حديث فأكلنا حتى شبعنا جميعا ثم حشونا جربنا فقال نبي الله صلى الله

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث سلمة بن الأكوع

«خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزْوَةٍ، فأصَابَنَا جَهْدٌ حتَّى هَمَمْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ ظَهْرِنَا، فأمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَجَمَعْنَا مَزَاوِدَنَا، فَبَسَطْنَا له نِطَعًا، فَاجْتَمَع زَادُ القَوْمِ علَى النِّطَعِ، قالَ: فتَطَاوَلْتُ لِأَحْزِرَهُ كَمْ هُو؟ فحَزَرْتُه كَرَبْضَةِ العَنْزِ، ونَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قالَ: فأكَلْنَا حتَّى شَبِعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ حَشَوْنَا جُرُبَنَا، فَقالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَهلْ مِن وَضُوءٍ؟ قالَ: فجَاءَ رَجُلٌ بإدَاوَةٍ له فِيهَا نُطْفَةٌ، فأفْرَغَهَا في قَدَحٍ، فتَوَضَّأْنَا كُلُّنَا نُدَغْفِقُهُ دَغْفَقَةً أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً. قالَ: ثُمَّ جَاءَ بَعْدَ ذلكَ ثَمَانِيَةٌ، فَقالوا: هلْ مِن طَهُورٍ؟ فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَرِغَ الوَضُوءُ.»

صحيح مسلم
سلمة بن الأكوع
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 1729 -

شرح حديث خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فأصابنا جهد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أيَّد اللهُ سُبحانَه نَبيَّهُ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمُعجِزاتِ الخارِقَةِ للعادَةِ الدَّالَّةِ على نُبُوَّتِهِ، ومِن هذه المُعجِزاتِ تَكثيرُ الطَّعامِ بيْنَ يَدَيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحُلولُ البَرَكةِ فيه.

وفي هذا الحديثِ يَرْوي سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم خَرَجوا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةٍ، قيل: يَحتمِلُ أنْ تكونَ غَزوةَ تَبوكَ، فأصابَهم "جَهْدٌ" أي: مَشَقَّةٌ؛ وذلك مِن قِلَّةِ الطَّعامِ، حتَّى هَمُّوا أن يَنْحَروا ويَذبَحوا بعضَ إِبِلِهم الَّتِي يَركبونَها، فأمَرهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يجمعوا «مَزاوِدَهم» جَمْعَ مِزْوَدٍ، وهو الوِعاءُ الَّذِي يُحمَلُ فيه الزَّادُ، والمعنى: أنَّ كلَّ مَن في الجيشِ يَأتي بما بَقِي معه وعندَه مِن طَعامٍ ويُجمَعُ بعضُه إلى بعضٍ، «فبَسَطوا» أي: فَرَشوا «نِطَعًا»، وهو البِساطُ مِن الجِلدِ، فاجتَمَع طعامُ القومِ على النِّطَعِ، فتَطاوَلَ سَلَمَةُ لِيَحْزِرَه كم هو؟ أي: مَدَّ عُنُقَه مِن وَسْطِ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم ورَفَعها حتَّى يُظهِرَ طُولَه لِيُقدِّرَ الطَّعامَ المجموعَ، فقَدَّرَه «كَرَبْضَةِ العَنْزِ» أي: كقَدْرِها وهي رَابِضَةٌ، أي: جالِسَةٌ، والعَنْزُ: الأُنثَى مِنَ المَعْزِ إذا أتَى عليها حَوْلٌ، وهذا بَيانٌ لِمدى قِلَّةِ هذا الطَّعامِ، وكان عَدَدُ المسلمون أرْبَعَ مِائَةٍ، وفي رِوايةِ البُخاريِّ: «فدَعا وبَرَّك عليه» أي: إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَعا اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يُبارِكَ في هذا الطَّعامِ، فأكَل النَّاسُ حتَّى شَبِعوا جميعًا مِن هذا الطَّعامِ المجموعِ، ثُمَّ بعْدَ ذلك تَزوَّدوا مِن الباقي مِن ذلك الطَّعامِ، وحَشَوا جُرُبَهم، أي: مَلأَ كلُّ واحدٍ منهم جِرَابَه، وهو الوِعاءُ مِنَ الجِلْدِ يُجعَلُ فيه الزَّادُ.
ثمَّ سَأل صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ مِن وَضُوءٍ؟ أي: ماءٍ للوُضوءِ، فجاء رَجُلٌ «بإدَاوَةٍ» وهي الوعاءُ الَّذي يُحفَظُ فيه الماءُ، وكان فيها «نُطْفَةٌ» أي: قليلٌ مِن الماءِ، فأَفْرَغَها في قَدَحٍ، وكأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَعا وبرَّكَ على الماءِ بمِثلِ ما فَعَل في الطَّعامِ، فكَثُر الماءُ، حتَّى تَوضَّأَ منه النَّاسُ كلُّهم، ومِن كَثرتِه كانوا يُدغْفِقُونه دَغْفَقَةً، أي: يَصُبُّونه صَبًّا شديدًا، وعَدَدُهم أرْبَعُ مِائَةٍ، ويُخبِرُ سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه بعْدَ وُضوئهِم بهذا الماءِ جاء ثَمانِيَةُ رِجَالٍ فقالوا: هل مِن طَهورٍ؟ أي: هلْ يُوجَدُ ماءٌ للوُضوء نَتوضَّأُ به؟ فأجابهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قدْ فَرَغ الماءُ.

وفي الحديثِ: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَمْلَ الزَّادِ في السَّفَرِ وفي الغَزْوِ، وأنَّه ليس مُنافِيًا لِلتَّوَكُّلِ.
وفيه: أنَّ مِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الشَّرِكَةَ في الطَّعام والشَّرابِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد يوم أحد في سبعة من
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد وشج في
صحيح مسلمقدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة
صحيح مسلمأن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه
صحيح مسلمأن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا فكان معها فرآها أبو طلحة فقال
صحيح مسلمأن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال فقال ابن عباس
صحيح مسلمغزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم
صحيح مسلمغزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة قال جابر
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم أشكل العين منهوس العقبين
صحيح مسلمرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه
صحيح مسلمسئل أنس بن مالك عن خضاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب