حديث

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عمرو بن دينار

«قَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} (هود: 5).»

صحيح البخاري
عمرو بن دينار
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4683 -

شرح حديث قرأ ابن عباس ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

يسَّرَ اللهُ سُبحانه وتعالَى حِفظَ كِتابِه القُرآنِ الكَريمِ، وأنْزَلَه على سَبْعةِ أحْرُفٍ تَيسيرًا وتخفيفًا، وعلَّمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِأصْحابِه، فَنَقَلَ كُلٌّ منهم ما تَعلَّمَه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقَرَأ به.
وفي هذا الحَديثِ ذِكْرُ بَعضِ ما قرَأَ به عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما وفَسَّرَه، ففيه أنَّه قرَأ َ قَولَ اللهِ تعالَى: { أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } [ هود: 5 ]، فقَرَأَ ( يَثْنُونَ ) بفَتْحِ الياءِ وسُكونِ الثَّاءِ وضَمِّ النُّونِ، وهي القراءةُ المشهورةُ، و{ صُدُورَهُمْ } مَنْصوبٌ به.
وقدْ ورَد عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما في حديثٍ آخَرَ في صحيحِ البُخاريِّ أنَّه قرأ: ( أَلَا إنَّهُمْ تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ )، ولا يُقرَأُ بها في الصَّلاةِ، ومعناها: جَعْلُ الفِعلِ للصُّدورِ، أي: تَنْثَني وتنعَطِفُ.
ورَوى غيرُ عَمرِو بنِ دِينارٍ عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّه فسَّر قولَه تعالى: { يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ } بأنَّهم يُغطُّون رُؤوسَهم.
ومعنى الآيةِ: أنَّ المشرِكينَ قدْ بالَغَوا في عَداوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكانوا يَظنُّونَ أنَّ أحوالَهم تَخفَى على اللهِ تعالَى، فيَثْنونَ صُدورَهم، أي: يَطوُونَها على عَداوةِ المسلمينَ ويُخفونَ فيها مِنَ الشَّحناءِ والعداوةِ ما اللهُ به عليمٌ، ويُظهِرونَ خِلافَ ذلك، واللهُ أعلمُ بِحالِهم وسِرِّهم حِين يأْوُون إلى فِراشِهم ويُغطُّونَ رُؤوسَهم.
وقدْ جاءَ عَن ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما تَفسيرُها أيضًا، كما في الرِّوايةِ الأُخرى في صحيحِ البُخاريِّ، والمعنى: كان أُناسٌ يَستحيون أنْ يَذْهَبوا إلى الخلاءِ لقضاءِ حاجتِهم وهم عُراةٌ ليس عليهم ثيابٌ، فتَظهرَ عورتُهم في الفضاءِ ليس بينها وبين السَّماءِ شيءٌ، وأنْ يُجامِعوا نِساءَهم ويُباشِروهنَّ فيُفضوا إلى السَّماءِ، فتظهرَ عوارتُهم ويُكشَفون، فكانوا يُميلون صُدورَهم ويُغطُّون رؤوسَهم مُستخفِين، فنزلتْ هذه الآيةُ؛ ليُعلِمَهم اللهُ أنَّه يَعلمُ ما يُسرُّون وما يُعلِنون.
وفسَّرَ ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما أيضًا قولَه تعالَى في قِصَّةِ لوطٍ: { وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا } [ هود: 77 ]، بأنَّ معناه: ساءَ ظنُّ لُوطٍ عليه السَّلامُ بِقومِه، وضاقَ بأَضيافِه الَّذين أتَوْه.
فالضميرُ الأوَّلُ للقَومِ، والثَّاني للأضيافِ، فاختلف الضَّميرانُ.
وقيل: سِيءَ بهم، معناه: ساءَه مَجيءُ الأَضيافِ.
ومعنى الآية: وحين جاء الملائكةُ إلى لوطٍ عليه السَّلامُ بعد مُفارقتِهم لإبراهيم، ساءه وأحزنه مجيئُهم؛ لأنَّه كان لا يَعرِفُهم، أو ساء ظَنُّ لُوطٍ بقَومِه؛ لأنَّه كان يَعرِفُ أنَّ قَومَه قَومُ سَوءٍ، فخَشِيَ أن يعتَدِيَ قَومُه عليهم بعادتهم الشَّنيعةِ، وهو عاجِزٌ عن الدِّفاعِ عنهم.
وقوله: { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا } تصويرٌ بَديعٌ لنَفادِ حِيلتِه، واغتمامِ نَفْسِه وعَجْزِه عن وُجودِ حيلةٍ للخُروجِ مِن المكروهِ الذي حَلَّ بهم، فضِيقُ الذَّرعِ عبارةٌ عن ضيقِ الوُسعِ.
وقيل: هو مِن ذَرَعَه القَيءُ، أي: غلبه.
ومعناه: ضاق عن حَبْسِه المكروهَ في نَفْسِه.
وذكَرَ ابنُ عبَّاسٍ أنَّ قوله تعالَى: { بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ } [ هود: 81 ] في قولِه: { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ } [ هود: 81 ]، معناه: بِسَوادِ اللَّيْلِ، يعني: إذا بَقِيَ منه قِطعةٌ أو جُزءٌ، ومعنى الآيةِ: فاخرُجْ من هذه القريةِ مَصحوبًا بالمؤمنين مِن أهلِك في جُزءٍ مِن سَوادِ اللَّيلِ يكفي لابتعادِك عن هؤلاء المجرِمين.
وفسَّر التابعيُّ مجاهِدُ بنُ جَبرٍ قَولَه: { أُنِيبُ } في قولِه: { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [ هود: 88 أي: أرجِعُ، والمعنى: واللهُ وَحْدَه هو الذي إليه أرجِعُ في كُلِّ أُموري.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريقدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس
صحيح البخاريقدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد
صحيح البخاريقد رأيتني مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد حضرت العصر وليس معنا
صحيح البخاريقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه فقال أعرابي
صحيح البخاريقالت عائشة وا رأساه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك لو
صحيح البخاريقال لي ابن عباس هل تزوجت قلت لا قال فتزوج فإن خير هذه
صحيح البخاريقال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال
صحيح البخاريقال عمر رضي الله عنه أوصي الخليفة بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم
صحيح البخاريقال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيم
صحيح البخاريقال علي لا تحرم يعني من زنى بأم امرأته فلا تحرم عليه زوجته
صحيح البخاريقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي إن الله أمرني أن أقرأ عليك
صحيح البخاريقال أبو جهل اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب