حديث من قوم كذبوا نبيك وأخرجوه من قريش

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عائشة أم المؤمنين

«أنَّ سَعْدًا قالَ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ أنَّه ليسَ أحَدٌ أحَبَّ إلَيَّ أنْ أُجاهِدَهُمْ فِيكَ مِن قَوْمٍ كَذَّبُوا رَسولَكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَخْرَجُوهُ، اللَّهُمَّ فإنِّي أظُنُّ أنَّكَ قدْ وضَعْتَ الحَرْبَ بيْنَنا وبيْنَهُمْ. (وفي رِوايةٍ): مِن قَومٍ كذَّبوا نَبيَّك وأخْرَجوه مِن قُريشٍ.»

صحيح البخاري
عائشة أم المؤمنين
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 3901 -

شرح حديث أن سعدا قال اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

جاهَدَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم في اللهِ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حقَّ الجِهادِ؛ لإعْلاءِ كَلِمتِه، وتَنْفيذًا لأمْرِه، فأُوذوا، وصَبَروا ابتِغاءَ ما عندَ اللهِ سُبحانَه وتعالَى، فمَنَّ اللهُ عليهم بنَصرِه، وردَّ عنهم كَيدَ عَدوِّهم، وفازوا بخَيرَيِ الدُّنْيا والآخِرةِ.
وفي هذا الحَديثِ –وهو جُزءٌ مِن رِوايةٍ مُطوَّلةٍ- تَحْكي أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ سَعدَ بنَ مُعاذٍ الأنْصاريَّ رَضيَ اللهُ عنه قال في قُرَيشٍ يومَ بَني قُرَيْظةَ -وكانتْ بعْدَ غَزْوةِ الأحزابِ مُباشَرةً في ذي القَعْدةِ مِن العامِ الخامِسِ مِن الهِجْرةِ-: «اللَّهمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّه ليس أحدٌ أحبَّ إلَيَّ أنْ أُجاهِدَهم فيكَ مِن قَومٍ كذَّبوا رَسولَكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأخْرَجوه»، أي: مِن مكَّةَ، ويَعني بهم كفَّارَ قُرَيشٍ، كما صُرِّحَ بذلك في الرِّوايةِ الأُخْرى؛ وذلك أنَّ إيذاءَ كفَّارِ قُرَيشٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمُسلِمينَ أوجَبَ عليهمُ الهِجرةَ إلى المَدينةِ، والخُروجَ مِن ديارِهم وأمْوالِهم، وكان سَعدُ بنُ مُعاذٍ رَضيَ اللهُ عنه قد أُصيبَ في أكْحَلِه -وهو عِرقٌ باليَدِ، وقيلَ: في نِهايةِ القدَمِ- في غَزْوةِ الخَندَقِ ( الأحْزابِ )، فقال بعدَما أُصيبَ تلك الإصابةَ: «اللَّهمَّ فإنِّي أظُنُّ أنَّكَ قدْ وضَعْتَ الحَربَ بيْننا وبيْنهم»، يَقصِدُ الحَربَ مع قُرَيشٍ، وأنَّ تلك المَعرَكةَ قدِ انتَهَت بانْسِحابِ قُرَيشٍ، ولم يَقْدِروا على النَّيلِ منَ المُسلِمينَ، ودُخولِ المَدينةِ، وفي تَمامِ مَقولتِه ودُعائِه في رِوايةٍ عندَ البُخاريِّ: «فإنْ كان بَقيَ مِن حَربِ قُرَيشٍ شَيءٌ، فأبْقِني له حتَّى أُجاهِدَهم فيكَ»، يَسأَلُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يُحْييَه حتَّى يُجاهِدَ كفَّارَ قُرَيشٍ في حُروبٍ مُستَقبَلةٍ، إنْ لم يَنْتَهوا عن إيذاءِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، «وإنْ كُنتَ وضَعْتَ الحَربَ»، أي: لا يكونُ هناك حَربٌ بيْن المُسلِمينَ وقُرَيشٍ، «فافْجُرْها»، أي: جِراحَتَه وإصابَتَه حتَّى يكونَ موتُه فيها، وقدْ مات بعْدَ أنْ قَضى في بَني قُرَيْظةَ، وحكَم فيهم بحُكمِ اللهِ ورَسولِه؛ بأنْ يُقتَلَ المُحارِبونَ مِن الرِّجالِ، ويُسْبى النِّساءُ والأطْفالُ.
قيلَ: إنَّ ظنَّ سَعدٍ كان مُصيبًا، وأنَّ دُعاءَه في هذه القِصَّةِ كان مُجابًا؛ وذلك أنَّه لم يقَعْ بيْن المُسلِمينَ وبيْن قُرَيشٍ مِن بعدِ وَقْعةِ الخَندَقِ حَربٌ يكونُ ابتِداءُ القَصْدِ فيها مِن المُشرِكينَ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَجهَّزَ إلى العُمرةِ، فصَدُّوه عن دُخولِ مكَّةَ، وكادتِ الحَربُ أنْ تقَعَ بينَهم فلم تقَعْ؛ كما قال تعالَى: { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } [ الفتح: 24 ]، ثمَّ وقَعَتِ الهُدْنةُ، واعتَمَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن قابِلٍ، واستَمَرَّ ذلك إلى أنْ نَقَضوا العَهدَ، فتَوجَّهَ إليهم غازيًا، ففُتِحَتْ مكَّةُ؛ فعلى هذا فالمُرادِ بقولِه: «أظُنُّ أنَّكَ قدْ وضَعْتَ الحَربَ»، أي: أنْ يَقْصِدونا مُحارِبينَ.
وفي الحَديثِ: فَضيلةُ سَعدِ بنِ مُعاذٍ رَضيَ اللهُ عنه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال إن عبدا
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الزبير في ركب من المسلمين
صحيح البخاريجاءنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على أصحمة النجاشي فكبر عليه أربعا
صحيح البخاريكنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فيرد علينا فلما
صحيح البخاريعن الصنابحي أنه قال له متى هاجرت قال خرجنا من اليمن مهاجرين فقدمنا
صحيح البخاريغزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة
صحيح البخاريغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة
صحيح البخاريكنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه
صحيح البخاريكنا نتحدث بحجة الوداع والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ولا ندري
صحيح البخاريدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي فجلس على فراشي


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب