حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تحرس الملائكة المدينة من الدجال

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عبدالله بن عباس

«رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْدًا، كَأنَّهُ مِن رِجَالِ شَنُوءَةَ، ورَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبَيَاضِ، سَبِطَ الرَّأْسِ، ورَأَيْتُ مَالِكًا خَازِنَ النَّارِ، والدَّجَّالَ في آيَاتٍ أَرَاهُنَّ اللَّهُ إيَّاهُ؛ {فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} (السجدة: 23). قالَ أَنَسٌ، وأَبُو بَكْرَةَ: عَنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَحْرُسُ المَلَائِكَةُ المَدِينَةَ مِنَ الدَّجَّالِ.»

صحيح البخاري
عبدالله بن عباس
البخاري
[صحيح] [وقوله: قال أنس وأبو بكرة... معلقان، وصلهما في موضعين آخرين]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 3239 - أخرجه البخاري (3239)، ومسلم (165)

شرح حديث رأيت ليلة أسري بي موسى رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانتْ رِحلةُ الإسْراءِ والمِعراجِ مِن المُعجِزاتِ التي أيَّدَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها نَبيَّه مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأكْرَمَه اللهُ وأصْعَدَه مع جِبريلَ إلى السَّمواتِ العُلى، حتَّى أَراه الجَنَّةَ، وأَراه إخوانَه مِن الأنبياءِ، وأَراه مِن آياتِه الكُبْرى.
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جُزءًا مِن قِصَّةِ الإسراءِ والمعراج، وهي حادثةٌ جَرَت فِيما بيْن السَّنةِ الحاديةَ عشْرةَ والسَّنةِ الثَّانيةَ عشْرةَ مِن البَعثةِ، بعْدَ أنْ فَقَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَوجتَه خَديجةَ بنتَ خُوَيلِدٍ وعمَّه أبا طالبٍ اللذَينِ كانا يُؤانِسانِه ويُؤازِرانِه، وبعْدَ ما لاقاهُ مِن أذَى أهْلِ الطَّائفِ، فَضاقتِ الأرضُ بهِ، فواساهُ اللهُ سُبحانَه وتعالَى بهذه الرِّحلةِ المُبارَكةِ تَثبيتًا له، حيثُ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه رَأى في اللَّيلةِ التي أُسرِيَ به لَيلًا مِن المسجِدِ الحرامِ بمكَّةَ إلى المسجِدِ الأقصَى في بَيتِ المَقدِسِ بفِلَسطينَ؛ مُوسى بنَ عِمرانَ نَبيَّ اللهِ عليه السَّلامُ، وَصِفتُه أنَّه آدَمُ، مِن الأُدْمةِ، وهي في النَّاسِ السُّمرةُ الشَّديدةُ، وكان طَويلًا، «جَعْدًا» مِن جُعودةِ الشَّعَرِ، والشَّعرُ الجَعْدُ هو ما فيه الْتِواءٌ وتَقبُّضٌ، أو المرادُ بالجُعودةِ جُعودةُ الجِسمِ، وهي اكتنازُه واجتِماعُه، «كأنَّهُ مِن رِجالِ شَنُوءَةَ» في طُولِه وسُمرتِه، وهي قَبيلةٌ مِن قَبائلِ اليمنِ، وكذلك رَأى نَبيَّ اللهِ عِيسى ابنَ مريمَ عليه السَّلامُ، وكان «رجُلًا مَرْبُوعًا»، أي: وَسَطًا لا قَصيرًا ولا طَويلًا، «مَرْبُوعَ الخَلْقِ»، أي: مُعتدِلَ الخِلقةِ، مائلًا إلى الحُمرة والبَياضِ، فلمْ يكُنْ شَديدَهما، بلْ كان جَمالُه بيْن أبيَضَ مُشرَبًا بحُمرةٍ، «سَبِطَ الرَّأسِ»، أي: مُسترسِلَ الشَّعرِ وليس جَعْدًا، وأخبَرَ أيضًا أنَّه رَأى مالِكًا خازنَ النَّارِ، وهو ملَكٌ مِن مَلائكةِ اللهِ عزَّ وجلَّ أوكَلَه اللهُ بالنَّارِ، ورَأى المسيحَ الدَّجَّالَ، مِن الدَّجلِ، وهو التَّغطيةُ؛ سُمِّي به لأنَّه يُغطِّي الحقَّ بباطلِه، وهو شَخصٌ مِن بَني آدمَ، يَظهَرُ في آخِرِ الزَّمانِ ويَدَّعي الألُوهيَّةَ، وظُهورُه مِن العَلاماتِ الكُبرى ليومِ القِيامةِ، يَبتلي اللهُ به عِبادَه، وأَقْدَره على أشياءَ مِن مَقدوراتِ اللهِ تعالَى؛ مِن إحياءِ المَيِّتِ الَّذي يَقتُلُه، ومِن ظُهورِ زَهرةِ الدُّنيا والخِصْبِ معه، وجَنَّتِه ونارِه، واتِّباعِ كُنوزِ الأرضِ له، وأمْرِه السَّماءَ أنْ تُمطِرَ فتُمطِرَ، والأرضَ أنْ تُنبِتَ فتُنبِتَ؛ فيَقَعُ كلُّ ذلك بقُدرةِ اللهِ تعالَى ومَشيئتِه، ويَقتُلُه نَبيُّ اللهِ عِيسى ابنُ مَريمَ عليه السَّلامُ.
كلُّ ذلك رآهُ مع عَلاماتٍ ودَلائلَ أُخرى أَراهُنَّ اللهُ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما قال تعالَى: { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } [ النجم: 18 ].
وقولُه تعالَى: { فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ } [ السجدة: 23 أي: فلا تكُنْ في شَكٍّ مِن لِقاءِ نَبيِّ اللهِ مُوسى عليه السَّلامُ، كما في سِياقِ الآيةِ، وهو قولُ اللهِ تعالَى: { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيل } [ السجدة: 23 ]، فيكونُ ذِكرُ عِيسى وما يَتبَعُه مِن الآياتِ مُستطْرَدًا لذِكرِ مُوسى عليه السَّلامُ.
ويَحتمِلُ أنْ يكونَ بَعضُ الرُّواةِ قدْ ذكَرَ هذه الآيةَ للاستشهادِ بها على أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَقيَ مُوسى عليه السَّلامُ، على سَبيلِ الإدراجِ.
وفي الحديثِ: استخدامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التَّشبيهَ؛ لتَقريبِ الوصْفِ إلى الأذهانِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريكان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا
صحيح البخاريشكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في
صحيح البخاريبينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما أتاه
صحيح البخاريجاء أبو بكر رضي الله عنه إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا
صحيح البخاريكان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله
صحيح البخاريقال لي إني أراك تحب الغنم وتتخذها فأصلحها وأصلح رعامها فإني سمعت النبي
صحيح البخاريكنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت
صحيح البخاريبعث علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة فقسمها
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا
صحيح البخاريسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خير نسائها مريم ابنة عمران وخير


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب