حديث الآية وقال عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عبدالله بن عمرو

«أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ تَلا قَوْلَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبْراهِيمَ: {رَبِّ إنَّهُنَّ أضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فمَن تَبِعَنِي فإنَّه مِنِّي} (إبراهيم: 36) الآيَةَ، وقالَ عِيسَى عليه السَّلامُ: {إنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنَّهُمْ عِبادُكَ وإنْ تَغْفِرْ لهمْ فإنَّكَ أنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} (المائدة: 118)، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وقالَ: اللَّهُمَّ أُمَّتي أُمَّتِي، وبَكَى، فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، ورَبُّكَ أعْلَمُ، فَسَلْهُ ما يُبْكِيكَ؟ فأتاهُ جِبْرِيلُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَسَأَلَهُ فأخْبَرَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بما قالَ، وهو أعْلَمُ، فقالَ اللَّهُ: يا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إنَّا سَنُرْضِيكَ في أُمَّتِكَ، ولا نَسُوءُكَ.»

صحيح مسلم
عبدالله بن عمرو
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 202 - من أفراد مسلم على البخاري

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَؤوفًا رَحيمًا، كانَ كَثيرًا ما يَدعو للأُمَّةِ ألَّا تُهلَكَ، كما هَلَكتِ الأُمَمُ السَّابقةُ، وهذا الحديثُ يُبيِّنُ تَضرُّعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، واجتهادَه في الدُّعاءِ لأُمَّتِه، وفيه يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَلا قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبراهيمَ عليه السَّلامُ وقد دَعا ربَّه دَعوةً في حقِّ أُمَّتِه، فقالَ: { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ إبراهيم: 36 أي: إنَّ الأصنامَ التي كان يَعبُدُها النَّاسُ أضلَّت كَثيرًا منهم عنِ الحقِّ، فأشرَكوها في عِبادةِ اللهِ، فمَن تَبِعَني مِنَ النَّاسِ وتَرَكَ الشِّركَ وعِبادةَ الأصنامِ، فهو من أتباعي ومِنَ المؤمنينَ، فيَستحِقُّ المغفرةَ والرَّحمةَ، أمَّا مَن عَصى وظلَّ على عِبادةِ الأصنامِ، فأمرُه إلى اللهِ: إن شاءَ هَداهُ، وإن شاءَ أعماه عنِ الهُدى، واللهُ هو الغفورُ الرَّحيمُ، يَغفِرُ لمَن يَشاءُ ويَرحَمُ مَن يَشاءُ بأن يَتُوبَ عليه، فيَتوبَ عن شِركِه؛ لأنَّه لا يَغفرُ له مع شِركِه؛ لقولِه عزَّ وجلَّ: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } [ النساء: 48 ].
ثُمَّ تَلَا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَعوةَ عيسى عليه السَّلامُ في حقِّ أُمَّتِه: { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [ المائدة: 118 أي: يا ربِّ، الأمرُ أمرُك فيما تَرى في النَّاسِ، فإن تُعَذِّبهم فإنَّهم عِبادُك، ولا رادَّ لعذابكَ، وإن تَغفِر لهم فأنتَ القويُّ ذو الحِكمةِ والتَّدبيرِ فيما تَفعَلُ.
ولكنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ أن تَلا ذلك أشفَقَ على أُمَّتِه بأكمَلِها، «فرفَعَ يَديْهِ وقال: اللَّهُمَّ أُمَّتي أُمَّتي، وبَكى»، فطَلَبَ رَحمةَ ربِّه ورِفقَه بها كلِّها، ويدُلُّ ذلك على شِدَّةِ رَحمتِه بأُمَّتِه، وأنَّه يَطلُبُ لها الرَّحمةَ العامَّةَ والمَغفِرةَ والخَيرَ المُتوالِيَ، واللهُ سُبحانَه مع عِلمه بما تُخفي الصُّدورَ وما تُكِنُّه الأفئدةُ أرسَلَ جِبريلَ عليه السَّلامُ ليَسألَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَببِ بُكائه، وهو أعلَمُ به سُبحانَه وتَعالَى، قيلَ: الحِكمةُ في إرسالِ جِبريلَ لسؤالِه إظهارُ شرفِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنَّه بالمَحلِّ الأعلى، فسَيَرضى، ويُكرَمُ بما يُرضيه.
فلما أتى جِبريلُ عليه السَّلامُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَألَه، فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما قالَ -وهو أعلَمُ- فقالَ اللهُ: «يا جِبريلُ، اذهَبْ إلى محمَّدٍ، فقُلْ: إنَّا سنُرضِيكَ في أُمَّتِك ولا نَسوؤُك»، أي: سنُرضيكَ بإعطائكَ ما طلَبْتَه لأُمَّتِكَ مِنَ اللهِ، ولا نُصيبُكَ فيها بما يُلحِقُ بكَ الحُزنَ والأذى، كما قالَ اللهُ: { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى } [ الضحى: 5 ]، وهذا من عَظيمِ البُشرَياتِ لأُمَّةِ الإسلامِ.
وهذا الحديثُ يُوضِّحُ مَعنى الآيةِ: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ } [ التوبة: 128 ].
وفي الحديثِ: بَيانٌ لِمَا كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الشَّفَقَةِ، والدُّعاءِ لأُمَّتهِ.
وفيه: بَيانُ المكانةِ العُليا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ ربِّه، حيثُ إنَّه تَعالَى وعَدَه أن يُرضيَه في أُمَّتِه، ولا يَسوءُه.
وفيه: بِشارةٌ عَظيمةٌ لهذه لُأمَّةِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمقلت يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين
صحيح مسلمدخل عبد الله بن عمر على ابن عامر يعوده وهو مريض فقال ألا
صحيح البخاريأن رجلا لاعن امرأته في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وانتفى من
صحيح البخاريجاء الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور من
صحيح مسلمكانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي فروحتها بعشي فأدركت رسول الله صلى الله
صحيح مسلمرجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة حتى
صحيح مسلمأن رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه فأبصره النبي صلى الله عليه
صحيح مسلمألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى
صحيح البخاريجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما
صحيح البخاريأنهما أتيا أبا سعيد الخدري فسألاه عن الحرورية أسمعت النبي صلى الله عليه
صحيح مسلموقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة أن لا
صحيح مسلمقال لنا المشركون إني أرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة فقال أجل إنه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب