حديث حرم الإسلام الفواحش ما ظهر منها وما بطن لأنها أمور تخرج فيها الطبيعة


شرح حديث


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حرَّمَ الإسلامُ الفواحشَ، ما ظهَرَ منها وما بَطَنَ؛ لأنَّها أُمورٌ تَخرُجُ فيها الطَّبيعةُ الإنسانيَّةُ عمَّا أرادَهُ اللهُ تعالى للناسِ؛ مِنَ العِفَّةِ والطَّهارةِ، مع ما فيها مِنْ هَتْكٍ للأعراضِ وضَياعِ الـمُرُوءَةِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخْبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "مَنْ أتى بَهيمةً فاقتُلُوه"، أي: إنَّ عُقوبةَ مَنْ جامَعَ البَهيمةَ القتلُ، وقِيل: إنْ كان الفاعِلُ مُـحْصَنًا فحَدُّه القتلُ، وإنْ كان غيرَ مُـحْصَنٍ فحَدُّه الجَلْدُ؛ حُكمُه كحُكمِ الزَّاني.
وقيل: يُقتَلُ إنْ عَمِلَ ذلك مع العِلمِ بالنَّهْيِ.
والـمُرادُ بالبَهيمةِ: كُلُّ حيوانٍ يُؤْكَلُ لَـحمُه، وقيل: الدَّوابُّ بأنواعِها.
"واقتُلوها معه"، أي: وتُقتَلُ تلك البَهيمةُ.
قال عِكرمةُ مَوْلى ابنِ عبَّاسٍ: قلتُ لابنِ عبَّاسٍ: "ما شأْنُ البَهيمةِ؟" أي: لِـمَ تُقْتَلُ البَهيمةُ وليس لها مِنْ أمْرِها شيءٌ؟! قال -كما في رِوايةِ أبي داودَ-: "ما أُراهُ إلَّا أنْ قال ذلك"، أي: ما أظُنُّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بقَتلِ البَهيمةِ إلَّا "أنَّه كَرِه أنْ يُؤْكَلَ لحمُها، وقد عُمِلَ بها ذلك العملُ"، أي: إتيانُها وجِماعُها؛ لأنَّ كلَّ شيءٍ في الكونِ جعَلَه اللهُ صالحًا لفعْلٍ خاصٍّ، فلا يَصلُحُ لذلك العملِ سواهُ؛ فإنَّ المأكولَ مِنَ الحيوانِ خُلِقَ لأكْلِ الإنسانِ إياهُ، لا لقضاءِ شَهوتِه منه، فإذا عُكِس الأمرُ كان ذلك إبطالًا للحِكمةِ الإلهيَّةِ، وإفسادًا للمخلوقِ عمَّا خُلِقَ له، فيَخرُجُ عن صِحَّةِ الانتفاعِ به إلى عدَمِ الانتفاعِ.
وقيل: إنَّ سببَ أمْرِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقَتلِ البَهيمةِ هو ألَّا يَتوالَدَ منها حيوانٌ شَبيهٌ بصُورةِ الإنسانِ.
وقد ورَدَ في حَديثٍ آخَرَ مَوقوفٍ على ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّه "ليسَ على الذي يأتِي البَهيمةَ حَدٌّ"، وأكثرُ الفُقهاءِ على عدَمِ العَملِ بحديثِ القتْلِ؛ ترْجيحًا لصِحَّةِ الحديثِ الموقوفِ على المرفوعِ، وأنَّ فاعلَ ذلك يُعزَّرُ، والتَّعزيرُ يَتفاوَتُ، وهذا الأمرُ يَرجِعُ إلى اجتهادِ القاضي ووَلِيِّ الأمْرِ؛ لأنَّ الأمرَ مُتفاوِتٌ؛ فقد يفعلُه إنسانٌ مَرَّةً واحدةً، وقد يكونُ هناك إنسانٌ معروفٌ بكثرةِ الفسادِ وكثرةِ فِعلِ هذه المعصيةِ؛ فيكونُ القتلُ تَعزيرًا، لا حدًّا .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
المجموع للنوويأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم صلى الفجر حين برق الفجر
إرواء الغليلحديث أن النبي أمره أن يأخذ مدية ثم خرج إلى أسواق المدينة
إرواء الغليلوإن قتل مسلم كافر عمدا أضعفت ديته لإزالة القود قضى به عثمان
شرح مشكل الآثارأن ميمونة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله
شرح مشكل الآثارعن أنس قال ما كان التثويب إلا في صلاة الغداة إذا قال
إرواء الغليلفي السارق إن سرق فاقطعوا يده ثم إن سرق فاقطعوا رجله
إرواء الغليلذكاة الجنين ذكاة أمه
إرواء الغليلمن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك
شرح مشكل الآثارجاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن زوجي يريد
شرح مشكل الآثاركتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطن عقوله وقال لا يتولى
عارضة الأحوذيأن زوج بريرة كان عبدا أسود لبني المغيرة يوم أعتقت بريرة والله لكأني
عارضة الأحوذيكان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب