حديث أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن عمرو

«أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامَ غَزْوةِ تَبوكٍ قام مِن اللَّيلِ يُصلِّي، فاجتمَعَ وراءَه رِجالٌ مِن أصحابِه يَحرُسونَه، حتى إذا صلَّى وانصرَفَ إليهم، فقال لهم: لقد أُعطيتُ اللَّيلةَ خَمسًا، ما أُعطيَهنَّ أحدٌ قَبلي: أمَّا أنا فأُرسِلْتُ إلى النَّاسِ كلِّهم عامَّةً، وكان مَن قَبلي إنَّما يُرسَلُ إلى قَومِه، ونُصِرْتُ على العَدوِّ بالرُّعبِ، ولو كان بيني وبينهم مَسيرةُ شهرٍ لمُلئَ منه رُعبًا، وأُحِلَّتْ لي الغَنائمُ آكُلُها، وكان مَن قَبلي يُعظِّمونَ أَكلَها، كانوا يَحرِقونَها، وجُعِلَتْ لي الأرضُ مساجدَ وطَهورًا، أينما أدرَكَتْني الصَّلاةُ تمسَّحْتُ وصلَّيْتُ، وكان مَن قَبلي يُعظِّمونَ ذلك، إنَّما كانوا يُصلُّونَ في كنائسِهم وبيَعِهم، والخامسةُ: هي ما هي! قيل لي: سَلْ فإنَّ كلَّ نبيٍّ قد سأَلَ، فأخَّرْتُ مَسألتي إلى يومِ القيامةِ، فهي لكم ولمَن شهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ.»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن عمرو
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 7068 - أخرجه أبو داود (7068) واللفظ له، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (4489)، والبيهقي (1099)

شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

خصَّ اللهُ سُبحانَه وتَعالى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما لم يخُصَّ به أحَدًا مِنَ الأنْبياءِ قَبلَه، وفي هذا الحَديثِ يُخْبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِهذه الخِصالِ الَّتي لم تَجتَمِعْ كلُّها لأحَدٍ مِنَ الأنْبياءِ إلَّا له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فيُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عامَ غَزْوةِ تَبوكَ"، وكانَتْ في السَّنةِ التَّاسِعةِ مِنَ الهِجْرةِ، وتَبوكُ في أقْصى شَمالِ الجَزيرةِ العَربيَّةِ في مُنتَصَفِ الطريقِ إلى دِمَشْقَ، وكانَتْ آخِرَ غَزْوةٍ غَزاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنَفْسِه معَ الرومِ، "قامَ منَ اللَّيلِ يُصلِّي؛ فاجتَمَعَ وَراءَه رجالٌ من أصْحابِه يَحرُسونَه"، حتى لا يَنفُذَ إليه أحَدٌ منَ الأعْداءِ، "حتى إذا صَلَّى وانصرَفَ إليهم"، انْتَهى من صَلاتِه وتَوَجَّهَ إلى هؤلاء الصحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم، "فقال لهم: لقد أُعْطيتُ الليلةَ خَمسًا، ما أُعْطيَهُنَّ أحَدٌ قَبْلي" يعني: أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ خَصَّ نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بخَمسِ خِصالٍ لم يَسبِقْ لنبيٍّ قَبلَه أنْ جُمِعَت له، أو خُصَّ بواحدةٍ منها، وأُولى هذه الخِصالِ: "أمَّا أنا فأُرسِلْتُ إلى الناسِ كلِّهم عامَّةً"، فشمِلَ العرَبَ والعَجَمَ وكلَّ الناسِ بدَعوتِه الشريفةِ، "وكان مَن قَبْلي إنَّما يُرسَلُ إلى قَومِه"، يَختَصُّ بقَومِه الذي أُرسِلَ فيهم كأنْبياءِ بني إسْرائيلَ فقدِ اختَصُّوا بدَعْوَتِهم بَني إسْرائيلَ فقطْ، والثانيةُ: "ونُصِرْتُ على العَدوِّ بالرعْبِ، ولو كان بَيني وبينَهم مَسيرةُ شَهرٍ لَمُلئَ منه رُعبًا"، يَقذِفُ اللهُ في قلوبِ أعْدائِه الخوفَ منه، وهو على بُعْدِ مَسيرةِ شَهرٍ، والثالثةُ: "وأُحِلَّت لي الغنائمُ"، وهي الَّتي يأخُذُها المُسلِمونَ في حَربِهم معَ الكُفَّارِ، "آكُلُها" بمَعنى: أنَّه يَحِلُّ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَن حارَبَ معَه أخْذُها وتَقْسيمُها، ومِن ثَمَّ الانتفاعُ بها، "وكان مَن قَبْلي يُعَظِّمونَ أكْلَها، كانوا يُحرِقونَها"، ولم تكُنْ تَحِلُّ لِلأنْبياءِ قَبْلَه، وإنَّما كانوا يَجْمَعونَها فتَأْتي نارٌ فتُحرِقُها، ولعلَّ الحِكْمةَ في إحْراقِ الغَنيمةِ؛ تَحقيقُ إخْلاصِ النيَّةِ لمَن حارَبَ، وأنَّها خالصةٌ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
والرابعةُ: "وجُعِلَت لي الأرضُ مساجِدَ"، أباحَ اللهُ عزَّ وجلَّ لهذه الأُمَّةِ الصلاةَ حيثُ كانوا تَخْفيفًا عليهم، وتَيْسيرًا خَلا الحمامِ والمَقبرةِ والمكانِ النجِسِ، "وطَهورًا"، وكذلك التيمُّمُ بأيِّ جُزءٍ من أجْزائِها وتُربَتِها إذا انْعدَمَ الماءُ، "أيْنَما أدْرَكَتْني الصلاةُ تمسَّحْتُ وصلَّيْتُ" إظْهارًا لمَعنى: ( مساجدَ وطَهورًا )، والتمَسُّحُ يُقصَدُ به التطَهُّرُ والتيَمُّمُ، "وكان مَن قَبْلي يُعَظِّمونَ ذلك"، لم يكُنْ للأُممِ السابقةِ أنْ تُصلِّيَ أو تَتطهَّرَ من جَميعِ الأرضِ، "إنَّما كانوا يُصلُّونَ في كَنائِسِهم وبِيَعِهم"، اختَصُّوا منها بالأماكِنِ المُخصَّصةِ للعِبادةِ كالكنيسةِ وأدْوارِ البِيَعِ، "والخامسةُ: هي ما هي" تَعْظيمًا وتَفْضيلًا لشأْنِها، وما فيها من خَيرٍ لأُمَّةِ الإسْلامِ! "قيلَ لي: سَلْ فإنَّ كلَّ نبيٍّ قد سألَ، فأخَّرْتُ مَسْأَلَتي إلى يومِ القِيامةِ، فهي لكم، ولمَن شهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ"، ومَعنى ذلك كما في الصحيحَيْنِ من حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما: "وأُعطيتُ الشفاعةَ" وشَفاعَتُه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أقْسامٌ؛ منها الشَّفاعةُ العُظْمى المَذْكورةُ هنا، ومنها الشَّفاعةُ الَّتي تَكونُ للمُذْنِبينَ من أهْلِ التَّوْحيدِ، في إخْراجِهم مِنَ النَّارِ، وإدْخالِهمُ الجنَّةَ، أو زيادةِ درَجاتِهم في الجنَّةِ، ومنها الشَّفاعةُ في إدْخالِ الجنَّةِ مِن غيرِ حِسابٍ، أو رفْعِ الدَّرَجاتِ يَومَ القيامةِ، كلٌّ بحَسَبِ حالِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدعن عبد الرحمن بن بشر بن مسعود قال فرد الحديث حتى رده إلى
مسند الإمام أحمدعلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة والصيام قال صل كذا وكذا
مسند الإمام أحمدلقي عمر أسماء بنت عميس رضي الله عنهما فقال نعم القوم أنتم لولا
حديث شريف
مسند الإمام أحمدسمعت رجلا يقرأ فقلت من أقرأك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تخريج مشكل الآثارصليت الغداة مع عبد الله بن مسعود في المسجد فلما سلم قام رجل
تخريج مشكل الآثاركان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قد وضع ثوبه بين
تخريج مشكل الآثاركانت له امرأتان مليكة وأم عفيف فرجمت إحداهما الأخرى بحجر فأصابت قبلها وهي
تخريج مشكل الآثارثلاثة أشهد عليهم والرابعة لو شهدت رجوت ألا آثم لا يجعل الله عز
تخريج مشكل الآثاركنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فشكونا إليه الفقر والعري وقلة الشيء
تخريج مشكل الآثارحدثني ابن معيز السعدي قال خرجت أسقي فرسا لي بالسحر فمررت على مسجد
تخريج سنن أبي داودكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الصدقة فلم يخرجه إلى عماله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب