حديث لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده على بعير

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث سماك بن حرب

«خَطَبَ النُّعْمَانُ بنُ بَشِيرٍ، فَقالَ: لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِن رَجُلٍ حَمَلَ زَادَهُ وَمَزَادَهُ علَى بَعِيرٍ، ثُمَّ سَارَ حتَّى كانَ بفلاةٍ مِنَ الأرْضِ، فأدْرَكَتْهُ القَائِلَةُ، فَنَزَلَ، فَقالَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَغَلَبَتْهُ عَيْنُهُ، وَانْسَلَّ بَعِيرُهُ، فَاسْتَيْقَظَ فَسَعَى شَرَفًا فَلَمْ يَرَ شيئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَانِيًا فَلَمْ يَرَ شيئًا، ثُمَّ سَعَى شَرَفًا ثَالِثًا فَلَمْ يَرَ شيئًا، فأقْبَلَ حتَّى أَتَى مَكَانَهُ الَّذي قالَ فِيهِ، فَبيْنَما هو قَاعِدٌ إذْ جَاءَهُ بَعِيرُهُ يَمْشِي، حتَّى وَضَعَ خِطَامَهُ في يَدِهِ، فَلَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بتَوْبَةِ العَبْدِ مِن هذا حِينَ وَجَدَ بَعِيرَهُ علَى حَالِهِ.»

صحيح مسلم
سماك بن حرب
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2745 -

شرح حديث خطب النعمان بن بشير فقال لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

مِن لُطفِ اللهِ عزَّ وجلَّ بعِبادِه أنْ يَسَّرَ لهم أبْوابَ التَّوبةِ والاستغفارِ حتَّى يَرجِعَ العبدُ إلى رَبِّه ويَتوبَ مِن ذُنوبِه مهْما كانت عَظيمةً.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابعيُّ سِماكُ بنُ حَربٍ أنَّ الصَّحابيَّ النُّعْمَانَ بنَ بَشِيرٍ رَضيَ اللهُ عنه خَطَبَ النَّاس، فقالَ في خُطبتِه: «لَلهُ أشَدُّ فَرَحًا بتَوْبَةِ عَبدِه» أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَفرَحُ فَرحًا شديدًا إذا أتاهُ عبْدُه تائبًا مِن ذنْبٍ أذْنَبَه، ثمَّ إنَّه رَضيَ اللهُ عنه صوَّرَ فَرَحَ اللهِ وشِدَّتَه بأنَّه أعظَمُ وأكبَرُ مِن فَرحةِ رجُلٍ خَرَج مُسافِرًا، وقدْ حَمَل زادَهُ مِن الطَّعامِ، «ومَزادَهُ» أي: قِربتَه الَّتي يَحفَظُ فيها الماءَ، وجَعَل ذلك كلَّه على ظَهرِ بَعيرٍ، وهو الجمَلُ، ثمَّ سار بهذا الجمَلِ حتَّى إذا كان في أَرْضِ فَلاةٍ، أي: في البَرِّيَّةِ والصَّحراءِ الَّتي لا نَباتَ بها، وَلَيْسَ حَولَه أَحدٌ، لا ماءَ ولا طعامَ ولا أُناسَ، «فأَدركَتْه القائلَةُ» أي: وَقْتُ القَيلولَةِ، وهي الاستِراحَةُ نِصفَ النَّهارِ، وإنْ لم يَكُنْ مَعها نَومٌ، فنَزَلَ واستَراحَ تَحتَ شَجرةٍ، «فغَلَبَتْه عينُه» وهو كِنايةٌ عن نَومِه، «وانسَلَّ بَعيرُه» أي: ذَهَب وتَرَكَه دونَ أنْ يَشعُرَ الرَّجلُ به، فاستيقَظَ الرَّجلُ وجَعَل يَبحَثُ عنه، وصَعِدَ شَرَفًا، وهو المكانُ المرتفعُ؛ وذلك لِيَنظُرَ حوْلَه، فلم يَر بَعيرَه، ثُمَّ صَعِد شَرَفًا ثانيًا وثالثًا، كلُّ ذلك مُحاولًا إيجادَ بَعيرِه الَّذي عليه طَعامُه وشَرابُه، وفي الصَّحيحينِ عن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «حتَّى أدْرَكَه العطَشُ، ثمَّ قال: أرْجِعُ إلى مَكاني الَّذي كُنتُ فيه، فأنامُ حتَّى أموتَ، فوَضَعَ رأْسَه على ساعدِه لِيَموتَ»، فالرَّجلُ قَدْ يَئِسَ مِن عَودةِ بَعيرِه، فبَينَما هو على تلك الحال؛ إذ أقبل عليه بَعيرُه يَمشي، حتَّى وَضَعَ «خِطامَه» وهو الحبْلُ الَّذي يُشَدُّ ويُقادُ به البعيرُ في يَدِ صاحِبِه، ففَرِحَ الرجُلُ فرحًا عظيمًا؛ فقد فَرِحَ بالحياةِ بَعدَ الموتِ؛ ولهذا جاء في صَحيحٍ مُسلمٍ مِن حَديثِ أنسٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ أنَّ الرَّجلَ قال: «اللَّهمَّ أَنتَ عَبدِي وأَنَا رَبُّكَ» أخطَأَ مِن شِدَّةِ الفرَحِ، فقد أَرادَ أنْ يَحمَدَ اللهَ ويَشكُرَه على عَظيمِ نِعمتِه عليه، فيَقولَ: «اللَّهمَّ أنت رَبِّي وأنا عَبدُك»، فعكَسَ، فاللهُ سُبحانه وتَعالَى أشدُّ وأكثَرُ «فَرَحًا بتَوبةِ العبدِ» المؤمنِ مِن فَرَحِ هذا الرَّجلِ حِين وَجَد بَعيرَه.
وهذا الحديثُ رَواهُ سِماكُ بنُ حَرْبٍ مَوقوفًا على النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضيَ اللهُ عنه، ورَواهُ الشَّعبيُّ مَرفوعًا إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: إثباتُ صِفةِ الفَرحِ للهِ عزَّ وجلَّ على ما يَليقُ بكَمالِه وجَلالِه؛ { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى: 11 ].

وفيه: قَبولُ التَّوبةِ الصَّادقةِ وفرَحُ اللهِ تَعالَى بها، ورِضاهُ عن صاحبِها؛ فالتَّوبةُ مَقبولةٌ حتَّى تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغربِها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمأن حنظلة الأسيدي وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
صحيح مسلمبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ونحن قعود معه إذ
صحيح مسلمقلنا لعمار أرأيت قتالكم أرأيا رأيتموه فإن الرأي يخطئ ويصيب أو عهدا عهده
صحيح مسلمكان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفر فلما كان قرب
صحيح مسلمعدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا موعوكا قال فوضعت يدي
صحيح مسلمأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال خلق الله عز وجل
صحيح مسلمسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل يوم تبدل
صحيح مسلمقال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم قال فقيل نعم فقال
صحيح مسلمعن أبي بن كعب في قوله عز وجل ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون
صحيح مسلمكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة فقال النبي
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب