شرح حديث قلت لابن عباس سورة الحشر قال قل سورة النضير
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
بَنو النَّضيرِ قَبيلةٌ مِن قَبائلِ اليَهودِ الَّتي كانتْ تَسكُنُ المَدينةَ النَّبويَّةَ قبْلَ هِجْرةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليها، ولَمَّا هاجَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى المَدينةِ عقَد معَهم عَهدًا، ولكنَّهم نَقَضوا عَهْدَهم كعادةِ اليَهودِ، وغَدَروا بالمُسلِمينَ، فأجْلاهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنها.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ التَّابعيُّ سَعيدُ بنُ جُبَيرٍ: «قُلتُ لابنِ عبَّاسٍ: سورةُ الحَشرِ، قال: قُلْ: سُورةُ النَّضيرِ»، كأنَّهُ رَضيَ اللهُ عنه كَرِهَ تَسميَتَها بالحَشرِ؛ لئلَّا يُظَنَّ أنَّ المُرادَ يَومُ القيامةِ، وإنَّما المُرادُ به هُنا إخْراجُ بَني النَّضيرِ؛ لأنَّها نَزَلَت فيهم، وذكَر اللهُ فيها الَّذي أصابَهم منَ النِّقْمةِ.
وبَنو النَّضيرِ أجْلاهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمَّا أرادوا الغَدرَ به، وأنْ يُلْقوا عليه حَجَرًا، فأوْحَى اللهُ إليه بذلك، فأمَرَ بإجْلائِهم، وأنْ يَسيروا حيث شاؤوا، فلمَّا سَمِعَ عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولَ والمُنافِقونَ بذلك، بَعَثوا إلى بَني النَّضيرِ: اثْبُتوا وتَمَنَّعوا؛ فإنَّا لنْ نُسلِمَكم، إنْ قُوتِلْتُم قاتَلْنا معَكم، وإنْ أُخرِجْتم خَرَجْنا معَكم، فتَربَّصوا بذلك لِنَصرِهم، فلم يَفْعَلوا، وقذَف اللهُ في قُلوبِهمُ الرُّعبَ، فسَألوا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُجْليَهم، ويكُفَّ عن دِمائِهم، على أنَّ لهُم ما حمَلَتِ الإبلُ مِن أمْوالِهم إلَّا السِّلاحَ، ففعَلَ، فاحْتَمَلوا ذلك، وخَرَجوا إلى خَيْبرَ، وخرَجَ أكثَرُهم إلى الشَّامِ، وكان ذلك في السَّنةِ الثَّالثةِ مِن الهِجْرةِ، وقيلَ: كان في شَهرِ رَبيعٍ الأوَّلِ مِن السَّنةِ الرَّابِعةِ للهِجْرةِ.
وفي الحَديثِ: أنَّ المُعاهَدَ والذِّمِّيَ إذا نقَض العَهدَ صارَ حَربيًّا، وجرَتْ عليه أحْكامُ أهلِ الحَربِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم