حديث ما شئتم إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم وإن

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عبدالله بن عمرو

«وَجَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إلى عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقالوا: يا أَبَا مُحَمَّدٍ، إنَّا وَاللَّهِ ما نَقْدِرُ علَى شَيءٍ؛ لا نَفَقَةٍ، وَلَا دَابَّةٍ، وَلَا مَتَاعٍ، فَقالَ لهمْ: ما شِئْتُمْ؛ إنْ شِئْتُمْ رَجَعْتُمْ إلَيْنَا فأعْطَيْنَاكُمْ ما يَسَّرَ اللَّهُ لَكُمْ، وإنْ شِئْتُمْ ذَكَرْنَا أَمْرَكُمْ لِلسُّلْطَانِ، وإنْ شِئْتُمْ صَبَرْتُمْ، فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ فُقَرَاءَ المُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الأغْنِيَاءَ يَومَ القِيَامَةِ إلى الجَنَّةِ بأَرْبَعِينَ خَرِيفًا، قالوا: فإنَّا نَصْبِرُ، لا نَسْأَلُ شيئًا.»

صحيح مسلم
عبدالله بن عمرو
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2979 -

شرح حديث وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو بن العاص وأنا عنده


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

وعَدَ اللهُ سُبحانه وتَعالَى بالأجرِ العظيمِ لمَن صَبَر على بَلاءِ الدُّنيا في سَبيلِ رِفعةِ الدِّينِ، ومِن ذلك أنَّه تَعالَى أعْطى بِشارةً لأَهْلِ الفَقرِ والصَّبرِ مِنَ المهاجِرينَ، وَبيَّن ما لَهم مِن مَكانةٍ عِندَه سُبحانَه وتَعالَى وما يَنتظِرُهم مِن تَيسيرٍ في أَصعبِ المواقِفِ، وهُوَ مَوقفُ الحِسابِ والمُجازاةِ لَهم لصَبرِهم بالسَّبقِ بدُخولِ الجَنَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ أبو عَبدِ الرَّحمنِ الحُبُليُّ أنَّ ثَلاثةَ رِجالٍ جاؤوا إلى عَبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهما، فَقالوا له وأقْسَموا باللهِ: «ما نَقدِرُ عَلى شيءٍ؛ لا نَفقَةٍ، ولا دابَّةٍ، ولا مَتاعٍ»، فشَكَوا إليه شِدَّةَ فَقرِهم، وأنَّهم لا شَيءَ لهم؛ فخَيَّرَهم رَضيَ اللهُ عنه بيْنَ ثَلاثةِ أُمورٍ: بيْنَ أنْ يُعاوِدوا الرُّجوعَ إليه مرَّةً أُخرى؛ لِيُعطِيَهم ما يَقدِرُ عليه ويَتيسَّرُ له، وبيْنَ أنْ يَرفَعَ حاجتَهم للخليفةِ ووَليِّ الأمرِ، فيكونَ هو القاضيَ لِحاجتِهم، وبيْنَ يَصبِروا على حاجتِهِم وفَقرِهم، وقبْلَ أنْ يُجاوِبوه حَدَّثَهم عبدُ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه بحَديثٍ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفيه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «إنَّ فُقراءَ المهاجِرينَ» والمرادُ بهم: مَن هاجَرَ إلى المدينةِ في عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان قدْ تَرَك مالَه في بَلدِه الَّتي هاجَرَ منها، وخَصَّهم بالذِّكرِ؛ لأنَّهم كانوا في حاجةٍ إلى العَطاءِ مِن غَيرِهم، فهؤلاء «يَسبِقونَ الأَغنياءَ يَومَ القِيامةِ إِلى الجنَّةِ بأَربعينَ خَريفًا، أي: أَربعينَ سَنةً، وسَببُ دُخولِهم الجنَّةَ قبْلَ الأغنياءِ: أنَّهم لا يُحاسَبون على ما يُحاسَبُ عليه الأغنياءُ؛ مِن الأموالِ والثَّرواتِ، فأولئك يَسْبِقونهم لأنَّهم ليْس عِندهم شَيءٌ يُحاسَبون عليه مِن حيثُ الأموالُ: تَجمِيعُها ومِن أيْن جاءت؟ وأيْن صُرِفَت؟ فاختارَ الثَّلاثَةُ الصَّبرَ على الفقرِ؛ لِما يَترتَّبُ عليه مِن الأجرِ العظيمِ في الآخرةِ؛ فإنَّ السَّبْقَ إلى الجنَّةَ ونَعيمِها أَولى مِن التَّأخُّرِ عنها وأفضَلُ، والصَّبرُ على الفقرِ وشِدَّتِه في الدُّنيا أهوَنُ وأخَفُّ مِن الصَّبرِ على شِدَّةِ الآخرةِ.

وتَحدَّدَ الوقتُ في هذا الحديثِ بأنَّ الفقراءَ يَسْبِقون الأغنياءَ بأربعينَ خَريفًا، وفي حَديثٍ أخرَجَه ابنُ ماجهْ، عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «يَدخُلُ فُقَراءُ المُؤمِنينَ الجَنَّةَ قبْلَ الأغْنِياءِ بنِصْفِ يَومٍ، خَمسِ مِائةِ سَنةٍ
» أي: خَمس مِائةِ عامٍ مِن أعوامِ الدُّنيا، ويُجمَعُ بأنَّ هذا السَّبْقَ يَختلِفُ بحَسَبِ أحْوالِ الفُقراءِ والأغنياءِ؛ فمنهم مَن يَسبِقُ بأربعين عامًا، ومنهم مَن يَسبِقُ بخَمسِ مِائةِ سَنةٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمسمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال ألسنا من فقراء
صحيح مسلمأن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبي مات وترك مالا
صحيح مسلمما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا شاة
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لقطة الحاج
صحيح مسلمبينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل
صحيح مسلمخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصابنا جهد حتى
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في
صحيح مسلمقدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة
صحيح مسلمأن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه
صحيح مسلمأن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا فكان معها فرآها أبو طلحة فقال


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب