ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما رُوي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح
قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه، فأخذها منه، قال: «لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه» قال: وقال لبني عمه: «أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟» قال: وعلي معه جالس، فأبوا، فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال: «أنت وليي في الدنيا والآخرة» قال: فتركه، ثم أقبل على رجل منهم، فقال: «أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟» فأبوا، قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة. فقال: «أنت وليي في الدنيا والآخرة».
قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
قال: وأخذ رسول الله ﷺ ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين، فقال: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾ [الأحزاب: ٣٣].
قال: وشرى عليٌّ نفسه، لبس ثوب النبي ﷺ، ثم نام مكانه. قال: وكان المشركون يرمون رسول الله ﷺ، فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال: وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله، قال: فقال له علي: إن نبي الله ﷺ قد انطلق نحو بئر ميمون، فأدرِكْه. قال: فانطلق أبو بكر، فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله، وهو يتضور، قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنك للئيم، كان صاحبك نرميه فلا يتضور، وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك.
قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ قال: فقال له نبي الله: «لا» فبكى عليٌّ، فقال له: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي» قال: وقال له رسول الله: «أنت وليي في كل مؤمن بعدي» قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي، فقال: فيدخل المسجد جنبا، وهو طريقه ليس له طريق غيره.
قال: وقال: «من كنت مولاه فإن مولاه عليٌّ».
قال: وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي عنهم، عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد؟ !
قال: وقال نبي الله لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه. قال: «وكنت فاعلا؟ ! وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم».
رواه أحمد (٣٠٦١) -والسياق له-، والترمذي (٣٧٣٢)، والنسائي في الخصائص (٤٢)، والطحاوي في شرح المشكل (٣٥٥٥)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٣٢) كلهم من طريق أبي بلج، حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني جالس إلى ابن عباس إذا أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا أبا عباس فذكر الحديث.
قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة -يعني عن أبي بلج- بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه».
قال الأعظمي: ليس كما قال بل تابعه أبو عوانة عن أبي بلج عند أحمد والحاكم وغيرهما.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وذهب ابن حجر إلى صحة هذا الحديث وتقويته بشواهده.
وهو ليس كما قالوا. فإن أبا بلج هو يحيى بن سليم الفزاري الكوفي مختلف فيه، فوثّقه ابن معين وابن سعد والنسائي والدارقطني، وقال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يخطئ، وذكره في المجروحين وقال: كان ممن يخطئ لم يفحش خطؤه حتى استحق الترك، ولا أتى منه ما لا ينفك البشر عنه. فيسلك به مسلك العدول، فأرى أن لا يحتاج بما انفرد من الرواية، وهو ممن استخير الله فيه.
وقال البخاري: فيه نظر، وقال أحمد: روى حديثا منكرا، وذكر هذا الحديث ابن عدي والذهبي من مناكير أبي بلج.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (٥/ ٣٤ - ٣٦): (إن هذا ليس مسندا بل هو مرسل لو ثبت عن عمرو بن ميمون، وفيه ألفاظ هي كذب على رسول الله ﷺ كقوله: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنك لست بنبي، لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي». فإن النبي ﷺ ذهب غير مرة وخليفته على المدينة غير علي، كما اعتمر عمرة الحديبية وعلي معه وخليفته غيره، وغزا بعد ذلك خيبر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة الفتح وعلي معه وخليفته في المدينة غيره، وغزا حنينا والطائف وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، وحج حجة الوداع وعلي معه وخليفته بالمدينة غيره، وغزا غزوة بدر ومعه علي وخليفته بالمدينة غيره.
وكل هذا معلوم بالأسانيد الصحيحة وباتفاق أهل العلم بالحديث، وكان علي معه في غالب
الغزوات وإن لم يكن فيها قتال.
فإن قيل: استخلافه يدل على أنه لا يستخلف إلا الأفضل لزم أن يكون علي مفضولا في عامة الغزوات، وفي عمرته وحجته، لا سيما وكل مرة كان يكون الاستخلاف على رجال مؤمنين، وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلا على النساء والصبيان ومن عذر الله، وعلى الثلاثة الذين خُلِّفوا أو متهم بالنفاق، وكانت المدينة آمنة لا يخاف على أهلها، ولا يحتاج المستخلف إلى جهاد، كما يحتاج في أكثر الاستخلافات.
وكذلك قوله: «وسد الأبواب كلها إلا باب عليٍّ» فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة، فإن الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي ﷺ أنه قال في مرضه الذي مات فيه: «إن أمن الناس عليَّ في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر»، ورواه ابن عباس أيضا في الصحيحين. ومثل قوله: «أنت وليي في كل مؤمن بعدي» فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث، والذي فيه من الصحيح ليس هو من خصائص الأئمة، بل ولا من خصائص عليٍّ، بل قد شاركه فيه غيره، مثل كونه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ومثل استخلافه وكونه منه بمنزلة هارون من موسى، ومثل كون علي مولى مَن النبي ﷺ مولاه، فإن كل مؤمن موال لله ورسوله، ومثل كون براءة لا يبلغها إلا رجل من بني هاشم، فإن هذا يشترك فيه جميع الهاشميين، لما رُوي أن العادة كانت جارية بأن لا ينقض العهود ويحلها إلا رجل من قبيلة المطاع).
وإن صح قوله: «وسد الأبواب كلها إلا باب عليٍّ» فمعناه يحمل على ما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية (١١/ ٥٥) حيث قال: (وهذا لا ينافي ما ثبت في صحيح البخاري من أمره ﵊ في مرضه الذي مات فيه بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبي بكر الصديق؛ لأن نفي هذا في حق علي كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها، فجعل هذا رفقا بها، وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة فاحتيج إلى فتح باب الصديق لأجل خروجه إلى المسجد ليصلي بالناس إذ كان الخليفة عليهم بعد موته ﵊ وفيه إشارة إلى خلافته).
وللحديث عدة شواهد منها:
حديث زيد بن أرقم عند أحمد (١٩٢٨٧) والنسائي في الكبرى (٨٣٦٩).
وحديث ابن عمر عند أحمد (٤٧٩٧) وأبي يعلى (٥٦٠١).
وحديث سعد بن أبي وقاص عند أحمد (١٥١١) والنسائي في الخصائص (٤١).
وحديث علي بن أبي طالب عند البزار (٥٠٦).
وحديث جابر بن سمرة عند الطبراني في الكبير (٢/ ٢٧٤).
ولا يصح منها شيء إلا أن ابن حجر حسَّن بعضها، وقوَّى البعض الآخر. انظر: الفتح (٧/
١٤ - ١٥).
وروي عن جابر بن عبد الله قال: دعا رسول الله ﷺ عليا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه، فقال رسول الله ﷺ: «ما انتجيته ولكن الله انتجاه».
رواه الترمذي (٣٧٢٦)، وأبو يعلى (٢١٦٣)، وابن أبي عاصم في السنة (٣١٢١ - ظلال الجنة) كلهم من طريق الأجلح بن عبد الله بن حجية، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح، وقد رواه غير ابن فضيل أيضا عن الأجلح.
ومعنى قوله: «ولكن الله انتجاه». يقول: إن الله أمرني أن أنتجي معه.
والأجلح بن عبد الله أكثر أهل العلم تكلموا فيه وكان شيعيا.
وللحديث طريق آخر رواه الطبراني في الكبير (٢/ ٢٠٢) من طريق يحيى بن الحسن بن فرات القزاز، ثنا محمد بن أبي حفص العطار، عن سالم بن أبي حفص (كذا في المطبوع ولعل الصواب: سالم بن أبي حفصة)، عن أبي الزبير، عن جابر فذكر مثله.
وسالم بن أبي حفصة كان غاليا في التشيع، ويحيى بن الحسن بن الفرات لم أجد له ترجمة، ومحمد بن أبي حفص العطار قال الأزدي: يتكلمون فيه.
وروي عن ابن عمر قال: آخى رسول الله ﷺ بين أصحابه، فجاء علي تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد، فقال له رسول الله ﷺ: «أنت أخي في الدنيا والآخرة».
رواه الترمذي (٣٧٢٠)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٤) كلاهما من طريق علي بن قادم، ثنا علي بن صالح بن حي، عن حكيم بن جبير، عن جميع بن عمير التيمي، عن ابن عمر فذكره.
وإسناده ضعيف، فإن حكيم بن جبير الأسدي ضعيف باتفاق أهل العلم. وشيخه جميع بن عمير أيضا من الضعفاء.
والحديث أعله الذهبي بجميع بن عمير في التلخيص.
وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال: كنت إذا سألت رسول الله ﷺ أعطاني، وإذا سكت ابتدأني.
رواه الترمذي (٣٧٢٢)، والنسائي في خصائص علي (١١٩)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٢٥) كلهم من طريق عوف (هو ابن أبي جميلة)، عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي قال: قال علي فذكره.
وإسناده منقطع. قال عوف بن أبي جميلة: «عبد الله بن عمرو الجملي لم يسمع من علي». انظر: المراسيل (ص ١٠٩).
ورواه النسائي في الخصائص (١٢٠) عن محمد بن المثنى، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري (سعيد بن فيروز)، عن علي قال: كنت إذا سألت
أُعْطِيْتُ، وإذا سكتُّ ابتديتُ.
قال شعبة: أبو البختري لم يدرك عليا ولم يره. المراسيل (ص: ٧٦).
ورواه النسائي في الخصائص أيضا (١٢١) من طريق حجاج (هو ابن محمد المصيصي)، عن ابن جريج، حدثنا أبو حرب بن أبي الأسود (هو الديلي البصري) ورجل آخر، عن زاذان قال: قال علي: فذكره.
قال النسائي عقبه: ابن جريج لم يسمع من أبي حرب.
وروي عن أم عطية قالت: بعث النبي ﷺ جيشا فيهم علي. قالت: فسمعت النبي ﷺ وهو رافع يديه يقول: «اللهم! لا تمتني حتى تريني عليا».
رواه الترمذي (٣٧٣٧)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ٦٨) كلاهما من طريق أبي عاصم، عن أبي الجراح، حدثني جابر بن صبح، حدثتني أم شراحيل، حدثتني أم عطية فذكرته.
وإسناده ضعيف لجهالة أبي الجراح البهزي، وأم شراحيل لا يعرف حالها.
وروي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ لعلي: «يا علي، لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك».
رواه الترمذي (٣٧٢٧)، وأبو يعلى (١٠٤٢) كلاهما من طريق محمد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، عن أبي سعيد فذكره.
وسالم بن أبي حفصة كان غاليا في التشيع، وشيخه عطية بن سعد العوفي أيضا كان شيعيا، وهو ضعيف الحديث إذا انفرد. ولم أجد له متابعا.
وقد سمع البخاري هذا الحديث من الترمذي فاستغربه.
ومعنى الحديث: أنه لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غير النبي ﷺ وعلي.
وروي عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي ﷺ طير فقال: «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير» فجاء علي، فأكل معه.
وعند النسائي وأبي يعلى: «فجاء أبو بكر فردَّه، وجاء عمر فردَّه، ثم جاء علي فأذن له». رواه الترمذي (٣٧٢١)، والنسائي في الخصائص (١٠)، وأبو يعلى (٤٠٥٢) كلهم من طريق عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه.
والسدي هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة مختلف فيه، وكان من الغلاة في التشيع، وكان يشتم أبا بكر وعمر.
وحديث الطير قد حكم عليه الأئمة بالضعف والنكارة.
قال البزار: «كل من رواه عن أنس فليس بالقوي»
وقال العقيلي: «وهذا الباب الرواية فيها لين وضعف، ولا نعلم فيها شيئا ثابتا، وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري».
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «إن حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بحقائق النقل». منهاج السنة (٤/ ٩٩).
وروي عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي: أيُسَبُّ رسول الله ﷺ فيكم؟ قلت: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها. قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من سبَّ عليا فقد سبَّني».
وفي لفظ: قالت أم سلمة: أيُسَبُّ رسول الله ﷺ على المنابر؟ قلت: وأنى ذلك؟ قالت: أليس يُسَبُّ علي ومن يحبه؟ فأشهد أن رسول الله ﷺ كان يحبه.
رواه أحمد (٢٦٧٤٨)، والنسائي في الخصائص (٩١)، وصحّحه الحاكم (٣/ ١٢١) كلهم من طريق يحيى بن بكير، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي فذكره.
واللفظ الآخر رواه أبو يعلى (٧٠١٣)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٣٢٢ - ٣٢٣) كلاهما من طرق، عن أبي عبد الله الجدلي قال: فذكره.
وفيه أبو عبد الله الجدلي اسمه: عبد بن عبد أو عبد الرحمن بن عبد الكوفي، كان غاليا في التشيع، وكان على شرطة المختار وصاحب رايته، وتفرد بهذا اللفظ.
وروي عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله ﷺ: «من آذى عليا فقد آذاني». رواه البزار (١١٦٦)، وأبو يعلى (٧٧٠)، والشاشي في مسنده (٧٢) كلهم من طريق قنان بن عبد الله النهمي، حدثنا مصعب بن سعد، عن أبيه (سعد بن أبي وقاص) قال: فذكره.
وقنان بن عبد الله النهمي مختلف فيه، فضعَّفَه النسائي، وتفرد بهذا اللفظ، ولم يتابع عليه، وقد قال الحافظ ابن حجر: «مقبول» أي عند المتابعة.
وروي عن علي قال: كنت شاكيا فمر بي رسول الله ﷺ وأنا أقول: اللهم! إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرا فارفعني، وإن كان بلاء فصبِّرني، فقال رسول الله ﷺ: «كيف قلت؟» قال: فأعاد عليه ما قال. قال: فضربه برجله، فقال: «اللهم! عافه أو اشفه» -شعبة الشاك- فما اشتكيت وجعي بعد.
رواه الترمذي (٣٥٦٤)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٠٥٨)، وأحمد (٦٣٧، ٦٣٨)، وصحّحه ابن حبان (٦٩٤٠)، والحاكم (٢/ ٦٢٠ - ٦٢١) كلهم من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي فذكره.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
قال الأعظمي: هو حديث منكر، فإن عبد الله بن سلمة وهو المرادي ليس من رجال الشيخين، ثم هو مختلف فيه، فقال البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال أبو حاتم: تعرف وتنكر، وقال شعبة: عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا فنعرف وننكر، كان قد كبر.
وروي عن ابن عباس قال: دخل رسول الله ﷺ على علي وفاطمة وهما يضحكان، فلما رأيا النبي ﷺ سكتا، فقال لهما النبي ﷺ: «ما لكما كنتما تضحكان، فلما رأيتماني سكتما؟» فبادرت فاطمة، فقالت: بأبي أنت يا رسول الله، قال: هذا أنا أحب إلى رسول الله منك، فقلت: بل أنا أحب إلى رسول الله ﷺ منك، فتبسم رسول الله ﷺ، وقال: «يا بنية لك رقة الولد، وعلي أعز علي منك».
رواه الطبراني في الكبير (١١٠٦٣) عن عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، ثنا ملحان بن سليمان الدورقي، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، ثنا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
ذكره الهيثمي في المجمع (٩/ ٢٠٢) وقال: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: فيه شيخ الطبراني وشيخ شيخه لم أقف على ترجمتهما.
وروي عن هبيرة بن يريم قال: خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله ﷺ يبعثه بالراية: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، لا ينصرف حتى يفتح له.
رواه أحمد (١٧١٩) -واللفظ له-، والنسائي في خصائص علي (٢٣)، وصحّحه ابن حبان (٦٩٣٦)، والطبراني في الكبير (٣/ ٧٩ - ٨١) كلهم من طرق، عن أبي إسحاق (هو السبيعي)، عن هبيرة بن يريم قال: فذكره.
قال الأعظمي: ظاهر إسناده لا بأس به، ولكن في متنه نكارة، وهبيرة بن يريم رمي بالتشيع.
ورواه البزار في مسنده (١٣٤٠) عن عمرو بن علي قال: حَدَّثَنَا أبو عاصم قال: حَدَّثَنَا سكين بن عبد العزيز، قال: حدثني حفص بن خالد قال: حدثني أبي خالد بن جابر قال: لما قُتِلَ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قام الحسن بن علي خطيبا، فقال: قد قتلتم والله! الليلة رجلا في الليلة التي أنزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى.
قال سكين: حدثني رجل قد سماه قال: وفيها تيب على بني إسرائيل - ثم رجع إلى حديث حفص بن خالد فقال: والله! ما سبقه أحد كان قبله ولا يدركه أحد كان بعده، والله! إن كان رسول الله ﷺ ليبعثه في السرية جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، والله! ما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا ثمان مائة درهم أو سبع مائة درهم كان أعدها لخادم.
وقال: «هذا الحديث بهذه الألفاظ لَا نعلم أَحَدًا يرويها إلا الحسن بن علي بهذا الإسناد، وإسناده صالح، ولا نعلم يحدث عن حفص بن خالد غير سكين بن عبد العزيز».
قال الأعظمي: في إسناده حفص بن خالد وأبوه خالد بن جابر مجهولان.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (١١/ ٢٨): «وهذا حديث غريب جدا، وفيه نكارة».
وروي عن علي بن أبي طالب قال: قال لي عبد الله بن سلَّام، وقد وضعت رجلي في الغرز وأنا أريد العراق: لا تأت أهل العراق، فإنك إن أتيتهم أصابك ذباب السيف بها. قال علي: وأيم الله لقد قالها لي رسول الله. قال أبو الأسود: فقلت في نفسي: ما رأيت كاليوم رجلا محاربا يحدث الناس بمثل هذا.
رواه الحميدي (٥٣)، والبزار (٧١٨)، وأبو يعلى (٤٩١)، وابن حبان (٦٧٣٣)، والحاكم (٣/ ١٤٠) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا عبد الملك بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب فذكره.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
قال الأعظمي: وهو كما قال إلا أن عبد الملك بن أعين رافضي، له حديث واحد في الصحيحين متابعة، ولذا تعقبه الذهبي بقوله: «ابن أعين غير مرضي».
وروي عن جابر أن رسول الله ﷺ أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار.
رواه الطبراني في الأوسط (٤٠٥١) عن علي بن سعيد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني، ثنا الوليد بن عبد الواحد التميمي، ثنا معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وقال الطبراني: «لم يروه عن معقل إلا الوليد، تفرد به أحمد بن عبد الرحمن، ولم يرو عن أبي الزبير إلا معقل».
قال الأعظمي: معقل بن عبيد الله مختلف فيه، والغالب عليه الضعف، كما أنه تفرد به عن أبي الزبير.
وروي عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله ﷺ يوحى إليه، ورأسه في حجر عليٍّ، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله ﷺ: «صليت يا علي؟» قال: لا. فقال رسول الله ﷺ: «اللَّهم! إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس» قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.
فإسناده ضعيف أيضا، رواه الطحاوي في شرح المشكل (١٠٦٧)، والطّبراني في الكبير (٢٤/ ١٤٧، ١٥٢)، والعقيلي في الضعفاء (٣/ ٣٢٧)، والجوزقاني في الأباطيل (١/ ١٥٨)، وابن الجوزي في الموضوعات (٦٦٧) كلهم من طرق عن فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس فذكرته.
قال ابن الجوزي: «هذا الحديث موضوع بلا شك».
وقال الجوزقاني: «هذا حديث منكر مضطرب».
قال الأعظمي: في سنده الفضيل بن مرزوق، مختلف فيه، وإبراهيم بن الحسن لم أقف فيه على جرح ولا تعديل، فهو في عداد المجهولين.
وأيضا فإن هذه القصة وقعت بخيبر، كما في بعض الروايات، والمسلمون كانوا أكثر من ألف وأربعمائة، وهي حادثة عظيمة لو وقعت لاشتهرت وتوفرت الهمم والدواعي على نقلها، ويمتنع أن ينفرد بنقله واحد واثنان، ولو نقله الصحابة لنقله منهم أهل العلم كما نقلوا أمثاله، ولم ينفرد به المجهولون الذين لا يعرف ضبطهم وعدالتهم، وليس في جميع أسانيد هذا الحديث إسناد واحد يثبت، تعلم عدالة ناقليه وضبطهم، ولا يعلم اتصال إسناده. هذا ملخص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الذهبي. انظر: منهاج السنة (٤/ ١٨٤) وترتيب الموضوعات للذهبي.
وروي عن قيس بن عباد قال: قلت لعلي: أخبرْنا عن مسيرك هذا، أعهدٌ عهده إليك رسول الله ﷺ أم رأيٌ رأيتَه؟ فقال: ما عهِدَ إليّ رسول الله ﷺ بشيءٍ، ولكنه رأي رأيته. رواه أبو داود (٤٦٦٦)، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (١٢٧١) كلاهما من حديث إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، حدثنا ابن علية، عن يونس (هو ابن عبيد)، عن الحسن، عن قيس بن عباد فذكره. وإسناده صحيح.
والحسن البصري وإن كان مدلّسا إلا أن شيخه قيس بن عباد تابعي، وكلاهما بصريان معاصران، فيستبعد أن يكون بينهما أحدٌ.
ورواه أحمد (١٢٠٧) عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن قيس ابن عباد، أطول من هذا، وفيه: «والله ما عهدَ إليّ رسول الله ﷺ عهدا إلا شيئا عهده إلى الناس، ولكن الناس وقعوا على عثمان فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأ حالا وفعلا مني، ثم رأيتُ أني أحقهم بهذا الأمر، فوثبتُ عليه، والله أعلم أصبْنا أم أخطأنا. وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف.
وفي الباب أحاديث أخرى ضعيفة وموضوعة.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 52 من أصل 279 باباً
- 27 باب في قصر عمر بن الخطاب في الجنة
- 28 باب ما جاء في موافقات عمر بن الخطاب ربه
- 29 باب إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
- 30 باب أن عمر باب مغلق دون الفتن
- 31 باب تخوف عمر بعد رسول الله ﷺ -
- 32 باب ما جاء في أخبار عمر بن الخطاب
- 33 باب ما جاء في جود عمر بن الخطاب
- 34 باب عمر بن الخطاب أول من وضع للمسلمين تاريخا
- 35 باب تمني عمر الموتَ في المدينة
- 36 باب ما جاء في قصة استشهاد عمر ووصاياه وكفنه ودفنه وقصة أمر الاستخلاف بعده واتفاقهم على عثمان
- 37 باب أن عثمان رجل حيي تستحي منه الملائكة
- 38 باب أن عثمان أدرك فضل من شهد بدرًا
- 39 باب أن بيعة الرضوان كانت من أجل عثمان
- 40 باب قوله: «ما ضرَّ عثمان ما عمل بعد تجهيز جيش العسرة»
- 41 باب ما جاء في أخبار عثمان بن عفان
- 42 باب قوله: «إن عثمان يقتل مظلوما»
- 43 باب أن علي بن أبي طالب من أهل بيت النبي ﷺ -
- 44 باب ما جاء في منزلة علي من النبى ﷺ كمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعده
- 45 باب لقبه النبي ﷺ بأبي تراب
- 46 باب ما جاء في بشارة النبي ﷺ أن الله يفتح خيبر على يد عليٍّ، وأنه يحبه الله ورسوله
- 47 باب قوله: «من كنت مولاه فعلي مولاه»
- 48 باب إخبار النبي ﷺ بأنه يقاتل الخوارج
- 49 باب إخبار النبي ﷺ بأن علي بن أبي طالب يقتله أشقى هذه الأمة
- 50 باب ما رُوي في حب علي بن أبي طالب
- 51 باب ما روي أن علي بن أبي طالب باب مدينة العلم ودار الحكمة
- 52 باب ما رُوي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح
- 53 باب ما جاء في أخبار علي بن أبي طالب
- 54 فضائل بقية العشرة المبشرين بالجنة & وهم:
- 55 باب فضل طلحة بن عبيد الله
- 56 باب ثبات طلحة مع النبي ﷺ يوم أحد
- 57 باب ما روي أن طلحة والزبير جارا النبي ﷺ في الجنة
- 58 باب ما جاء في شجاعة الزبير يوم الخندق وجمع النبي ﷺ له أبويه
- 59 باب ما جاء في أخبار الزبير بن العوام
- 60 أخبار الزبير بن العوام في قتاله وشجاعته
- 61 باب أن سعد بن أبي وقاص رجل صالح
- 62 باب أن النبي ﷺ جمع أبويه لسعد بن أبي وقاص
- 63 باب أن سعدا نزلت فيه آيات من القرآن الكريم
- 64 باب أن سعدا أسلم يوم أسلم وهو ثلث الإسلام
- 65 باب أن سعد بن أبي وقاص أول العرب رمى في سبيل الله
- 66 باب في انعزال سعد بن أبي وقاص عن الفتنة
- 67 باب دعاء النبي ﷺ لسعد بالشفاء في مرضه عام حجة الوداع بمكة
- 68 باب قوله ﷺ لسعد: «يُنْفَع بك أقوام ويُضَرُّ بك آخرون»
- 69 باب ما جاء في أخبار سعد بن أبي وقاص
- 70 باب أن سعد بن أبي وقاص مجاب الدعاء
- 71 باب قصة سعد مع شخص قطع شجرا في حدود الحرم
- 72 باب قول النبي ﷺ: «هذا خالي»
- 73 باب ما جاء في تغيير اسمه
- 74 باب ما جاء في مؤاخاته
- 75 باب أن النبي ﷺ صلى خلف عبد الرحمن بن عوف
- 76 باب ما جاء في كثرة أمواله
معلومات عن حديث: ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح
📜 حديث عن ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح
تحقق من درجة أحاديث ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح
تخريج علمي لأسانيد أحاديث ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح ومصادرها.
📚 أحاديث عن ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع ما روي في فضائل علي بن أبي طالب ولا تصح.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, August 21, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب