حديث على ألا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبادة بن الصامت

«كنتُ فيمَن حَضَرَ العَقَبةَ الأُولى، وكنَّا اثنَيْ عَشَرَ رَجُلًا، فبايَعْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على بَيعةِ النِّساءِ -وذلك قبلَ أنْ تُفتَرَضَ الحَربُ-: على ألَّا نُشرِكَ باللهِ شيئًا، ولا نَسرِقَ، ولا نَزنيَ، ولا نَقتُلَ أوْلادَنا، ولا نَأتيَ ببُهتانٍ نَفتَريه بيْنَ أيدينا وأرجُلِنا، ولا نَعصيَه في مَعروفٍ، فإنْ وَفَّيتُم فلكم الجنَّةُ، وإنْ غَشِيتُم مِن ذلك شيئًا فأمْرُكم إلى اللهِ؛ إنْ شاء عَذَّبَكم، وإنْ شاء غَفَرَ لكم.»

مسند الإمام أحمد
عبادة بن الصامت
شعيب الأرناؤوط
صحيح

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 22754 - أخرجه البخاري (3893) ، ومسلم (1709)، وأحمد (22732) واللفظ له

شرح حديث كنت فيمن حضر العقبة الأولى وكنا اثني عشر رجلا فبايعنا رسول الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الأنصارُ هم أوَّلُ مَن قَرَّرَ بعَزمٍ وحَزمٍ أنْ يُهاجِرَ إليهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، على أنْ يُؤمِنوا به ويُوَقِّروه ويَنصُروه، وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيلةَ العَقَبةِ طَلَبَ منهم نُقَباءَ لِيَكونوا وُكلاءَ عن قَومِهم وأهليهم، فخَرَجَ اثنا عَشَرَ نَقيبًا، وبايَعوه على النُّصرةِ والسَّمعِ والطَّاعةِ، وبَشَّرَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّ مَن بايَعَ على ذلك له الجَنَّةُ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ عُبادةُ بنُ الصَّامِتِ: "كُنتُ فيمَن حَضَرَ العَقَبةَ الأُولى" وكانَتْ في مَكةَ قَبلَ الهِجرةِ بعامٍ، والعَقَبةُ هي المَوضِعُ الذي بمِنًى، والتي تُنسَبُ إليها جَمرةُ العَقَبةِ، "وكُنَّا اثنَيْ عَشَرَ رَجُلًا" والاثنا عَشَرَ هم: أسعَدُ بنُ زُرارةَ، ورافِعُ بنُ مالِكٍ، والبَراءُ بنُ مَعرورٍ، وعُبادةُ بنُ الصَّامِتِ، وعَبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بنِ حَرامٍ، وسَعدُ بنُ الرَّبيعِ، وعَبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ، وسَعدُ بنُ عُبادةَ، والمُنذِرُ بنُ عَمرِو بنِ حُبَيشٍ، وأُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ، وسَعدُ بنُ خَيثَمةَ، وأبو الهَيثَمِ بنُ التَّيهانِ، وقيلَ بَدَلَه: رِفاعةُ بنُ عَبدِ المُنذِرِ.
قالَ عُبادةُ رَضيَ اللهُ عنه: "فبايَعْنا رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على بَيعةِ النِّساءِ"، ويَقصِدُ قَولَ اللهِ تَعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ الممتحنة: 12 ]، والمُبايَعةُ: المُعاقَدةُ والمُعاهَدةُ، وسُمِّيتْ بذلك تَشبيهًا لها بالمُعاوَضةِ الماليَّةِ، كأنَّ كُلَّ واحِدٍ منهما يَبيعُ ما عِندَه مِن صاحِبِه؛ فمِن طَرَفِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَعْدُ الثَّوابِ، ومِن طَرَفِهمُ التِزامُ الطَّاعةِ.
"وذلك قَبلَ أنْ تُفرَضَ الحَربُ" ويُقصَدُ بها حَربُ الدِّفاعِ عنِ النَّفسِ، والجِهادُ في سَبيلِ اللهِ وعُلوِّ كَلِمتِه؛ فبايَعوه، "على ألَّا نُشرِكَ باللهِ شَيئًا" على التَّوحيدِ الخالِصِ مِنَ الشِّركِ، وإفرادِ اللهِ تَعالى بالعِبادةِ، "ولا نَسرِقَ"؛ لِأنَّ الإسلامَ جاءَ لِحِمايةِ الأموالِ "ولا نَزنيَ"؛ لِأنَّ الإسلامَ يَحمي أعراضَ الناسِ وأنسَابَهم، "ولا نَقتُلَ أولادَنا"، وإنَّما خَصَّ الأولادَ؛ لِأنَّه قَتلٌ وقَطيعةُ رَحِمٍ، ولِأنَّهم كانوا في الأغلَبِ يَقتُلونَ أولادَهم خَشيةَ الفَقرِ، "ولا نأتيَ ببُهتانٍ نَفتريه بَينَ أيدينا وأرجُلِنا" والافتِراءُ هو الاختِلاقُ والكَذِبُ، والمَعنى: لا تَبهَتوا الناسَ افتراءً واختِلافًا بما لم تَعلَموه منهم، فتَجْنوا عليهم مِن قِبَلِ أيديكم وأرجُلِكم، أيْ: مِن قِبَلِ أنْفُسِكم جِنايةً تَفضَحونَهم بها، وهم بُرآءُ، واليَدُ والرِّجْلُ كِنايةٌ عنِ الذَّاتِ، وقيلَ: نَسَبَ الافتِراءَ إلى اليَدِ والرِّجْلِ بسَبَبِ أنَّ مُعظَمَ الأفعالِ تَقَعُ بهما، وإنْ شارَكَهما سائِرُ الأعضاءِ، "ولا نَعصيَه في مَعروفٍ" والعِصيانُ خِلافُ الطَّاعةِ، والمَعروفُ: اسمٌ جامِعٌ لِكُلِّ ما عُرِفَ مِن طاعةِ اللهِ تَعالى، والإحسانِ إلى الناسِ، "فإنْ وَفَّيتُم فلكمُ الجَنَّةُ، وإنْ غَشَيتُم مِن ذلك شَيئًا فأمْرُكم إلى اللهِ؛ إنْ شاءَ عَذَّبَكم، وإنْ شاءَ غَفَرَ لكم" والمَعنى أنَّ مَن ثَبَتَ على ما بايَعَ عليه، ولم يَرتَكِبْ مَعصيةً مِن هذه المَعاصي التي نُهيَ عنها فثَوابُه مُحَقَّقٌ، وسَيَجِدُه يَومَ القيامةِ عِندَ رَبِّه؛ لِأنَّه لا يُخلِفُ الميعادَ، وأنَّ مَنِ ارتَكَبَ مَعصيةً مِنَ المَعاصي التي تَستَوجِبُ الحَدَّ الشَّرعيَّ، كالزِّنا والسَّرِقةِ، فهو تَحتَ مَشيئةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، إنْ شاءَ غَفَرَ له، فأدخَلَه الجَنَّةَ مع الأوَّلينَ، وإنْ شاءَ عاقَبَه بالنارِ على قَدْرِ جِنايَتِه، ثم أدخَلَه الجَنَّةَ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ صِدقِ النُّقَباءِ في بَيعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: مَشروعيَّةُ اتِّخاذِ نُقَباءَ أو وُكَلاءَ عن جُموعِ الناسِ، كُلُّ نَقيبٍ يُمثِّلُ جُزءًا مُعيَّنًا ويُعبِّرُ عن رَأْيِهم قَبولًا ورَفضًا.
وفيه: أنَّ وَفاءَ المُسلِمِ بأحكامِ الشَّرعِ يُدخِلُه الجَنَّةَ بفَضلِ اللهِ ورَحمَتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن أهل خيبر أعطى رسول
حديث شريف
مسند الإمام أحمدغزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فجهد بالظهر جهدا شديدا
هداية الرواةإن عمر خرج في ركب فيهم عمرو بن العاص حتى وردوا حوضا
هداية الرواةعن يعلى بن مرة الثقفي قال ثلاثة أشياء رأيتها من رسول الله
هداية الرواةأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على بلال وعنده صبرة
هداية الرواةلا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه قالوا وكيف يذل نفسه
هداية الرواةعن النعمان بن بشير أنه قال أنذرتكم النار أنذرتكم النار أنذرتكم النار
هداية الرواةسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء
صحيح الترمذياللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة فقالت عائشة
السلسلة الصحيحةلا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له فإن العامل يعمل
السلسلة الصحيحةسمعت عمار بن ياسر بصفين باليوم الذي قتل فيه وهو ينادي أزلفت الجنة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب