هذه ثياب الكفار فلا تلبسها

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دائمًا ما يُحرِّضُ أصحابَه- رِضْوانُ اللهِ عليهم- على مُخالَفةِ أعداءِ الدِّينِ؛ كالمُشرِكين واليَهودِ والنَّصارَى، وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضِيَ اللهُ عَنهما: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رآهُ وعليه ثَوبانِ مُعصفرانِ"، أي: جاء عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو وهو يَلبَسُ ثوبَينِ مَصبوغَين بالعُصفُرِ، وهو: نَبتٌ يُصبَغُ به وصِبْغُه أصْفَرُ أو أحمَرُ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "هذه ثِيابُ الكُفَّارِ، فلا تَلْبَسْها"، فدلَّتِ الرِّوايةُ: أنَّ النَّهيَ لِما فيه مِن مُشابَهةِ الكفَّارِ، وفي رِوايةِ مُسلمٍ: "قلْتُ: أغسِلُهما؟ قال: بلْ أَحرِقْهما"، وإحراقُهما تَشديدٌ ومُبالَغةٌ في الإنكارِ.
ولا يَشمَلُ النهيُ هنا في الحديثِ النهي عن لُبسِ اللَّونِ المذكورِ ( الأصْفَر أو الأحْمَر )؛ ففي صَحيح البُخاريِّ، عن سُلَيمانَ التَّيميِّ، قال: ( رأيتُ على أنسٍ بُرْنُسًا أصفَرَ مِن خَزٍّ )، وعن البَراءِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ( (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَربوعًا، وقد رأيتُه في حُلَّةٍ حَمراءَ، ما رأيتُ شَيئًا أحسَنَ منه )).