أنه رأى ابن عمر يصلي بعد الجمعة فينماز عن مصلاه الذي صلى فيه

حرَص الصَّحابَةُ على اتِّباعِ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في كل أموره، وخصوصًا في الصَّلاةِ؛ مِن هيئةٍ وكيفيَّةٍ داخلَ الصَّلاةِ، وأمورٍ أخرى خارِجَها، كان مِنها الفَصلُ بينَ الصَّلَواتِ بتَغييرِ المكانِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عطاءٌ "أنَّه رَأى ابنَ عُمرَ يُصلِّي بعدَ الجُمعةِ، فيَنْمازُ عَن مُصلَّاه"، أي: يَنفصِلُ عَن المكانِ الَّذي صلَّى فيه الجمُعةَ "قَليلًا غيرَ كَثيرٍ"، أي: يَكونُ تَحرُّكُه وتَركُه لذلك المكانِ قَليلًا ببَعضِ الخُطواتِ في إِحْدى الاتِّجاهاتِ الأربَعةِ، قال: "فيَرْكَعُ ركعَتَينِ"، أي: فيُصلِّي ابنُ عُمرَ في ذلِكَ المكانِ الآخَرِ ركعَتَينِ، "قال: ثُمَّ يَمْشي أنفَسَ مِن ذلك"، أي: يَترُكُ ابنُ عُمرَ المكانَ الثَّانيَ، بذَهابِه خُطواتٍ أكثَرَ مِن المرَّةِ الأُولى، "فيَرْكَعُ أربعَ ركَعاتٍ"، أي: فيُصلِّي في المكانِ الثَّانيِ أربعَ ركَعاتٍ.
وهذا كان مِن ابنِ عُمرَ تَنفيذًا لسُنَّةِ النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ لتَكْثيرِ مَواضعِ السُّجودِ الَّتي تَشهَدُ للمُصلِّي، ولِعَدمِ تَوطُّنِ مَكانٍ في المَسجِد.