حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون - الأحاديث الصحيحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة

باب قوله: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩)﴾

عن جابر بن عبد اللَّه قال: لقيني رسول اللَّه ﷺ فقال لي: «يا جابر، مالي أراك منكسرا؟» قلت: يا رسول اللَّه، استشهِد أبي، وترك عيالا ودينا، قال: «أفلا أبشرك بما لقي اللَّه به أباك؟» قال: بلى يا رسول اللَّه، قال: «ما كلَّم اللَّه أحدًا قط إلا من وراء حجابه، وأحيا أباك فكلمه كفاحا، فقال: يا عبدي تمنَّ عليَّ أعطك. قال: يا
رب تحييني فأُقْتَل فيك ثانية. قال الرب عز وجل: إنه قد سبق مني أنهم لا يُرْجَعون»، قال: وأُنْزِلت هذه الآية: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا﴾.

حسن: رواه الترمذيّ (٣٠١٠) وابن ماجه (١٩٠) وصحّحه ابن حبان (٧٠٢٢) والحاكم (٣/ ٢٠٣ - ٢٠٤) كلهم من طريق موسى بن إبراهيم بن كثير، سمعت طلحة بن خراش، قال: سمعت جابرا، فذكره.
قال الترمذي: «حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم، وقد روى عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن جابر شيئًا من هذا، ورواه علي بن عبد اللَّه بن المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث هكذا عن موسى بن إبراهيم».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل موسى بن إبراهيم بن كثير، فإنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
وأما حديث عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر، فأخرجه أحمد (١٤٨٨١) وأبو يعلى (٢٠٠٢)، وعبد بن حميد (١٠٣٩)، كلهم من طريق سفيان، حدّثنا محمد بن علي بن ربيعة السلمي، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل بإسناده، وجاء فيه: «يا جابر! أما علمت أن اللَّه أحيا أباك، فقال له: تمنَّ عليَّ، فقال: أُرَدُّ إلى الدنيا فأقتل مرة أخرى. فقال: إني قضيت أنهم إليها لا يرجعون».
وإسناده حسن أيضًا من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
ولا تعارض بين الحديث، إنما فيه التفصيل والاختصار، وذلك راجع إلى جابر نفسه، فإنه روى مرة مفصلا، وأخرى مختصرا، وأبو جابر هو: عبد اللَّه بن عمرو بن حرام الأنصاري، قُتِلَ يوم أحد شهيدا.
قال جابر: جعلت أبكي، وأكشف الثوب عن وجهه، فجعل أصحاب رسول اللَّه ﷺ ينهوني، والنبي ﷺ لم ينه، وقال النبي ﷺ: «لا تبكه -أو ما يبكيه- ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رُفع» أخرجه الشيخان - البخاري (٤٠٨٠) ومسلم (٢٤٧١).
عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «لما أصيب إخوانكم بأحد جعل اللَّه أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا: من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عند الحرب، فقال اللَّه تعالى: أنا أبلِّغهم عنكم. قال: فأنزل اللَّه: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا﴾. إلى آخر الآية.

حسن: رواه أبو داود (٢٥٢٠) عن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا عبد اللَّه بن إدريس، عن محمد
ابن إسحاق، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
ومن هذا الوجه رواه الإمام أحمد (٢٣٨٩) مع اختلاف النسخ هل هو من رواية أحمد أم من رواية ابنه عبد اللَّه، وصحّحه الحاكم (٢/ ٨٨، ٢٩٧) وقال: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: والصواب أنه حسن من أجل محمد بن إسحاق وأبي الزبير، ومحمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث في الإسناد الآتي عند أحمد رواه عن يعقوب، حدّثنا أبي - يعني إبراهيم بن سعد.
والحديث في سيرة ابن هشام (٣/ ١١٩) ولكن لم يذكر فيه الواسطة بين أبي الزبير وابن عباس، وكذلك رواه معظم أصحاب محمد بن إسحاق، وهم على سببيل المثال: عبد اللَّه بن المبارك في كتاب الجهاد له (ص: ٦٢) وإبراهيم بن سعد عند أحمد (٢٣٨٨) ومحمد بن فضيل عند ابن أبي شيبة (١٩٦٧٨) وإسماعيل بن عياش عند ابن أبي عاصم في الجهاد (١٩٥) وغيرهم.
ثم عبد اللَّه بن إدريس الذي ذكر «سعيد بن جبير» الواسطة بين أبي الزبير وابن عباس قد اختلف عليه أيضًا، فرواه عثمان بن أبي شيبة كما مضى بالواسطة، وخالفه يوسف بن بهلول، فرواه عنه بدون الواسطة، وحديثه عند عبد بن حميد (٦٧٩) ويوسف بن بهلول هذا ثقة.
ولكن اختلف أهل العلم في سماع أبي الزبير من ابن عباس، فنفاه ابن عيينة وأبو حاتم كما في المراسيل (ص: ٩٢) وأثبته البيهقي (٥/ ١٤٤) فإنه قال: وأبو الزبير سمع من ابن عباس، وفي سماعه من عائشة نظر، قاله البخاري.
وللحديث طريق آخر وهو ما رواه الحاكم (٢/ ٣٧٨) من حديث أبي إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: نزلت هذه الآية في حمزة وأصحابه. وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين». وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
ويشهد له قول عبد اللَّه بن مسعود الآتي:
عن عبد اللَّه بن مسعود قال في قوله: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩): أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال: «أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا فى أجسادنا حتى نُقْتَل في سبيلك مرة أخرى».

صحيح: رواه مسلم في الإمارة (١٨٨٧) من طرق عن الأعمش، عن عبد اللَّه بن مرة، عن مسروق، قال: سألنا عبد اللَّه عن هذه الآية، فذكره.

أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)

الباب الحالي في المركز 119 من أصل 949 باباً

معلومات عن حديث: حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون

  • 📜 حديث عن حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون

    أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون من مصادر موثوقة.

  • 🔍 صحة حديث حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون

    تحقق من درجة أحاديث حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون (صحيح، حسن، ضعيف).

  • 📖 تخريج حديث حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون

    تخريج علمي لأسانيد أحاديث حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ومصادرها.

  • 📚 أحاديث عن حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون

    مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع حديث عن قوله ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, August 22, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب