إعراب الآية 22 من سورة ص , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 22 من سورة ص .
  
   

إعراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا


{ إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ( ص: 22 ) }
﴿إِذْ دَخَلُوا﴾: مثل من "إذ تسوروا"، بدل من "إذ" الأولى.
﴿عَلَى دَاوُدَ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "دخلوا".
﴿فَفَزِعَ﴾: الفاء: حرف جر.
فزع: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿مِنْهُمْ﴾: من: حرف جر.
و "الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بـ "من".
و"الميم": للجماعة.
والجارّ والمجرور متعلّقان بـ "فزع".
﴿قَالُوا﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الضم لاتصاله بواو الجماعة، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿لَا﴾: حرف نهي وجزم.
﴿تَخَفْ﴾: فعل مضارع مجزوم بـ "لا".
وعلامة جزمه السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿خَصْمَانِ﴾: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: نحن خصمان.
﴿بَغَى﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدر على الألف للتعذّر.
﴿بَعْضُنَا﴾: بعض: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و "نا": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿عَلَى بَعْضٍ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "بغى".
﴿فَاحْكُم﴾: الفاء: حرف رابط لجواب الشرط.
احكم: فعل أمر مبنيّ على السكون، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
﴿بَيْنَنَا﴾: بين: ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلّق بـ "احكم".
و "نا": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿بِالْحَقِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بنعت مصدر محذوف.
﴿وَلَا تُشْطِطْ﴾: الواو: حرف عطف.
لا تشطط: مثل "لا تخف".
﴿وَاهْدِنَآ﴾: مثل "احكم"، وعلامة بنائه حذف حرف العلّة.
و "نا": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
﴿إِلَى سَوَآءِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ "اهدنا".
﴿الصِرَاطِ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
وجملة "دخلوا" في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة "فزع" في محلّ جرّ معطوفة على جملة "ادخلوا".
وجملة "قالوا" لا محلّ لها من الإعراب، لأنها استئنافيّة.
وجملة "لا تخف" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "نحن خصمان" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئناف في حيز القول.
وجملة "بغي بعضنا" في محلّ رفع نعت لـ "خصمان".
وجملة "احكم" في محلّ جزم جواب شرط مقدر، أي: إن سمعت قصتنا فاحكم.
وجملة "لا تشطط" معطوفة على جملة "احكم".
وجملة "اهدنا" معطوفة على جملة "احكم".


الآية 22 من سورة ص مكتوبة بالتشكيل

﴿ إِذۡ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُۥدَ فَفَزِعَ مِنۡهُمۡۖ قَالُواْ لَا تَخَفۡۖ خَصۡمَانِ بَغَىٰ بَعۡضُنَا عَلَىٰ بَعۡضٖ فَٱحۡكُم بَيۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ وَلَا تُشۡطِطۡ وَٱهۡدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَٰطِ ﴾
[ ص: 22]


إعراب مركز تفسير: إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا


﴿إِذْ﴾: ظَرْفُ زَمَانٍ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
﴿دَخَلُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿عَلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿دَاوُودَ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ لِأَنَّهُ مَمْنُوعٌ مِنَ الصَّرْفِ.
﴿فَفَزِعَ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( فَزِعَ ) فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿مِنْهُمْ﴾: ( مِنْ ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿قَالُوا﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ لِاتِّصَالِهِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿لَا﴾: حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَخَفْ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُونُ الظَّاهِرُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿خَصْمَانِ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الْأَلِفُ لِأَنَّهُ مُثَنًّى، وَالْمُبْتَدَأُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ "نَحْنُ".
﴿بَغَى﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿بَعْضُنَا﴾: فَاعِلٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿عَلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿بَعْضٍ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿فَاحْكُمْ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ رَابِطٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( احْكُمْ ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿بَيْنَنَا﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿بِالْحَقِّ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( الْحَقِّ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿وَلَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَا ) حَرْفُ نَهْيٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تُشْطِطْ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَجْزُومٌ وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُونُ الظَّاهِرُ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿وَاهْدِنَا﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( اهْدِ ) فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ الْعِلَّةِ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿إِلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿سَوَاءِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الصِّرَاطِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.


( إِذْ ) بدل من إذ السابقة
( دَخَلُوا ) ماض وفاعله
( عَلى داوُدَ ) متعلقان بدخلوا والجملة في محل جر بالإضافة
( فَفَزِعَ ) الفاء حرف عطف وماض فاعله مستتر
( مِنْهُمْ ) متعلقان بفزع والجملة معطوفة على ما قبلها فهي مثلها في محل جر
( قالُوا ) ماض وفاعله
( لا ) ناهية
( تَخَفْ ) مضارع مجزوم بلا وفاعله مستتر
( خَصْمانِ ) خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالألف لأنه مثنى والجملة مقول القول
( بَغى ) ماض
( بَعْضُنا ) فاعل
( عَلى بَعْضٍ ) متعلقان ببغى وجملة بغى صفة لخصمان
( فَاحْكُمْ ) الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر
( بَيْنَنا ) ظرف مكان
( بِالْحَقِّ ) متعلقان باحكم
( وَلا ) الواو حرف عطف ولا ناهية
( تُشْطِطْ ) مضارع مجزوم والجملة معطوفة على احكم لا محل لها وجملة احكم جواب شرط مقدر لا محل لها
( وَاهْدِنا ) الواو حرف عطف واهدنا أمر فاعله مستتر ونا مفعوله
( إِلى سَواءِ ) متعلقان باهدنا
( الصِّراطِ ) مضاف إليه والجملة معطوفة على تشطط لا محل لها

إعراب الصفحة 454 كاملة


تفسير الآية 22 - سورة ص

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 22 - سورة ص

إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط

سورة: ص - آية: ( 22 )  - جزء: ( 23 )  -  صفحة: ( 454 )

أوجه البلاغة » إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا :

إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ ( 22 ) ولك أن تجعل { إذ } اسماً للزمن الماضي مجرداً عن الظرفية وتجعله بدل اشتمال من { الخصم } لما في قوله تعالى : { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها } [ مريم : 16 ] ، فالخصم مشتمل على زمن تسورهم المحراب ، وخروج { إذ } عن الظرفية لا يختص بوقوعها مفعولاً به بل المراد أنه يتصرف فيكون ظرفاً وغير ظرف .

والتسور : تفعل مشتق من السور ، وهو الجدار المحيط بمكان أو بلدٍ يقال : تَسوّر ، إذا اعتلى على السور ، ونظيره قولهم : تسنم جملَهُ ، إذا علا سَنامه ، وتَذَرأه إذا علا ذروته ، وقريب منه في الاشتقاق قولهم : صَاهى ، إذا ركب صهوة فرسه .

والمعنى : أن بيت عبادة داود عليه السلام كان محوطاً بسُور لئلا يدخله أحد إلا بإذن من حارس السور .

و { المحراب } : البيت المتّخذ للعبادة ، وتقدم عند قوله تعالى : { يعملون له ما يشاء من محاريب } في سورة [ سبأ : 13 ] .

و { إذْ دَخلُوا } بدل من { إذْ تَسَوَّرُوا } لأنهم تسوروا المحراب للدخول على داود .

والفزع : الذُّعر ، وهو انفعال يظهر منه اضطراب على صاحبه من توقع شدة أو مفاجأة ، وتقدم في قوله : { لا يحزنهم الفزع الأكبر } في سورة [ الأنبياء : 103 ] . قال ابن العربي في كتاب «أحكام القرآن» : إن قيل : لِم فَزع داود وقد قويت نفسه بالنبوءة؟ وأجاب بأن الله لم يضمن له العصمة ولا الأمن من القتل وكان يخاف منهما وقد قال الله لموسى { لا تَخَف } وقبلَه قيل للوط . فهم مُؤمَّنون من خوف ما لم يكن قيل لهم إنكم منه معصومون اه .

وحاصل جوابه : أن ذلك قد عرض للأنبياء إذ لم يكونوا معصومين من إصابة الضرّ حتى يؤمّن الله أحدَهم فيطمئن والله لم يؤمن داود فلذلك فزع . وهو جواب غير تام الإِقناع لأن السؤال تضمن قول السائل وقد قويت نفسه بالنبوءة فجعل السائل انتفاءَ تطرّق الخوف إلى نفوس الأنبياء أصلاً بنى عليه سؤاله ، وهو أجاب بانتفاء التأمين فلم يطابق سؤال السائل . وكان الوجه أن ينفي في الجواب سلامة الأنبياء من تطرق الخوف إليهم . والأحسن أن نجيب :

أولاً : بأن الخوف انفعال جبليّ وضعه الله في أحوال النفوس عند رؤية المكروه فلا تخلو من بوادره نفوس البشر فيعرض لها ذلك الانفعال بادِىءَ ذي بَدءٍ ثم يطرأ عليه ثبات الشجاعة فتدفعه على النفس ونفوس الناس متفاوتة في دوامه وانقشاعه ، فأمَّا إذا أمَّن الله نبيئاً فذلك مقام آخر كقوله لموسى { لا تخف } وقوله للنبيء صلى الله عليه وسلم { فسيكفيكهم اللَّه } [ البقرة : 137 ] . وثانياً : بأن الذي حصل لداود عليه السلام فزع وليس بخوف . والفَزع أعمّ من الخوف إذ هو اضطراب يحصل من الإِحساس بشيء شأنُه أن يتخلص منه وقد جاء في حديث خسوف الشمس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج فَزِعاً ، أي مسرعاً مبادراً للصلاة توقّعاً أن يكون ذلك الخسوف نذير عذاب " ، ولذلك قال القرآن { فَفَزِعَ منهم } ولم يقل : خاف . وقال في إبراهيم عليه السلام { فأوجس منهم خِيفَة } [ الذاريات : 28 ] أي توجُّساً ما لم يبلغ حدّ الخوف . وأما قول الخصم لداود { لاَ تَخَف } فهو قول يقوله القادِم بهيئة غير مألوفة من شأنها أن تريب الناظر .

وثالثاً : أن الأنبياء مأمورون بحفظ حياتهم لأن حياتهم خير للأمة فقد يفزع النبي من توقع خطر خشية أن يكون سبباً في هلاكه فينقطع الانتفاع به لأمته . وقد جاء في حديث عائشة : «أن النبي صلى الله عليه وسلم أرق ذات ليلة فقال : ليَت رجلاً صالحاً من أصحابي يَحرسنِي الليلةَ إذ سمعنا صوت السلاح فقال : من هذا؟ قال : سَعد بن أبي وقاص جئتُ لأحرسك . قالت : فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا غطيطه» .

وروى الترمذي : أن العباس كان يحرس النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل قوله تعالى : { واللَّه يعصمك من الناس } [ المائدة : 67 ] فتركت الحراسة .

ومعنى { بَغَى بعضنا } اعتدى وظلم . والبغي : الظلم ، والجملة صفة ل { خَصْمَانِ } والرابط ضمير { بعضنا } ، وجاء ضمير المتكلم ومعه غيره رعياً لمعنى { خصمان } .

ولم يبينا الباغي منهما لأن مقام تسكين روع داود يقتضي الإِيجاز بالإِجمال ثم يعقبه التفصيل ، ولإِظهار الأدب مع الحاكم فلا يتوليان تعيين الباغي منهما بل يتركانه للحاكم يعيّن الباغي منهما في حكمه حين قال لأحدهما : { لقد ظلمكَ بسؤاللِ نعجتك إلى نعاجه } .

والفاء في { فاحْكم بيننا بالحق } تفريع على قوله : { خصمان } لأن داود عليه السلام لمّا كان مَلِكاً وكان اللذان حضرا عنده خصمين كان طلب الحكم بينهما مفرعاً على ذلك .

والباء في { بالحق } للملابسة ، وهي متعلقة ب { احكم . } وهذا مجرد طلب منهما للحق كقول الرجل للنبيء صلى الله عليه وسلم الذي افتدى ابنَه ممن زنى بامرأته : فاحكم بيننا بكتاب اللَّه .

والنهي في { لا تشطط } مستعمل في التذكير والإِرشاد .

و { تشطط } : مضارع أشط ، يقال : أشط عليه ، إذا جَار عليه ، وهو مشتق من الشطط وهو مجاوزة الحد والقدر المتعارف .

ومخاطبة الخصم داود بهذا خارجة مخرج الحرص على إظهار الحق وهو في معنى الذكرى بالواجب فلذلك لا يعدّ مثلها جفاء للحاكم والقاضِي ، وهو من قبيل : اتَّق الله في أمري . وصدوره قبل الحكم أقرب إلى معنى التذكير وأبعد عن الجفاء ، فإن وقع بعد الحكم كان أقرب إلى الجفاء كالذي قال للنبيء صلى الله عليه وسلم في قسمة قسمها «اعْدِل ، فقال له الرسول : ويلك فمن يعدل إن لم أعدل» .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة ص mp3 :

سورة ص mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة ص

سورة ص بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة ص بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة ص بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة ص بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة ص بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة ص بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة ص بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة ص بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة ص بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة ص بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب