إذا صليتم فاتزروا و ارتدوا و لا تشبهوا باليهود

الصَّلاةُ أعظمُ رُكنٍ في الإسلامِ بعدَ الشَّهادتينِ، وفيها يَقِفُ العبدُ أمامَ ربِّهِ سُبحانَه؛ فينبغي عليه أن يكونَ في أحْسَنِ هيْئةٍ من السَّترِ والخُشوعِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إذا صَلَّيْتُم فاتَّزِروا"، أي: إذا أردْتُم الصَّلاةَ، فالْبَسوا الإزارَ؛ وذلك طلبًا لسَتْرِ العَوْرةِ، والإزارُ: الثَّوبُ الذي يُحيطُ بالنِّصفِ الأَسفلِ مِن البَدنِ ويَسْتُرُه، "وارْتَدُوا ولا تشَبَّهوا باليَهُودِ"، أي: وضَعُوا عليكم الرِّداءَ، وهو ثَوْبٌ يُغطَّى به الجُزْءُ العُلْويُّ من الجِسْمِ؛ وذلك لمن كان له ثوْبانِ، فإنْ لم يكن له إلَّا ثوبٌ واحدٌ فيأْتَزِرُ به، وفي روايةِ أبي داودَ: "إذا كان لأحدِكم ثَوْبانِ فلْيُصَلِّ فيهما، فإنْ لم يكُنْ إلَّا ثوبٌ واحدٌ فلْيَتَّزِرْ به، ولا يَشْتَمِلْ اشْتِمالَ اليَهُودِ"، وكان اشتمالُ أحدِهِم: أنْ يَجعلَ ثوبَه على رأْسِهِ أو كَتِفِه، ويُرْسِلَ أطْرافَه من جانِبَيْه؛ فكان أدْعى لكَشْفِ عَوْرتِه؛ فنُهِيَ عن ذلك ( ).