إعراب الآية 8 من سورة الأحقاف , صور البلاغة و معاني الإعراب.

  1. الآية مشكولة
  2. إعراب الآية
  3. تفسير الآية
  4. تفسير الصفحة
إعراب القرآن | إعراب آيات وكلمات القرآن الكريم | بالاضافة إلى إعراب أحمد عبيد الدعاس , أحمد محمدحمیدان - إسماعیل محمود القاسم : إعراب القران للدعاس من أفضل كتب الاعراب للقران الكريم , إعراب الآية 8 من سورة الأحقاف .
  
   

إعراب أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا


{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( الأحقاف: 8 ) }
{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ }
: سبق إعرابها في سور كثيرة ومنها سورة "هود" الآية الثالثة عشرة.
وهو « أَمْ: حرف إضراب بمعنى "بل".
﴿يَقُولُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو: فاعل.
﴿افْتَرَاهُ﴾: افترى: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدر على الألف، و "الهاء": ضمير مبني في محل نصب مفعول به.
والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
﴿قُلْ﴾: فعل أمر مبنيّ على السكون، والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنت».
﴿إِنِ﴾: حرف شرط جازم.
﴿افْتَرَيْتُهُ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك وهو فعل الشَّرط، و "التاء": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ رفع فاعل، و "الهاء": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به.
﴿فَلَا﴾: الفاء: حرف واقعة في جواب الشَّرط.
لا: حرف نفي.
﴿تَمْلِكُونَ﴾: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و "الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
﴿لِي﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"تملكون".
﴿مِنَ اللَّهِ﴾: خافض ومخفوض متعلّقان بحال مقدم من "شيئًا".
﴿شَيْئًا﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
﴿هُوَ﴾: ضمير منفصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ.
﴿أَعْلَمُ﴾: خبر "هو" مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
﴿بِمَا﴾: الباء: حرف جرّ.
ما: اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالباء.
والجار والمجرور متعلّقان بـ"أعلم".
﴿تُفِيضُونَ﴾: تعرب إعراب "تملكون".
﴿فِيهِ﴾: جارّ ومجرور متعلّقان بـ"تفيضون".
{ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ }
: سبق إعرابها في الآية السادسة والتسعين من سورة "الإسراء".
وهو « كَفَى: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدر على الألف.
﴿بِاللَّهِ﴾: اسم مجرور لفظ بالباء مرفوع محلًا على أنه فاعل "كفى".
﴿شَهِيدًا﴾: تمييز منصوب بالفتحة.
﴿بَيْنِي﴾: ظرف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الياء، متعلّق بـ"شهيدًا".
و"الياء": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
وَبَيْنَكُمْ: الواو: حرف عطف.
بينكم: معطوف على الظرف الأول، ويعرب مثله، ويتعلق بما تعلق به، وعلامة النصب الفتحة الظاهرة».
﴿وَهُوَ الْغَفُورُ﴾: تعرب إعراب "هو أعلم".
﴿الرَّحِيمُ﴾: خبر ثان للمبتدأ "هو" ويجوز أن يكون نعتًا للغفور.
وجملة "يقولون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "افتراه" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "قل" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة.
وجملة "افتريته" في محلّ نصب "مقول القول".
وجملة "لا تملكون" في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره: أنتم والجملة الاسمية في محلّ جزم جواب الشَّرط مقترنة بالفاء.
وجملة "هو أعلم" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئنافيّة للنفي السابق.
وجملة "تفيضون" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها صلة الموصول "ما".
وجملة "كفى به" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها استئناف في حيز القول.
وجملة "هو الغفور" لا محلّ لها من الإعراب، لأنّها معطوفة على جملة "كفى به".


الآية 8 من سورة الأحقاف مكتوبة بالتشكيل

﴿ أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ إِنِ ٱفۡتَرَيۡتُهُۥ فَلَا تَمۡلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔاۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِۚ كَفَىٰ بِهِۦ شَهِيدَۢا بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ﴾
[ الأحقاف: 8]


إعراب مركز تفسير: أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا


﴿أَمْ﴾: حَرْفُ عَطْفٍ مُنْقَطِعٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿يَقُولُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَعْطُوفٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ.
﴿افْتَرَاهُ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "هُوَ".
﴿قُلْ﴾: فِعْلُ أَمْرٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَالْفَاعِلُ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ تَقْدِيرُهُ "أَنْتَ".
﴿إِنِ﴾: حَرْفُ شَرْطٍ وَجَزْمٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿افْتَرَيْتُهُ﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ لِاتِّصَالِهِ بِتَاءِ الْفَاعِلِ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ فِعْلُ الشَّرْطِ، وَ"تَاءُ الْفَاعِلِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الضَّمِّ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ مَفْعُولٌ بِهِ.
﴿فَلَا﴾: "الْفَاءُ" حَرْفٌ وَاقِعٌ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( لَا ) حَرْفُ نَفْيٍ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ.
﴿تَمْلِكُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَجُمْلَةُ: ( فَلَا تَمْلِكُون ) فِي مَحَلِّ رَفْعٍ خَبَرٌ لِمُبْتَدَإٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ "أَنْتُمْ"، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَزْمٍ جَوَابُ الشَّرْطِ.
﴿لِي﴾: "اللَّامُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿مِنَ﴾: حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ الْمُقَدَّرِ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ.
﴿اللَّهِ﴾: اسْمُ الْجَلَالَةِ اسْمٌ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿شَيْئًا﴾: مَفْعُولٌ بِهِ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿هُوَ﴾: ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿أَعْلَمُ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بِمَا﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ( مَا ) اسْمٌ مَوْصُولٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿تُفِيضُونَ﴾: فِعْلٌ مُضَارِعٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ ثُبُوتُ النُّونِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَفْعَالِ الْخَمْسَةِ، وَ"وَاوُ الْجَمَاعَةِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ، وَالْجُمْلَةُ صِلَةُ الْمَوْصُولِ لَا مَحَلَّ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ.
﴿فِيهِ﴾: ( فِي ) حَرْفُ جَرٍّ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ.
﴿كَفَى﴾: فِعْلٌ مَاضٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ الْمُقَدَّرِ لِلتَّعَذُّرِ.
﴿بِهِ﴾: "الْبَاءُ" حَرْفُ جَرٍّ زَائِدٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ، وَ"هَاءُ الْغَائِبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْكَسْرِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ بِالْحَرْفِ لَفْظًا فِي مَحَلِّ رَفْعٍ فَاعِلٌ مَحَلًّا.
﴿شَهِيدًا﴾: تَمْيِيزٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿بَيْنِي﴾: ظَرْفُ مَكَانٍ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِاشْتِغَالِ الْمَحَلِّ بِحَرَكَةِ الْمُنَاسَبَةِ لِلْيَاءِ، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿وَبَيْنَكُمْ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( بَيْنَ ) مَعْطُوفٌ مَنْصُوبٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ، وَ"كَافُ الْمُخَاطَبِ" ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.
﴿وَهُوَ﴾: "الْوَاوُ" حَرْفُ عَطْفٍ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ، وَ( هُوَ ) ضَمِيرٌ مُنْفَصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى الْفَتْحِ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ مُبْتَدَأٌ.
﴿الْغَفُورُ﴾: خَبَرٌ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿الرَّحِيمُ﴾: خَبَرٌ ثَانٍ لِلْمُبْتَدَإِ مَرْفُوعٌ وَعَلَامَةُ رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.


( أَمْ ) حرف عطف بمعنى بل
( يَقُولُونَ ) مضارع مرفوع والواو فاعله
( افْتَراهُ ) ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة مقول القول وجملة يقولون مستأنفة
( قُلْ ) أمر فاعله مستتر
( إِنِ ) شرطية
( افْتَرَيْتُهُ ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة ابتدائية لا محل لها
( فَلا ) الفاء واقعة في جواب الشرط ولا نافية
( تَمْلِكُونَ ) مضارع مرفوع والواو فاعله والجملة في محل جزم جواب الشرط وجملة قل مستأنفة
( لِي ) متعلقان بالفعل
( مِنَ اللَّهِ ) متعلقان بالفعل أيضا
( شَيْئاً ) مفعول به
( هُوَ أَعْلَمُ ) مبتدأ وخبره والجملة حال
( بِما ) متعلقان بأعلم
( تُفِيضُونَ ) مضارع مرفوع والواو فاعله
( فِيهِ ) متعلقان بالفعل والجملة صلة ما
( كَفى ) ماض
( بِهِ ) الباء حرف جر زائد والهاء ضمير في محل رفع فاعل كفى
( شَهِيداً ) تمييز
( بَيْنِي ) ظرف مكان
( وَبَيْنَكُمْ ) معطوف على بيني
( وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الواو حالية ومبتدأ وخبران والجملة حال.

إعراب الصفحة 503 كاملة


تفسير الآية 8 - سورة الأحقاف

تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي Tafsir English

الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 8 - سورة الأحقاف

أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم

سورة: الأحقاف - آية: ( 8 )  - جزء: ( 26 )  -  صفحة: ( 503 )

أوجه البلاغة » أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا :

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (8(

إضراب انتقال إلى نوع آخر من ضَلال أقوالهم . وسلك في الانتقال مسلك الإضراب دون أن يكون بالعطف بالواو لأن الاضراب يفيد أن الغرض الذي سينتقل إليه له مزيد اتصال بما قبله ، وأن المعنى : دَعْ قولهم : { هذا سحر مبين } [ الأحقاف : 7 ] ، واستمع لما هو أعجب وهو قولهم : { افتَراه } ، أي افترى نسبته إلى الله ولم يرد به السحر .

والاستفهام الذي يقدر بعد { أم } للإنكار على مقالتهم . والنفي الذي يقتضيه الاستفهام الانكاري يتسلط على سبب الانكار ، أي كون القرآن مفترى وليس متسلطاً على نسبة القول إليهم لأنه صادر منهم وإنما المنفي الافتراء المزعوم .

والضمير المنصوب في { افتراه } عائد إلى الحق في قوله : { قال الذين كفروا للحق } [ الأحقاف : 7 ] ، أو إلى القرآن لعلمه من المقام ، أي افترى القرآن فزعم أنه وحي من عند الله .

وقد أمِر الرسول صلى الله عليه وسلم بجواب مقالتهم بما يقلعها من جذرها ، فكان قوله تعالى : { قل } جملة جارية مجرى جواب المقاولة لوقوعها في مقابلة حكاية قولهم . وقد تقدم ذلك في قوله : { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } في أوائل سورة البقرة ( 30 ( .

وجعل الافتراء مفروضاً بحرف إن } الذي شأنه أن يكون شرطه نادر الوقوع إشارة إلى أنه مفروض في مقام مشتمل على دلائل تقلع الشرط من أصله .

وانتصب { شيئاً } على المفعولية لفعل { تملكون } ، أي شيئاً يملك ، أي يستطاع ، والمراد : شيء من الدّفع فلا تقدرون على أن تردوا عني شيئاً يَرد علي من الله . وتقدم معنى ( لا أملك شيئاً ( عند قوله تعالى : { قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم } في سورة العقود ( 17 ( .

والتقدير : إن افتريته عاقبني الله معاقبة لا تملكون ردها . فقوله : فلا تملكون لي من الله شيئاً } دليل على الجواب المقدر في الكلام بطريق الالتزام ، لأن معنى { لا تملكون لي } لا تقدرون على دفع ضر الله عني ، فاقتضى أن المعنى : إن افتريته عاقبني الله ولا تستطيعون دفع عقابه .

واعلم أن الشائع في استعمال ( لا أملك لك شيئاً ( ونحوه أن يسند فعل الملك إلى الذي هو مظنة للدفع عن مدخول اللام المتعلقة بفعل الملك كقوله تعالى : { قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً } [ الأعراف : 188 ] وقوله { وما أملك لك من الله من شيء } [ الممتحنة : 4 ] ، أو أن يسند إلى عامّ نحو { قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم } ، فإسناد فعل الملك في هذه الآية إلى المخاطبين وهم أعداء النبي صلى الله عليه وسلم وليسوا بمظنة أن يدفعوا عنه ، لأنهم نصبوا أنفسهم في منصب الحُكم على النبي صلى الله عليه وسلم فجزموا بأنه افترى القرآن فحالهم حال من يزعم أنه يستطيع أن يرد مراد الله تعالى على طريقة التهكم .

واعلم أن وجه الملازمة بين الشرط وجوابه في قوله : { إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئاً } أن الله لا يقرّ أحداً على أن يبلِّغ إلى الناس شيئاً عن الله لَمْ يأمره بتبليغه ، وقد دلّ القرآن على هذا في قوله تعالى : { ولو تَقَوَّلَ علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين } [ الحاقة : 44 47 ] . ولعل حكمة ذلك أن التقول على الله يفضي إلى فساد عظيم يختل به نظام الخلق ، والله يَغار على مخلوقاته وليس ذلك كغيره من المعاصي التي تجلبها المظالمُ والعبث في الأرض لأن ذلك إقدام على ما هو معلوم الفساد لا يخفى على الناس فهم يدفعونه بما يستطيعون من حول وقوة ، أو حيلة ومصانعة . وأما التقول على الله فيوقع الناس في حيرة بماذَا يتلقَّوْنه فلذلك لا يُقره الله ويزيله .

وجملة { هم أعلم بما تفيضون فيه } بدل اشتمال من جملة { فلا تملكون لي من الله شيئاً } لأن جملة { فلا تملكون لي } تشتمل على معنى أن الله لا يرضى أن يفتري عليه أحد ، وذلك يقتضي أنه أعلم منهم بحال من يُخير عن الله بأنه أرسله وما يبلغه عن الله . وذلك هو ما يخوضون فيه من الطعن والقدح والوصف بالسحر أو بالافتراء أو بالجنون ، فمَا صْدَقُ ( ما ( الموصولة القرآن الذي دلّ عليه الضمير الظاهر في { افتراه } أو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي دل عليه الضمير المستتر في { افتراه } أو مجموع أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم التي دل عليها مختلف خوضهم . ومتعلق اسم التفضيل محذوف ، أي هو أعلم منكم . والإفاضة في الحديث : الخوض فيه والإكثار منه وهي منقولة من : فاض الماء؛ إذا سال . ومنه حديث مستفيض مشتهر شائع ، والمعنى : هو أعلم بحال ما تفيضون فيه .

وجملة { كفى به شهيداً بيني وبينكم } بدل اشتمال من جملة { هو أعلم بما تفيضون فيه } لأن الاخبار بكونه أعلم منهم بكنه ما يفيضون فيه يشتمل على معنى تفويض الحكم بينه وبينهم إلى الله تعالى . وهذا تهديد لهم وتحذير من الخوض الباطل ووعيد .

والشهيد : الشاهد ، أي المخبر بالواقع . والمراد به هنا الحَاكم بما يعلمه من حالنا كما دلّ عليه قوله : { بيني وبينكم } لأن الحكم يكون بين خصمين ولا تكون الشهادة بينهما بل لأحدهما قال تعالى : { وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } [ النساء : 41 ] .

وإجراء وصفي { الغفور الرحيم } عليه تعالى اقتضاه ما تضمنه قوله : { كفى به شهيداً بيني وبينكم } من التهديد والوعيد ، وهو تعريض بطلب الإقلاع عما هم فيه من الخوض بالباطل .


English Türkçe Indonesia
Русский Français فارسی
تفسير انجليزي اعراب

تحميل سورة الأحقاف mp3 :

سورة الأحقاف mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة الأحقاف

سورة الأحقاف بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة الأحقاف بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة الأحقاف بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة الأحقاف بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة الأحقاف بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة الأحقاف بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة الأحقاف بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة الأحقاف بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة الأحقاف بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة الأحقاف بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري


لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب