حديث ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له قط ولا امرأة

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عائشة أم المؤمنين

«ما ضَرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خادِمًا له قَطُّ، ولا امرأةً له قَطُّ، ولا ضَرَبَ بيَدِه، إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وما نيلَ منه شَيءٌ فانتَقَمَه من صاحِبِه، إلَّا أنْ تُنتَهكَ مَحارِمُ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَنتقِمُ للهِ عزَّ وجلَّ، وما عُرِضَ عليه أمْرانِ أحَدُهما أيسَرُ من الآخَرِ، إلَّا أخَذَ بأيسَرِهما، إلَّا أنْ يكونَ مَأثَمًا، فإنْ كان مَأثَمًا كان أبعَدَ النَّاسِ منه.»

مسند الإمام أحمد
عائشة أم المؤمنين
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 24034 - أخرجه البخاري (6786)، ومسلم (2327)، وأبو داود (4785)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9163)، وأحمد (24034) واللفظ له

شرح حديث ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادما له قط ولا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَؤوفًا رحيمًا، وكان يُحِبُّ التَّيْسيرَ على المُسلِمينَ في كُلِّ الأُمورِ المُحتَمِلةِ لذلِكَ، ومع ذلِكَ فإنَّه كانَ وقَّافًا عندَ حُدودِ اللهِ ومَحارمِهِ، ويَغضَبُ للهِ أشَدَّ الغَضَبِ حتى يُزالَ الحَرامُ، فكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُوازِنُ بيْنَ ما فيه مَصْلحةٌ للعبادِ، وبيْنَ ما يكونُ حقًّا للهِ تَعالى.
وفي هذا الحَديثِ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "ما ضرَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خادِمًا له قطُّ، ولا امرأةً له قطُّ"، والمُرادُ أنَّه لم يَضرِبْ آدميًّا؛ وهذا من حُسْنِ خُلُقِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه ما ضَرَبَ أحَدًا بيَدَيهِ، وخَصَّ المَرْأةَ والخادِمَ بالذِّكرِ؛ اهتِمامًا بشَأنِهما؛ وذلِكَ لأنَّ مِثلَهم يَتجرَّأُ عليهم لِضَعفِهم وقِلَّةِ حيلَتِهم، "ولا ضرَبَ بيَدِهِ، إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سَبيلِ اللهِ"، فإنَّ ضَرْبَهُ وبَطْشَهُ بيَدِهِ لم يكُن إلَّا في الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ، "وما نِيلَ منه شَيءٌ فانتَقَمَهُ من صاحِبِهِ" بل كان يتَسامَحُ في حَقِّ نَفْسِهِ؛ فيَعْفو ويَصفَحُ، "إلَّا أْن تُنتَهَكَ مَحارِمُ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَنتَقِمَ للهِ عزَّ وجلَّ"، والمَعْنى أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لم يكنْ يَنتقِمُ ويَبطِشُ بأحَدٍ لِيَأخُذَ بحَقِّ نَفسِهِ ممَّن أساءَ إليه، ولكِنَّه كان يَغضَبُ ويَنتَقِمُ إِذا انتُهِكتْ حُرُماتُ اللهِ بالتَّعدِّي عليها، وارْتِكابِ المَعاصي، فَحينئِذٍ يكونُ أشدَّ النَّاسِ انتقامًا للأخْذِ بحقِّ اللهِ، "وما عُرِضَ عليه أمْرانِ أحَدُهما أيسَرُ من الآخَرِ، إلَّا أخَذَ بأيسَرِهِما إلَّا أنْ يكونَ مَأثَمًا" إِنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان دائِمًا ما يميلُ عندَ الاختِيارِ إلى السَّهلِ اليَسيرِ، إلَّا أنْ يكونَ في ذلِكَ وُقوعٌ في الحُرُماتِ أو المعْصيةِ، "فإنْ كان مَأثَمًا كان أبعَدَ النَّاسِ منه"، فإذا رَأى أنَّ في التَّيْسيرِ دُخولًا في الإثمِ؛ فإنَّه يأخُذُ بالعَزائِمِ والشِّدَّةِ.

وفي الحَديثِ: بَيانُ سَماحةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَسامُحِهِ في حَقِّ نَفْسِهِ.

وفيه: بَيانُ أنَّ حُدودَ اللهِ وحُرُماتِهِ واجِبةُ الحِفظِ والصِّيانةِ على كُلِّ مُسلِمٍ.

وفيه: بَيانُ شِدَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حَقِّ اللهِ، وشِدَّةِ انْتقامِهِ للهِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدكنا قعودا نكتب ما نسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فخرج علينا
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العصر وإن الشمس لطالعة في
مسند الإمام أحمدكان اسم جويرية بنت الحارث برة فحول النبي صلى الله عليه وسلم اسمها
مسند الإمام أحمدألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وخيرها بعد أبي بكر
مسند الإمام أحمدأن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نسوة فقال له النبي صلى
مسند الإمام أحمدأحرمي وقولي إن محلي حيث تحبسني فإن حبست أو مرضت فقد أحللت من
مسند الإمام أحمدخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم كان يصومه قال
مسند الإمام أحمدعن مطرف قال قعدت إلى نفر من قريش فجاء رجل فجعل يصلي يركع
مسند الإمام أحمدعن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تبارك وتعالى وذكرهم بأيام الله
مسند الإمام أحمدأن زوجها طلقها ثلاثا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه فلم
مسند الإمام أحمدجاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب