حديث إنما أنا مبلغ والله يهدي وقاسم والله يعطي فمن بلغه مني شيء بحسن

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث معاوية بن أبي سفيان

«إنَّما أنا مُبَلِّغٌ واللهُ يَهْدي، وقاسِمٌ واللهُ يُعْطي، فمَن بلَغَه مِنِّي شَيءٌ بحُسنِ رَغبةٍ وحُسنِ هَدْيٍ، فإنَّ ذلك الذي يُبارَكُ له فيه، ومَن بلَغَه مِنِّي شَيءٌ بسُوءِ رَغبةٍ وسُوءِ هَدْيٍ، فذاكَ الذي يأكُلُ ولا يَشبَعُ.»

مسند الإمام أحمد
معاوية بن أبي سفيان
شعيب الأرناؤوط
صحيح لغيره

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 16936 - أخرجه مسلم (1037)، وأحمد (16936) واللفظ له

شرح حديث إنما أنا مبلغ والله يهدي وقاسم والله يعطي فمن بلغه مني شيء


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

المالُ مِن فِتَنِ الحَياةِ الدُّنيا، ويَنبَغي لِلمُؤمِنِ أنْ يَصونَ نفْسَه بمَعرِفةِ ما فيه مِن خَيرٍ وشَرٍّ؛ فيَحتَرِزَ مِن الوُقوعِ في شَرِّه، ويَعرِفَ حَقَّ اللهِ في المالِ فيُؤدِّيَه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه إنَّما هو مُبلِّغٌ عنِ اللهِ أوامِرَه ونَواهيَه للنَّاسِ، ولكِنَّ اللهَ هو الَّذي يُوفِّقُ للهِدايةِ، وليس للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخْلٌ في هِدايةِ أحَدٍ، وأخبَرَ أيضًا أنَّه قاسِمٌ يَقسِمُ بيْنَ النَّاسِ بأمْرِ اللهِ، ويضَعُ حيثُ أُمِرَ، فلا يُعْطي أحدًا، ولا يَمنَعُ أحدًا إلَّا بإذنٍ مِن اللهِ، فمَن أعْطاه قَليلًا، فهذا بقَدَرِ اللهِ، ومَن أعْطاه كَثيرًا، فهذا أيضًا بقَدَرِ اللهِ، فاللهُ هوَ المُعْطي والمانِعُ على الحَقيقةِ، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعْطي بحسَبِ ما يُيسِّرُ اللهُ له.
ولعلَّ سَببَ قَولِه لذلك تَطْييبُه لقُلوبِ النَّاسِ؛ لمُفاضَلتِه بعضَهم بالعَطاءِ؛ فالمالُ للهِ، والعبادُ للهِ، والنَّبيُّ قاسمٌ بإذْنِه، فمَن قسَم له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرًا، فبقَدَرِ اللهِ تعالَى، وما سَبَق له في الكِتابِ، وكذا مَن قسَم له قَليلًا؛ فلا يَزيدُ الرَّسولُ لأحدٍ في رِزقِه، كما لا يَستَطيعُ أنْ يَزيدَ له في أجَلِه.
ثمَّ بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن بَلَغه شَيءٌ مِن المالِ قسَمَه له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دونَ طلَبٍ منه، وبغَيرِ إلْحاحٍ في السُّؤالِ، ولا طَمعٍ، ولا حِرصٍ، ولا إكْراهٍ، أو إحْراجٍ للمُعْطِي، وأخَذَه بحُسنِ أدبٍ ورِضا نفْسٍ -كَثُرَ ونَمَا، وكان رِزْقًا حَلالًا يَشعُرُ بلَذَّتِه، ويكونُ ذلك الشَّخصُ هو الَّذي يُبارِكُ اللهُ له في العَطاءِ، وعلى العَكسِ مِن ذلك؛ فمَن وَصَل إليه شَيءٌ مِن المالِ، أوِ العَطاءِ، وكان قدْ طلَبَه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جشَعًا، واستِكْثارًا، وعن عدَمِ حاجةٍ، بلْ أخَذَهُ بإلْحاحٍ في السُّؤالِ، وتَطلُّعٍ لِمَا في أيْدِي غَيرِه، وشِدَّةِ حِرْصٍ على تَحصِيلِه، معَ إكْراهِ المُعطِي وإحْراجِه -لم يكُنْ له فيه بَرَكةٌ، ولا يُبارَكُ له في هذا المالِ، ولا يَشبَعُ منه، ويكونُ مِثلَ الَّذي يَأكُلُ الطَّعامَ، ولكنَّه لا يَشبَعُ أبدًا؛ لجَشَعِه وسُوءِ طَويَّتِه.
وفي الحَديثِ: أنَّ المُكتسِبَ للمالِ مِن غيرِ حِلِّه غيرُ مُبارَكٍ له فيه.
وفيه: أنَّ الأرزاقَ والأموالَ إنَّما هي أمانةٌ مِن اللهِ تعالَى عندَ النَّاسِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدمن ترك مالا فلورثته ومن ترك دينا أو ضيعة فإلي وأنا ولي من
مسند الإمام أحمدإن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم
مسند الإمام أحمداستأذن عمرو بن العاص على فاطمة فأذنت له قال ثم علي قالوا لا
مسند الإمام أحمدأنه مر على عبد الرحمن بن سمرة وهو على نهر أم عبد الله
مسند الإمام أحمدصليت العشاء الآخرة بالبصرة ومطرنا ثم جئت أستفتح قال فقال لي أبي أسامة
مسند الإمام أحمدأنه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو
مسند الإمام أحمدعن عثمان بن عفان أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق ثم غسل وجهه
مسند الإمام أحمدأن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جرح فآذته الجراحة فدب
مسند الإمام أحمدتقعد الملائكة يوم الجمعة على أبواب المسجد معهم الصحف يكتبون الناس فإذا خرج
مسند الإمام أحمدالتفل في المسجد سيئة ودفنه حسنة
مسند الإمام أحمدإذا خطب أحدكم امرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما
مسند الإمام أحمدذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما خديجة فأطنب في الثناء عليها


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب