إن أقواما يخرجون من النار يحترقون فيها إلا دارات وجوههم حتى يدخلون الجنة

في هذا الحديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جزاءَ العمَلِ الصالحِ في الآخرةِ، وخاصَّةً الصلاةَ والسُّجودَ، وأنَّ ذلك يكونُ سببًا في النَّجاةِ مِن النارِ؛ فيقولُ في هذا الحديثِ: "إنَّ أقوامًا يَخرُجون مِن النارِ يَحترِقون فيها"، أي: تَحترِقُ أجسادُهم كاملةً، "إلَّا داراتُ وُجوهِهم"، الدَّاراتُ جمْعُ دارةٍ، وهي ما يُحِيطُ بالوجْهِ مِن جوانبِه، أراد: أنَّ وُجوهَهم لا تأْكُلُها النارُ؛ لأنَّها مَحلُّ السُّجودِ، وإكرامًا للصُّورةِ التي خُلِقَ آدَمُ عليها وفُضِّلَ بها الإنسانُ على غيرِه، "حتى يَدخلون الجنَّةَ" بعدَ أنْ أخَذوا جَزاءهم في النارِ على الذُّنوبِ التي اقتَرَفوها في الدُّنيا؛ لتَطهيرِهم منها؛ حتى يَخرُجوا منها ويَخلُدوا في الجنَّةِ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن اقترافِ الذُّنوبِ التي تكونُ سببًا في دُخولِ صاحبِها النارَ( ).