كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالصبيان فيحنكهم ويبرك عليهم فبال

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الأطفالَ حُبًّا شَديدًا، وكان إذا وُلِدَ مَولودٌ لِأحَدِ الصَّحابةِ جِيءَ به إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيَحصُلوا على بَرَكةِ دُعائهِ، فيُسمِّيهِ ويُحَنِّكُهُ ويَدْعو له ويُبارِكُ فيه.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ الصَّحابةَ كانوا يأتونَ بأبنائِهم إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيُحَنِّكُهم، ومعناه: مَضغُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَمْرةً، وأخْذُ عُصارَتِها، ووَضعُها في فَمِ المَولودِ بإصبَعِه الشَّريفةِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثم يَدلُكُ بها حَنَكَه، ثم يَدعو لهم بالبَرَكةِ، وأنْ يُزادَ لهم في كُلِّ ما هو خَيرٌ.ثم أخبَرَتْ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ صَبيًّا قد بالَ في حِجرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَرَشَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الماءَ على المَوضِعِ الذي أصابَه البَولُ، وغَمَرَه بالماءِ، وذلك إذا كان البَولُ مِن صَبيٍّ صَغيرٍ ذَكَرٍ؛ لِأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد وَضَّحَ في الرِّواياتِ -كما عِندَ أبي داودَ- أنَّه يُغسَلُ مِن بَولِ الأُنثى ولا يُرَشُّ، وقد وَرَدَ أنَّه يُنضَحُ على بَولِ الصَّبيِّ الذَّكَرِ إذا كان لم يَطعَمْ، فإذا كان يأكُلُ فإنَّه يُغسَلُ الثَّوبُ الذي يَبولُ عليه.
وفي الحَديثِ: حُسنُ خُلُقِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجَبرُ قُلوبِ الكِبارِ بإكرامِ أطفالِهم وإجلاسِهم في الحِجرِ، ونَحوِ ذلك.