تحترقون تحترقون فإذا صليتم الصبح غسلتها ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غسلتها

تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الصُّبحَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم الظُّهرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العصرَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم المَغربَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تحترِقونَ تحترِقونَ ، فإذا صلَّيتُم العِشاءَ غَسَلَتْها ، ثمَّ تنامونَ فلا يُكْتَبُ عليكُم حتَّى تستَيقِظُوا
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 357 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح

التخريج : أخرجه الطبراني في ( (المعجم الأوسط )) ( 2224 )، والخطيب في ( (تاريخ بغداد )) ( 2091 ) باختلاف يسير.

الصَّلَواتُ الخَمْسُ مِن أجَلِّ أعمالِ الإسلامِ، وأيضًا قدْ جَعَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فيها خَيرًا عَظيمًا، ومِن ذلك أنَّها كَفَّاراتٌ لِمَا بيْنَها مِن الذُّنوبِ، وفي هذا الحديثِ يَقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ: "تَحْتَرِقون تَحْتَرِقون"؛ بارْتِكابِ الذُّنوبِ -التي تَحْرِقُ مُرْتَكِبَها مِثْلَ النَّارِ التي تَحْرِقُ مَن تُصيبُه- وبالغَفْلةِ واللَّهْوِ واللَّعِبِ، ونِسْيانِ ذِكْرِ اللهِ سُبْحانَه، "فإذا صَلَّيْتُمُ الصُّبْحَ غَسَلَتْها"، أي: طَهَّرَتْكم الصَّلاةُ مِن أَوْساخِ الذُّنوبِ، ومِن نارِ الغَفلةِ والنِّسيانِ، حتى تَكونَ كلُّ صَلاةٍ مُطَهِّرةً لذُنوبِ المُسْلِمِ التي ارْتَكَبَها بيْنَ كلِّ صَلاتَينِ، كمَا قالَ تَعالى: { وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } [ هود: 114 ]، فإقامةُ الصَّلَواتِ المَفْروضاتِ على وَجْهِها يوجِبُ مُباعَدةَ الذُّنوبِ، ويوجِبُ أَيضًا إنْقاءَها وتَطْهيرَها، فهي بمَنزلةِ تَبريدِ الحريقِ -الَّذِي تُكسِبُه الذُّنوبُ والغفلةُ- وإطفائِه.
"ثُمَّ تَنامونَ"، وذلك مِن بَعدِ صَلاةِ العِشاءِ حتى الفَجْرِ، "فلا يُكْتَبُ عليْكم حتَّى تَسْتَيْقِظوا"؛ لأنَّ القَلَمَ مَرْفوعٌ عن النَّائِمِ، فلا يُكْتَبُ عليْه شَيءٌ.
وفي الحديثِ: بَيانُ فَضْلِ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، والحثُّ على الإتيانِ بها في أوقاتِها.
وفيه: بَيانُ رحْمةِ اللهِ بعِبادِه؛ حيثُ يَغْفِرُ لهم ذُنوبَهم بالأعْمالِ الصَّالِحةِ.