لكل قرن من أمتي سابقون

أنعَمَ اللهُ سُبحانَه وتَعالى على الأُمَّةِ الإسلاميَّةِ بأنْ بشَّرهم بالجَنَّةِ، وتَجاوَزَ عن سيِّئاتِهم، وقيَّض لهم على مَرِّ الأزمانِ مَن يُقيمُ أمرَ دينِهم ودُنياهم في مُختلِفِ المجالاتِ حتى تستمِرَّ مسيرةَ الحياةِ، وتعمُرَ الأرضُ بما يُرضي اللهَ سُبحانَه.

وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لكُلِّ قَرنٍ من أُمَّتي" والقَرنُ مِئَةُ سَنَةٍ، أو يُقصَدُ به الجيلُ أو العَصرُ "سابِقون"، أي مُتَقدِّمونَ سابِقون فِي الخيراتِ، وهم مَن يَضُمُّون إلى العمَلِ الصَّالحِ إرشادَ النَّاسِ إليه وتَعليمَهم، وقيل: هم الصِّديقون، وقيل: السابِقُ هو الداعي إلى اللهِ المبعوثُ على كُلِّ قَرنٍ للتَّجديدِ، وقيل: السابِقون هم المُقرَّبونَ الموصوفون في سورةِ الواقعةِ، والظاهِرُ أنَّهم أتباعُ الكتابِ والسُّنَّةِ لا فِرقةٌ مُعيَّنةٌ، والحديثُ إخبارٌ بأنَّه لا يزالُ السابِقَ من الأُمَّةِ قرنًا بعدَ قَرنٍ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ اللهِ على الأُمَّةِ بعَدَمِ خُلُوِّها من الصالِحين والنافِعين لها في كُلِّ عَصرٍ، وفي كُلِّ مجالٍ.
15