شرح حديث عن عروة قال لا تقل كسفت الشمس ولكن قل خسفت الشمس
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
في هذا الأثَرِ يَرْوي التَّابِعيُّ محمَّدُ بنُ مُسلمٍ الزُّهريُّ أنَّ التَّابِعيَّ عُروةَ بنَ الزُّبيرِ رحِمَه
اللهُ تعالَى كان يرَى أنَّ الصَّوابَ أنْ يُقالَ: خسَفَتِ الشَّمسُ، وأنَّ مِنَ الخَطأِ أنْ يُقالَ: كَسَفَتِ الشَّمسُ، وفي
القُرآنِ:
{ وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ } [
القيامة: 8- 9 ]، وقدْ قِيلَ: إنَّ الخسوفَ يقعُ على الجميعِ، ولكنَّ الكُسوفَ يقَعُ على البعضِ وهو للشَّمسِ.
وقدْ جاءتِ الأحاديثُ الصَّحيحةُ بكلا اللَّفظينِ -الكُسوفِ والخُسوفِ- في الشَّمسِ، والمشهورُ في استِعمالِ الفُقهاءِ أنَّ الكُسوفَ للشَّمسِ، والخُسوفَ للقمرِ.
وما قالَهُ عُروةُ هو قولٌ له، وجائزٌ
في اللُّغةِ أنْ يُقالَ: كَسَفتِ الشَّمسُ والقمرُ بفتحِ الكافِ، وكُسِفَا بضَمِّها، وانكَسَفا، وخَسَفا وخُسِفَا وانْخَسَفا.
وظاهرةُ الكسوفِ والخُسوفِ تحدُثُ لأنَّ القمرَ جسمٌ مُظلمٌ يستمِدُّ نورَه من ضوءِ الشَّمسِ، كمِرآةٍ يقَعُ عليها الضَّوءُ فتَعكِسُه، ويخيَّلُ للنَّاظِرِ أنَّها مُضيئةٌ، كما أنَّ الأرضَ كذلك، ولمَّا كان القانونُ الَّذي أوْدَعَه
اللهُ في الكونِ يَقْضي بأنْ تقَعَ الأرضُ أحْيانًا بينَ الشَّمسِ والقمرِ، فتَحجُبُ ضوءَ الشَّمسِ عنِ القمرِ كلِّه أوِ بعضِه، وبأنْ يقَعَ القمرُ أحْيانًا بينَ الشَّمسِ والأرضِ، فيَحجُبُ ضوءَ الشَّمسِ عن رُؤيةِ أهلِ بُقعةٍ منَ الأرضِ، لمَا وقعَتْ ظاهرةُ كُسوفِ الشَّمسِ والقمرِ لأهلِ الأرضِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم