خلل أصابع يديك ورجليك

حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على إسْباغِ الوُضوءِ وإعْطاءِ كلِّ عُضوٍ حقَّه مِن الماءِ، ومِن ذلك تَخليلُ الأصابعِ، وهذا الحديثُ مُختصَرٌ مِن رِوايةٍ أُخرى لأحمدَ، وفيها يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: "سَأَلَ رَجُلٌ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن شيءٍ مِن أمْرِ الصَّلاةِ"، أي: استفسَرَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن بعضِ المَسائلِ التي تتعلَّقُ بالوُضوءِ والصَّلاةِ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "خلِّلْ أصابِعَ يدَيكَ ورِجلَيكَ"، أي: عندَ غَسلِ اليدَينِ والرِّجلَينِ، والمُرادُ بالتَّخليلِ: إيصالُ الماءِ بقَصدٍ إلى المَنطَقةِ التي ربَّما لا يصِلُها الماءُ، وفَركُه وتَدليكُه به؛ ولذلك قال ابنُ عبَّاسٍ مُفسِّرًا المعنى: "يَعني: إسْباغَ الوُضوءِ"، وإسْباغُ الوُضوءِ يكونُ بإعْطاءِ كلِّ عُضوٍ حَقَّه مِن الماءِ وتَنظيفِه.
وقال ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: "كان فيما قال له: إذا ركَعتَ، فضَعْ كَفَّيكَ على رُكبَتَيكَ حتى تَطمَئِنَّ"، أي: حتى تَستَويَ، "وقال الهاشِميُّ مرَّةً"، أي: في رِوايتِه، وهو سُلَيمانُ بنُ داوُدَ الهاشِميُّ شَيخُ أحمدَ الذي رَوى عنه هذا الحديثَ "-حتى تَطمَئِنَّا- وإذا سجَدتَ، فأَمكِنْ جَبهَتَكَ من الأرضِ حتى تَجِدَ حَجمَ الأرضِ"، أي: اسجُدْ سُجودًا تامًّا مُطمئنًّا، بحيث تَتمكَّنُ أعضاؤُكَ مِن السُّجودِ على الأرضِ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على إسْباغِ الوُضوءِ عامَّةً، والاهتِمامِ بغَسلِ ما بينَ أصابعِ اليدَينِ والرِّجلَينِ .