إعراب الآية 23 من سورة يونس , صور البلاغة و معاني الإعراب.
إعراب فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ياأيها الناس إنما
{ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( يونس: 23 ) }
﴿فَلَمَّا﴾: الفاء: حرف عطف.
لما: ظرف بمعني "حين" متضمن معنى الشرط متعلق بمضمون الجواب.
﴿أَنْجَاهُمْ﴾: أنجي: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف، و"هم": ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿إِذَا﴾: حرف فجائي.
﴿هُمْ﴾: ضمير مبني منفصل مبني في محل رفع مبتدأ.
﴿يَبْغُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: فاعل.
﴿فِي الْأَرْضِ﴾: جار ومجرور متعلقان بـ"يبغون".
﴿بِغَيْرِ﴾: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من فاعل "يبغون"، أي: مجانبين للحق.
﴿الْحَقِّ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿يَاأَيُّهَا﴾: يا: حرف نداء.
أي: منادي مبني على الضم في محل نصب مفعول به الفعل محذوف تقديره: أنادي، و"ها": حرف تنبيه.
﴿النَّاسُ﴾: بدل من "أيّ" أو عطف بيان تبعه في الرفع لفظًا.
﴿إِنَّمَا﴾: إنّ: حرف توكيد بطل عمله.
ما: حرف كافّ.
﴿بَغْيُكُمْ﴾: بغي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و "كم": مضاف إليه.
﴿عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ.
و"كم": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿مَتَاعَ﴾: مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب بالفتحة.
﴿الْحَيَاةِ﴾: مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
﴿الدُّنْيَا﴾: نعت للحياة مجرور، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف.
﴿إِلَيْنَا﴾: إلى: حرف جر، و"نا": ضمير مبني في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
﴿مَرْجِعُكُمْ﴾: مرجع: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و"كم": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿فَنُنَبِّئُكُمْ﴾: الفاء: حرف عطف.
ننبئ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستر فيه وجوبًا تقديره: نحن، و"كم": ضمير مبني مفعول به.
﴿بِمَا﴾: بما: حرف جر.
ما: اسم موصول مبني في محل جر، والجار والمجرور متعلقان بـ"ننبئكم".
﴿كُنْتُمْ﴾: كان: فعل ماض ناقص مبني على السكون، و"تم": ضمير مبني في محل نصب اسم "كان".
﴿تَعْمَلُونَ﴾: فعل مضارعه مرفوع بثبوت النون، والواو: فاعل.
وجملة "أنجاهم" في محل جر بإضافة "لما" إليها.
وجملة "هم يبغون" لا محل لها من الإعراب، لأنها جواب شرط غير جازم.
وجملة "يبغون" في محل رفع خبر المبتدأ "هم".
وجملة "يا أيها الناس" لا محل لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "إنما بغيكم على أنفسكم" لا محل لها من الإعراب، لأنها جواب النداء.
وجملة "تتمتعون متاع" لا محل لها من الإعراب، لأنها استئنافية.
وجملة "إلينا مرجعكم" لا محل لها من الإعراب، لأنها معطوفة على الجملة الاستئنافية.
وجملة "ننبئكم" لا محل لها من الإعراب، لأنها معطوفة على جملة "إلينا مرجعكم".
وجملة "كنتم تعملون" لا محل لها من الإعراب، لأنها صلة الموصول "ما" الاسمي أو الحرفي.
وجملة "تعملون" في محل نصب خبر "كنتم".
﴿ فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنفُسِكُم ۖ مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾
[ يونس: 23]
إعراب مركز تفسير: فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ياأيها الناس إنما
﴿فَلَمَّا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَمَّا ) ظَرْفُ زَمَانٍ شَرْطِيٌّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ.
﴿أَنْجَاهُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ فِعْلُ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿إِذَا﴾: حَرْفُ فُجَاءَةٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿هُمْ﴾: ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿يَبْغُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ.
﴿فِي﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿الْأَرْضِ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بِغَيْرِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( غَيْرِ ) اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْحَقِّ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿يَاأَيُّهَا﴾: ( يَا ) حَرْفُ نِدَاءٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ( أَيُّ ) مُنَادًى مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ، وَ( هَا ) حَرْفُ تَنْبِيهٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿النَّاسُ﴾: عَطْفُ بَيَانٍ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿إِنَّمَا﴾: كَافَّةٌ وَمَكْفُوفَةٌ.
﴿بَغْيُكُمْ﴾: مُبْتَدَأٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿عَلَى﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿أَنْفُسِكُمْ﴾: اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرُ الْمُبْتَدَإِ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿مَتَاعَ﴾: مَفْعُولٌ مُطْلَقٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ "تَتَمَتَّعُونَ" مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الْحَيَاةِ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الدُّنْيَا﴾: نَعْتٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿ثُمَّ﴾: حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحٍ.
﴿إِلَيْنَا﴾: ( إِلَى ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ( نَا ) ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ، وَشِبْهُ الْجُمْلَةِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ.
﴿مَرْجِعُكُمْ﴾: مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿فَنُنَبِّئُكُمْ﴾: "الْفَاءُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( نُنَبِّئُ ) فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "نَحْنُ".
﴿بِمَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( مَا ) اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿كُنْتُمْ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ نَاسِخٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ اسْمُ كَانَ.
﴿تَعْمَلُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ خَبَرُ كَانَ، وَجُمْلَةُ: ( كُنْتُمْ ... ) صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
( فَلَمَّا ) الفاء استئنافية ولما الحينية ظرف زمان
( أَنْجاهُمْ ) ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والهاء مفعوله والفاعل مستتر والجملة مضاف إليه
( إِذا ) الفجائية
( هُمْ ) مبتدأ والجملة جواب لما لا محل لها من الإعراب
( يَبْغُونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر: هم
( فِي الْأَرْضِ ) متعلقان بيبغون
( بِغَيْرِ الْحَقِّ ) متعلقان بيبغون والحق مضاف إليه
( يا ) أداة نداء
( أَيُّهَا ) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب على النداء والها للتنبيه
( النَّاسُ ) بدل من أي أو عطف بيان وجملة النداء لا محل لها
( إِنَّما ) كافة ومكفوفة
( بَغْيُكُمْ ) مبتدأ والكاف مضاف إليه
( عَلى أَنْفُسِكُمْ ) متعلقان بالخبر المحذوف والجملة مستأنفة
( مَتاعَ ) مفعول لأجله
( الْحَياةِ ) مضاف إليه
( الدُّنْيا ) صفة مجرورة بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر
( ثُمَّ ) عاطفة
( إِلَيْنا ) متعلقان بخبر مقدم محذوف
( مَرْجِعُكُمْ ) مبتدأ مؤخر والكاف مضاف إليه والجملة معطوفة
( فَنُنَبِّئُكُمْ ) الفاء عاطفة ومضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة.
( بِما ) ما موصولية ومتعلقان بننبئكم
( كُنْتُمْ ) كان واسمها والجملة صلة
( تَعْمَلُونَ ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر كنتم
تفسير الآية 23 - سورة يونس
تفسير الجلالين | التفسير الميسر | تفسير السعدي |
تفسير البغوي | التفسير الوسيط | تفسير ابن كثير |
تفسير الطبري | تفسير القرطبي | Tafsir English |
الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 23 - سورة يونس
فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ثم إلينا مرجعكم فننبئكم بما كنتم تعملون
سورة: يونس - آية: ( 23 ) - جزء: ( 11 ) - صفحة: ( 211 )أوجه البلاغة » فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ياأيها الناس إنما :
وأتى بحرف ( إذا ) الفجائية في جواب ( لما ) للدلالة على تعجيلهم بالبغي في الأرض عقب النجاة .
والبغي : الاعتداء . وتقدم في قوله : { والإثم والبغي بغير الحق } في سورة [ الأعراف : 33 ]. والمراد به هنا الإشراك كما صُرح به في نظيرها { فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون } [ العنكبوت : 65 ]. وسمي الشرك بغياً لأنه اعتداء على حق الخالق وهو أعظم اعتداء ، كما يسمى ظلماً في آيات كثيرة منها قوله : { إن الشرك لظلم عظيم } [ لقمان : 13 ]. ولا يحسن تفسير البغي هنا بالظلم والفساد في الأرض ، إذ ليس ذلك شأن جميعهم فإن منهم حلماء قومهم ، ولأنه لا يناسب قولَه بعد { إنما بغيكم على أنفسكم }. ولمعنى هذه الآية في القرآن نظائر ، كقوله : { وإذا مس الإنسان ضر دعا ربّه منيباً إليه ثم إذا خَوَّله نعمة منه نسي ما كَان يدعُو إليه من قبل وجَعل لله أنداداً ليضل عن سبيله }
[ الزمر : 8 ] الآية .
وزيادة { في الأرض } لمجرد تأكيد تمكنهم من النجاة . وهو كقوله تعالى : { فلما نجّاهم إلى البر فمنهم مقتصد } [ لقمان : 32 ] أي جعلوا مكان أثر النعمة بالنجاة مكاناً للبغي .
وكذلك قوله : { بغير الحق } هو قيد كاشف لمعنى البغي ، إذ البغي لا يكون بحق ، فهو كالتقييد في قوله تعالى : { ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله } [ القصص : 50 ].
استئناف خطاب للمشركين وهم الذين يبغون في الأرض بغير الحق .
وافتُتح الخطاب ب { يأيها الناس لاستصغاء أسماعهم . والمقصود من هذا تحذير المشركين ثم تهديدهم .
وصيغة قصر البغي على الكون مُضراً بهم كما هو مفاد حرف الاستعلاء تنبيه على حقيقة واقعية وموعظة لهم ليعلموا أن التحذير من الشرك والتهديد عليه لرعي صلاحهم لا لأنهم يضرونه كقوله : { ولا تضروه شيئاً } [ التوبة : 39 ]. فمعنى ( على ) الاستعلاء المجازي المكنَّى به عن الإضرار لأن المستعلي الغالب يضر بالمغلوب المستعلَى عليه ، ولذلك يكثر أن يقولوا : هذا الشيء عليك ، وفي ضده : هذا الشيء لك ، كقوله : { من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها } [ فصلت : 46 ]. ويقول المقر : لك عليّ كذا . وقال توبة بن الحمير :
وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تُقاها أو عليها فجورها
وقال السموأل اليهودي :
أليَ الفضل أمْ عليّ إذا حُو ... سِبْتُ أني على الحساب مُقيت
وذلك أن ( على ) تدل على الإلزام والإيجاب ، واللام تدل على الاستحقاق . وفي الحديث : " القرآنُ حجة لك أو عليك " .
فالمراد بالأنفس أنفس الباغين باعتبار التوْزيع بين أفراد معاد ضمير الجماعة المخاطبين في قوله : { بغيكُم } وبين أفراد الأنفس ، كما في قولهم : «ركب القوم دوابَّهم» أي ، ركب كل واحد دابته . فالمعنى إنما بغي كل أحد على نفسه ، لأن الشرك لا يُضر إلا بنفس المشرك باختلال تفكيره وعمله ثم بوقوعه في العذاب .
و { متاع } مرفوع في قراءة الجمهور على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي هو متاعُ الحياة الدنيا . وقَرأه حفص عن عاصم بالنصب على الحال من ( بغيكم ). ويجوز أن يكون انتصابه على الظرفية للبغي ، لأن البغي مصدر مشتق فهو كالفعل فناب المصدر عن الظرف بإضافته إلى ما فيه معنى المدة . وتوقيت البغي بهذه المدة باعتبار أنه ذكر في معرض الغضب عليهم ، فالمعنى أنه أمهلكم إمهالاً طويلاً فهلاّ تتذكرون؟ فلا تحسبون الإمهال رضى بفعلكم ولا عجزاً وسيُؤاخدكم به في الآخرة . وفي كلتا القراءتين وجوهٌ غير ما ذكرنا .
والمتاع : ما ينتفع به انتفاعاً غير دائم . وقد تقدم عند قوله تعالى : { ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين } في سورة [ الأعراف : 24 ]. والمعنى على كلتا القراءتين واحد ، أي أمهلناكم على إشراككم مدة الحياة لا غير ثم نؤاخذكم على بغيكم عند مرجعكم إلينا .
وجملة : ثم إلينا مرجعكم } عطفت ب ( ثم ) لإفادة التراخي الرتبي لأن مضمون هذه الجملة أصرح تهديداً من مضمون جملة { إنما بغيكم على أنفسكم }.
وتقديم المجرور في قوله : { إلينا مرجعكم } لإفادة الاختصاص ، أي ترجعون إلينا لا إلى غيرنا تنزيلاً للمخاطبين منزلة من يظن أنه يرجع إلى غير الله لأن حالهم في التكذيب بآياته والإعراض عن عبادته إلى عبادة الأصنام كحال من يظن أنه يحشر إلى الأصنام وإن كان المشركون ينكرون البعث من أصله .
وتفريع { فننبئكم } على جملة : { إلينا مرجعكم } تفريع وعيد على تهديد . واستعمل الإنباء كناية عن الجزاء لأن الإنباء يستلزم العلم بأعمالهم السيئة ، والقادر إذا علم بسوء صنيع عبده لا يمنعه من عقابه مانع . وفي ذكر { كنتم } والفعل المضارع دلالة على تكرر عملهم وتمكنه منهم . والوعيد الذي جاءت به هذه الآية وإن كان في شأن أعظم البغي فكان لكل آت من البغي بنصيب حظاً من هذا الوعيد .
English | Türkçe | Indonesia |
Русский | Français | فارسی |
تفسير | انجليزي | اعراب |
تحميل سورة يونس mp3 :
سورة يونس mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة يونس
ماهر المعيقلي
سعد الغامدي
عبد الباسط
أحمد العجمي
المنشاوي
الحصري
مشاري العفاسي
ناصر القطامي
فارس عباد
ياسر الدوسري
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب