هذه هوام من الجن فإذا رأى أحدكم في بيته شيئا فليحرج عليه ثلاث

أرْسى الإسلامُ قاعِدةً عَظيمةً، وهي: لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ، وقد أباحَ قَتلَ ما يُسبِّبُ لنا أذيَّةً مِنَ الحَيَواناتِ ونَحوِها، ومِن ذلك الأمْرُ بقَتلِ الحَيَّاتِ.
وفي هذا الأثَرِ يَقولُ أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رَضيَ اللهُ عنه: "هذه هَوامُّ مِنَ الجِنِّ" يَعني الحَيَّاتِ الصِّغارَ مِنَ الثَّعابينِ، وتُسَمَّى العَوامِرَ، وهي ما يَعمُرُ البُيوتَ مِنَ الجِنِّ، فيَتمَثَّلُ في صُوَرِ الحَيَّاتِ وفي غَيرِها، "فإذا رأى أحَدُكم في بَيتِه شَيئًا فلْيُحرِّجْ عليه ثَلاثَ مَرَّاتٍ" فلْيُعلِمْه ويَدَعْ له مُدَّةَ ثَلاثةِ أيَّامٍ يُؤذِنُه فيها بالخُروجِ مِنَ البَيتِ؛ فلَعَلَّه مِنَ الجِنِّ المُسلِمِ، فلْيَدَعْه يَخرُجْ، "فإنْ رآها بَعدَ ذلك فلْيَقتُلْها؛ فإنَّما هي شَيطانٌ" والمَعنى أنَّها إذا لم تَذهَبْ بَعدَ ثَلاثةِ أيَّامٍ بالإنذارِ عَلِمْنا أنَّها ليستْ مِن عَوامِرِ البُيوتِ، ولا مِمَّنْ أسلَمَ مِنَ الجِنِّ، بل هي شَيطانٌ، فلا حُرمةَ له، فيُقتَلُ، ولن يَجعَلَ اللهُ له سَبيلًا إلى الإضرارِ بالناسِ، بخِلافِ العَوامِرِ ومَن أسلَمَ.
وفي الحَديثِ: الأمْرُ بقَتلِ الحَيَّاتِ التي في البُيوتِ ما لم تَكُنْ عُمَّارًا أو جِنًّا مُسلِمًا.