كنت في مسجد الكوفة في خلافة عثمان رضي الله عنه وعلينا أبو

كانَتِ اليَهودُ تَعُدُّ يَومَ عاشوراءَ عيدًا لها؛ تَعظيمًا له؛ وكانَ الباعِثُ على تَعظيمِه شُكرَ اللهِ تَعالى على نَجاةِ موسى عليه السَّلامُ وبَني إسرائيلَ مِن فِرْعَونَ؛ وكانَ مِن جُملةِ تَعظيمِهم له في شَرعِهم أنْ يَصوموه.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ مَزيدةُ بنُ جابِرٍ الهَجَرِيُّ: "قالَتْ أُمِّي: كُنتُ في مَسجِدِ الكوفةِ في خِلافةِ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه، وعلينا أبو موسى الأشعَريُّ" كان واليًا على الكوفةِ في عَهدِ عُثمانَ بنِ عَفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه، والكوفةُ: بَلدةٌ بالعِراقِ، وحاليَّا تَتبَعُ إداريًّا مُحافَظةَ النَّجَفِ، مَنطِقةَ الفُراتِ الأوسَطِ جَنوبَ العاصِمةِ بَغدادَ، وتَبعُدُ عنها بنَحوِ 156 كم، و10 كم شَمالَ شَرقِ النَّجَفِ "فسَمِعتُهُ يَقولُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بصَومِ عاشوراءَ" ويَومُ عاشوراءَ هو يَومُ العاشِرِ مِن شَهرِ المُحرَّمِ، قال أبو موسى رَضيَ اللهُ عنه: "فصوموا"، فوَجَّهَ أبو موسى مَن حَضَرَه بصيامِ ذلك اليَومِ استِجابةً لِأمْرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولِفَضلِ ذلك اليَومِ، فقد رَوَى مُسلِمٌ مِن حَديثِ أبي قَتادةَ مَرفوعًا "أنَّ صيامَ يَومِ عاشوراءَ يُكَفِّرُ سَنةً"، وإنَّما أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بصيامِه لِمَا في الصَّحيحَيْنِ مِن حَديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: "نحن أوْلى بموسى منكم"، والمَعنى: نَحنُ أوْلى بِحُبِّ موسى وموافَقَتِه مِنَ اليَهودِ؛ ومِمَّا أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ به صيامُ يَومِ التَّاسِعِ والعاشِرِ، كما عِندَ مُسلِمٍ؛ مُخالَفةً لِليَهودِ.