تفسير الآية - القول في معنى قوله تعالى : والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه ..

  1. تفسير السعدي
  2. تفسير البغوي
  3. التفسير الوسيط
  4. تفسير ابن كثير
  5. تفسير الطبري
الفسير الوسيط | التفسير الوسيط للقرآن الكريم للطنطاوي | تأليف شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي (المتوفى: 1431هـ) : ويعتبر هذا التفسير من التفاسير الحديثة و القيمة لطلاب العلم و الباحثين في تفسير القرآن العظيم بأسلوب منهجي سهل و عبارة مفهومة, تفسير الآية 9 من سورةفاطر - التفسير الوسيط .
  
   

﴿ وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ النُّشُورُ﴾
[ سورة فاطر: 9]

معنى و تفسير الآية 9 من سورة فاطر : والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه .


تفسير الجلالين التفسير الميسر تفسير السعدي
تفسير البغوي التفسير الوسيط تفسير ابن كثير
تفسير الطبري تفسير القرطبي إعراب الآية

تفسير السعدي : والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه


يخبر تعالى عن كمال اقتداره، وسعة جوده، وأنه أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فأنزله اللّه عليها فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا فحييت البلاد والعباد، وارتزقت الحيوانات، ورتعت في تلك الخيرات، كَذَلِكَ الذي أحيا الأرض بعد موتها، ينشر الله الأموات من قبورهم، بعدما مزقهم البلى، فيسوق إليهم مطرا، كما ساقه إلى الأرض الميتة، فينزله عليهم فتحيا الأجساد والأرواح من القبور، ويأتون للقيام بين يدي الله ليحكم بينهم، ويفصل بحكمه العدل.

تفسير البغوي : مضمون الآية 9 من سورة فاطر


(والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ) من القبور .

التفسير الوسيط : والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه


قال أبو حيان- رحمه الله- لما ذكر- سبحانه - أشياء من الأمور السماوية، وإرسال الملائكة، أتبع ذلك بذكر أشياء من الأمور الأرضية كالرياح وإرسالها، وفي هذا احتجاج على منكري البعث، دلهم على المثال الذي يعاينونه، وهو وإحياء الموتى سيان.
وفي الحديث أنه قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلم: كيف يحيى الله الموتى وما آية ذلك في خلقه؟ فقال: «هل مررت بوادي أهلا محلا- أى مجدبا لا نبات فيه- ثم مررت به يهتز خضرا؟ فقالوا: نعم، فقال:فكذلك يحيى الله الموتى، وتلك آيته في خلقه» .
فقوله-تبارك وتعالى-: وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً بيان لمظهر آخر من مظاهر قدرته- عز وجل - ومن سعة رحمته بعباده.
وقوله: فَتُثِيرُ من الإثارة بمعنى التهييج والتحريك من حال إلى حال.
أى: والله-تبارك وتعالى- وحده، هو الذي أرسل الرياح، فجعلها بقدرته النافذة تحرك السحب من مكان إلى مكان، فتذهب بها تارة إلى جهة الشمال، وتارة إلى جهة الجنوب، وتارة إلى غير ذلك.
وقوله: فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ بيان للحكمة من هذه الإثارة.
والمراد بالبلد الميت:الأرض الجدباء التي لا نبات فيها.
والضمير في فَسُقْناهُ يعود إلى السحاب.
وقوله: فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها أى: فأحيينا بالمطر النازل من السحاب الأرض الجدباء، فاهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج.
فالضمير في قوله بِهِ يعود إلى المطر، لأن السحاب يدل عليه لما بينهما من تلازم، ويصح أن يعود إلى السحاب لأنه سبب نزول الأمطار.
وقال- سبحانه - فَتُثِيرُ بصيغة المضارع.
استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالة على قدرة الله-تبارك وتعالى-، والتي من شأنها أن تغرس العظات والعبر في النفوس.
وقال- سبحانه -: فَسُقْناهُ فَأَحْيَيْنا بنون العظمة، وبالفعل الماضي، للدلالة على تحقق قدرته ورحمته بعباده.
قال صاحب الكشاف ما ملخصه: فإن قلت: لم جاء فَتُثِيرُ على المضارعة دون ما قبله وما بعده؟.
قلت: ليحكى الحال التي تقع فيها إثارة الرياح للسحاب، وتستحضر تلك الصور البديعة الدالة على القدرة الربانية، وهكذا يفعلون بكل فعل فيه نوع تمييز وخصوصية..ولما كان سوق السحاب إلى البلد الميت، وإحياء الأرض بالمطر بعد موتها، من الدلائل على القدرة الباهرة قيل: فسقنا، وأحيينا، معدولا بهما عن لفظ الغيبة، إلى ما هو أدخل في الاختصاص وأدل عليه.. .
والكاف في قوله-تبارك وتعالى-: كَذلِكَ النُّشُورُ بمعنى مثل، وهي في محل رفع على الخبرية.
أى: مثل ذلك الإحياء الذي تشاهدونه للأرض بعد نزول المطر عليها، يكون إحياء الأموات منكم.
قال الإمام الرازي: فإن قيل ما وجه التشبيه بقوله: كَذلِكَ النُّشُورُ؟ فالجواب من وجوه:أحدها: أن الأرض الميتة لما قبلت الحياة اللائقة بها، كذلك الأعضاء تقبل الحياة.
ثانيها: كما أن الريح يجمع القطع السحابية، كذلك يجمع- سبحانه - بين أجزاء الأعضاء..ثالثها: كما أنا نسوق الريح والسحاب إلى البلد الميت، كذلك نسوق الروح والحياة إلى البدن الميت .
والنشور: الإحياء والبعث بعد الموت.
يقال: أنشر الله-تبارك وتعالى- الموتى ونشرهم، إذا أحياهم بعد موتهم.
ونشر الراعي غنمه، إذا بثها بعد أن آواها.

تفسير ابن كثير : شرح الآية 9 من سورة فاطر


كثيرا ما يستدل تعالى على المعاد بإحيائه الأرض بعد موتها - كما في [ أول ] سورة الحج - ينبه عباده أن يعتبروا بهذا على ذلك ، فإن الأرض تكون ميتة هامدة لا نبات فيها ، فإذا أرسل إليها السحاب تحمل الماء وأنزله عليها ، ( اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ) [ الحج : 5 ] ، كذلك الأجساد ، إذا أراد الله سبحانه بعثها ونشورها ، أنزل من تحت العرش مطرا يعم الأرض جميعا فتنبت الأجساد في قبورها كما ينبت الحب في الأرض; ولهذا جاء في الصحيح : " كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب ، منه خلق ومنه يركب " ; ولهذا قال تعالى : ( كذلك النشور ) .وتقدم في " الحج " حديث أبي رزين : قلت : يا رسول الله ، كيف يحيي الله الموتى ؟ وما آية ذلك في خلقه ؟ قال : " يا أبا رزين ، أما مررت بوادي قومك محلا ثم مررت به يهتز خضرا ؟ " قلت : بلى . قال : " فكذلك يحيي الله الموتى " .

تفسير الطبري : معنى الآية 9 من سورة فاطر


القول في تأويل قوله تعالى : وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)يقول تعالى ذكره: والله الذي أرسل الرياح فتثير السحاب للحيا والغيث ( فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ ) يقول: فسقناه إلى بلد مجدب الأهل، محل الأرض، داثر لا نبت فيه ولا زرع ( فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ) يقول: فأخصبنا بغيث ذلك السحاب الأرض التي سقناه إليها بعد جدوبها، وأنبتنا فيها الزرع بعد المحل (كَذَلِكَ النُّشُورُ) يقول تعالى ذكره: هكذا يُنْشِر الله الموتى بعد بلائهم في قبورهم، فيحييهم بعد فنائهم، كما أحيينا هذه الأرض بالغيث بعد مماتها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل قال: ثنا أَبو الزعراء عن عبد الله قال: يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس من بني آدم إلا وفي الأرض منه شيء، قال: فيرسل الله ماءً من تحت العرش؛ منيًّا كمني الرجل، فتنبت أجسادهم ولحمانهم من ذلك، كما تنبت الأرض من الثرى، ثم قرأ ( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ .
.
.
) إلى قوله (كَذَلِكَ النُّشُورُ) قال: ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض، فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله ( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا ) قال: يرسل الرياح فتسوق السحاب، فأحيا الله به هذه الأرض الميتة بهذا الماء، فكذلك يبعثه يوم القيامة.

والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور

سورة : فاطر - الأية : ( 9 )  - الجزء : ( 22 )  -  الصفحة: ( 435 ) - عدد الأيات : ( 45 )

تفسير آيات من القرآن الكريم

  1. تفسير: وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين
  2. تفسير: فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون
  3. تفسير: وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون
  4. تفسير: وما يستوي الأعمى والبصير
  5. تفسير: ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما
  6. تفسير: خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنـزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج يخلقكم
  7. تفسير: وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين
  8. تفسير: أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين
  9. تفسير: ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما
  10. تفسير: إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين

تحميل سورة فاطر mp3 :

سورة فاطر mp3 : قم باختيار القارئ للاستماع و تحميل سورة فاطر

سورة فاطر بصوت ماهر المعيقلي
ماهر المعيقلي
سورة فاطر بصوت سعد الغامدي
سعد الغامدي
سورة فاطر بصوت عبد  الباسط عبد الصمد
عبد الباسط
سورة فاطر بصوت أحمد العجمي
أحمد العجمي
سورة فاطر بصوت محمد صديق المنشاوي
المنشاوي
سورة فاطر بصوت محمود خليل الحصري
الحصري
سورة فاطر بصوت مشاري راشد العفاسي
مشاري العفاسي
سورة فاطر بصوت ناصر القطامي
ناصر القطامي
سورة فاطر بصوت فارس عباد
فارس عباد
سورة فاطر بصوت ياسر لدوسري
ياسر الدوسري

,

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب