَ مِنهمُ العطاءَ بسببِ ما بينَهم منَ القَرابةِ فلم يُعْطوه، "وخلَفَ بأعْقابِهم" بعدَ ذَهابِهم، والعَقِبُ هو ما يُخلِّفُ الرجُلُ من ذُريةٍ، "فأعْطاه حيثُ لا يَراه إلَّا اللهُ ومَن أعْطاه"، فأنفَقَ سِرًّا، ولم يَعلَمْ بصَدَقتِه إلَّا اللهُ والذي أنفَقَ عليه؛ فكانتْ صدَقَتُه لوَجهِ اللهِ خالصةً؛ فاستحقَّ مَحبَّةَ اللهِ سبحانَه.
وهؤلاء الثلاثةُ قدِ اجتمَعَ لهم مُعامَلةُ اللهِ سِرًّا فيما بينَهم وبينَه، معَ الإخْلاصِ والصِّدقِ، والمُحِبونَ للهِ يُحبُّونَ ذلك أيضًا عِلمًا منهم باطِّلاعِه عليهم، ومُشاهدتِه لهم، فهم يَكتَفونَ بذلك؛ لأنَّهم عَرَفوه، فاكْتَفَوْا به من بينِ خَلقِه، وعامَلوه فيما بينَه وبينَهم مُعامَلةَ الشاهِدِ غيرِ الغائبِ، وهذا هو مَقامُ الإحْسانِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدعن حذيفة أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل
مسند الإمام أحمدلقد ذكرنا ابن أبي طالب ونحن بالبصرة صلاة كنا نصليها مع رسول الله
حديث شريف
تخريج كتاب السنةأن رجلا قال يا رسول الله رأيت كأن ميزانا دلي من السماء
مسند الإمام أحمدكنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل من أقصى الفسطاط فسأله عن ذا
مسند الإمام أحمدحدثنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عز وجل
مسند الإمام أحمد لا يعجل أحدكم عن طعامه للصلاة قال وكان ابن عمر يسمع الإقامة
حديث شريف
مسند الإمام أحمدإني أنظر أو إني لأنظر ما ورائي كما أنظر إلى ما بين يدي
مسند الإمام أحمدكان فيكم أمانان مضت إحداهما وبقيت الأخرى وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم
مسند الإمام أحمدقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهذليتين أن العقل على العصبة
مسند الإمام أحمدعن جرير بن عبد الله البجلي قال كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب